سعد بن معاذ الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمن
سعد بن معاذ هو صحابي جليل، أسلم قبل الهجرة بعام، وكان عمره آنذاك عند إسلامه 31 عاماً، لم تكن سنواته في الإسلام كثيرة، لكن حسن إسلامه.. توفي في العام الخامس من الهجرة، واهتز لموته عرش الرحمن.
كان سعد يُكنى أبا عمرو، وكان سيد قومه ورئيس الأوس، فكانت قبيلة بني قريظة موالية له ومن حلفائه.. أسلم سعد على يد الصحابي مصعب بن عمير الذي أرسله رسول الله إلى يثرب ليُعلم أهلها الدين الإسلامي، ثم ذهب سعد إلى قبيلته بني عبد الأشهل وقال لهم: "كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام حتى تسلموا"، فأسلمت القبيلة رجالها ونساؤها، وكان من أعظم الناس بركة في الإسلام.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
إصابته في غزوة الخندق
شهد سعد بن معاذ غزوة بدر وأبدى استعداده هو وقومه للقيام بأي شيء يأمرهم به رسول الله، ثم شهد غزوة أحد، وكان من المرابطين حول الرسول حين فرّ الناس. وفي غزوة الخندق، أُصيب بسهم في ذراعه وكانت إصابته بالغة، فقد كانت سبباً في وفاته بعدها بشهر واحد.
عاد سعد بن معاذ إلى المدينة بعد غزوة الخندق وقد أُصيب في ذراعه، فعانقه النبي، صلى الله عليه وسلم، حتى مات، فدفن بالبقيع، وعندما سمع النبي أحد المنافقين يقول: "ما رأينا كاليوم، ما حملنا نعشا أخف منه قط"، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: "لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا جنازة سعد بن معاذ.. ما وطئوا الأرض قبل ذلك اليوم".
أهدي النبي محمد يوماً ثوباً من حرير مطرز بخيوط من ذهب، فتعجب الصحابة من لينه وحسنه، فقال –صلى الله عليه وسلم–: "والذي نفس محمد بيده، إن مناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا".
وروت عائشة بنت أبي بكر، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قوله: "إن للقبر ضغطة، ولو كان أحد ناجياً منها، نجا منها سعد بن معاذ".