زعيم كوريا الشمالية: سنخوض صراع هائل العام المقبل لتعزيز الاقتصاد
صرّح زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، بأن بلاده يجب أن تستعد لخوض "صراع هائل" العام المقبل لتواصل تحقيق التقدّم في مجالات من بينها الدفاع والزراعة والتشييد. جاءت هذه التصريحات خلال اجتماع للمكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمال الحاكم، أمس الأربعاء، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام رسمية.
أضافت التقارير أن كيم قال أيضاً إنه رغم كون بلاده لا تزال البلاد تواجه صعوبات اقتصادية، إلا أن الحزب قد أحرز نجاحاً في الضغط من أجل تحقيق الأهداف السياسية وتنفيذ الخطة الاقتصادية الخمسية التي كشف النقاب عنها في مطلع العام الجاري.
أوضح كيم جونغ أون قائلاً: "من الأمور المشجعة للغاية التغيرات الإيجابية التي تحققت في مجمل شؤون الدولة بما في ذلك السياسة والاقتصاد والثقافة والدفاع الوطني، كما يتجلى في الإدارة المستقرة لاقتصاد الدولة والنجاح الكبير الذي تحقق في قطاعي الزراعة والتشييد".
أضاف قائلاً "العام المقبل سيكون عاماً مهماً ويجب علينا أن نخوض صراعاً هائلاً جداً مثلما فعلنا هذا العام".
خطة كيم جونغ لتعزيز الاقتصاد
سعى كيم جونغ لتعزيز الاقتصاد وإمداد الطاقة بخطته، لكن وكالات الأمم المتحدة قالت إن نقصاً في الغذاء والكهرباء لا يزال قائماً ويتفاقم جراء العقوبات المفروضة بسبب برنامج كوريا الشمالية النووي وبرامجها الصاروخية وبسبب انتشار جائحة فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، والكوارث الطبيعية.
ولم تؤكد العاصمة الكورية أي حالات إصابة بفيروس كورونا، لكنها أغلقت الحدود وفرضت قيوداً على التنقلات الداخلية بالإضافة إلى إجراءات أخرى للسيطرة على تفشي الفيروس.
ظهور زعيم كوريا الشمالية مؤخراً بعد اختفاء طويل
يُذكر أن الزعيم الكوري الشمالي كان قد أنهى مؤخراً الشكوك حول حالته الصحية بعد اختفائه الطويل والذي يُعتبر الأطول منذ عام 2014 وذلك بظهوره الرسمي الجديد. جاء ظهور كيم جونغ أون بعد غياب لمُدّة شهر عن الأنظار.
فمنذ أيام، ذهب كيم جونغ أون إلى مدينة "سامجييون" التي تقع على الحدود الصينية من أجل حضور تنفيذ مشروع كبير لإنتاج البطاطا. تُشير التقارير إلى أن الزعيم الكوري الشمالي يعمل على تطوير مدينة "سامجييون" وذلك منذ توليه منصبه في أواخر عام 2011.
ويهتم الزعيم الكوري الشمالي بهذه المدينة كثيراً لأنها مسقط رأس والده الزعيم الكوري الراحل كيم جونغ إيل. وطالب كيم جونغ أون خلال زيارته لمدينة سامجييون بتحضير استعدادات زراعية كبيرة للعام المقبل ضمن خطة لزيادة مستقرة في إنتاج البطاطا.
ويأتي ظهور كيم جونغ أون بعد أكثر من شهر من الاختفاء إذ كان ظهوره للمرة الأخيرة في الحادي عشر من شهر أكتوبر الماضي قبل أن يختفي ويثير الشكوك حول حالته الصحية.
كانت تقارير صحفية قد كشفت عن اختفاء طويل لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يُعدّ هو الأطول له منذ عام 2014 وأثارت الشكوك حول حالته الصحية. ذكرت تقارير أن زعيم كوريا الشمالي، يختفي عن الظهور في وسائل الإعلام منذ مدة تزيد على شهر وهو أمر ليس معتاد.
أشارت التقارير إلى أن اختفاء الزعيم الكوري الشمالي أدى إلى ظهور تكهنات حول حالته الصحية خاصة وأنه لم يختف لهذه الفترة الطويلة منذ عام 2014، أضافت التقارير أن زعيم كوريا الشمالية لا يتمتع بحالة صحية جيدة خاصة وأنه ظهر بفقدان للوزن ملاحظ خلال الفترة الأخيرة.
فيما أكد موقع "NK News" الأمريكي أن الأقمار الصناعية توضح بأن هناك نشاطاً متزايداً حول مقر إقامة الزعيم الكوري الشمالي في الشاطئ الغربي للبلاد بالإضافة لمقر إقامة يختار الذهاب إليه عندما يكون مريضاً وهو ما يرجح رواية بأنه يمر بظروف صحية.
التطورات الصحية لزعيم كوريا الشمالية
يُذكر أنه خلال العرض العسكري الأول لكوريا الشمالية منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن مهام منصبه، والذي تم بثه في سبتمبر الماضي، كان هناك الكثير من الاهتمام بالمظهر الجديد للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الذي تعرض لخسارة ملحوظة في الوزن خلال الأشهر السابقة للعرض.
وفقاً لما ذكره مشرع كوري جنوبي، رُبما يكون الزعيم الكوري الشمالي قد فقد ما لا يقل عن 20 كيلوغراماً خلال الأشهر الماضية.
سابقاً كان كيم يُعاني من زيادة في الوزن وكان مدخناً شرهاً، أصبح فقدان وزن كيم ملحوظاً لأول مرة في يونيو الماضي، عندما ظهر علنياً لأول مرة منذ أسابيع لعقد اجتماع للحزب الحاكم. ثم قال بعض مراقبي كوريا الشمالية إن كيم، الذي يبلغ طوله حوالي 170 سم ووزنه سابقاً 140 كيلوغراماً، ربما يكون قد فقد 10-20 كيلوغراماً.
أخبر الخبراء أسوشيتد برس أن فقدان وزن كيم هو على الأرجح نتيجة جهود لتحسين شكله أكثر من كونه مؤشراً على مشاكل صحية، مع الأخذ في الاعتبار نشاطه العام المنتظم.
إضافة إلى هذا، فقد انتشرت العديد من الشائعات سابقاً حول وفاة زعيم كوريا الشمالية، خاصة بعد طول فترة اختفائه، ومع الربط بينها وبين التكنهات الخاصة بحالته الصحية، إلا أن ظهوره في أكثر من مناسبة بعدها، دحض هذه الأقاويل.
لكن لماذا يهتم بقية العالم بصحته؟ صحة كيم مهمة في سيول وواشنطن وطوكيو وعواصم عالمية أخرى لأنه لم يعيِّن علناً خليفته الذي سيكون متحكماً في برنامج نووي متقدم قد يستهدف الولايات المتحدة وحلفائها.