زنوبيا ملكة تَدمُر: المرأة التي هزمت الإمبراطورية الرومانية
امرأة قوية وقفت في وجه الإمبراطورية الرومانية واستطاعت هزيمتها. وحكمت إمبراطورية عظيمة مترامية الأطراف امتدت من العراق شرقاً وصولاً إلى مصر، إنها زنوبيا ملكة تَدمُر.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
زنوبيا ملكة تَدمُر:
عرفها العرب باسم الزباء بنت عمرو بن الظرب بن حسان ابن أذينة، ملكة تَدمُر والشام والجزيرة التي استطاعت أن تستعيد العصر الذهبي لتَدمُر.
كانت زنوبيا متزوجة من حاكم تَدمُر المعيَّن من قبل الرومان، الذي نجح في الدفاع عن تَدمُر ضد الفرس. وبعد وفاة زوجها أصبحت هي الوصية على ابنها الصغير وبالتالي أصبحت الحاكمة.
بعد وفاة زوجها استغلت زنوبيا ضعف الإمبراطورية الرومانية في هذا الوقت وأنهت علاقة التبعية التي ربطت بين تَدمُر والإمبراطورية الرومانية. واستطاعت الحفاظ على الحدود التي استعادها زوجها من الفرس، بالإضافة إلى انتصارها على الإمبراطور جالينوس، كما أعدمت جميع الأشخاص المشتركين في اغتيال زوجها.
تَدمُر إمبراطورية مستقلة عن روما:
ولم يكن أمام الإمبراطورية الرومانية سوى الاعتراف بها لتصبح تَدمُر إمبراطورية مناوئة للإمبراطورية الرومانية.
استمرّت زنوبيا بالتقدّم بجيوشها إلى المناطق التابعة للسيطرة الرومانية، فسيطرت على كل سوريا ومعظم الأناضول في تركيا، ثم دخلت إلى مصر وسيطرت عليها. واستطاعت أن تؤسس إمبراطورية مستقلة عن روما، حيث كانت هذه المنطقة من آسيا الصغرى تمثل منطقة طرق تجارية قيّمة للرومان، كما كانت لزنوبيا عملات معدنية تحمل وجهها أو وجه ابنها.
إمبراطورية تَدمُر:
كما قطعت زنوبيا إمدادات الحبوب إلى الإمبراطورية؛ وهو ما تسبب في نقص الخبز في روما، لأنها وبحلول عام 270 كانت قد سيطرت على كل مصر وثروتها والحبوب التي تُقدمها إلى روما.
تعاظم تحدي زنوبيا للإمبراطورية الرومانية وهو ما استفز الإمبراطور أورليانوس، الذي استحوذ على السلطة في روما.
نهاية زنوبيا ملكة تَدمُر:
ومن ثم أعلن الإمبراطور الجديد حربه على زنوبيا وبالفعل استطاع أن يهزم جيوشها في أنطاكية بتركيا الآن، وفي إيمسا، بسوريا الحالية، فحاصر الإمبراطور تَدمُر حتى استسلمت زنوبيا.
نهاية غامضة:
اختلفت الروايات حول مصير زنوبيا بعد أسرها، البعض ذهب إلى أنها حضرت موكب انتصار الإمبراطور في روما وعوملت باحترام وتكريم. والبعض يذهب إلى أنها ماتت غرقاً خلال رحلة الذهاب إلى روما. والبعض يذهب إلى أنها عاشت في روما وتزوجت من رجل روماني بينما تزوج الإمبراطور من إحدى بناتها. لا يعرف أحد نهاية زنوبيا على وجه التحديد، لكننا نعرف أن حياتها كانت حياة عظيمة ألهمت العديد من الأدباء والفنانين.