ريادي يجعل من حفظ القرآن تجربة اجتماعية

  • بواسطة: ومضة تاريخ النشر: الثلاثاء، 26 أغسطس 2014 | آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
بالصور: تجربة مختلفة في قرية كومبورتا البرتغالية
نيت بورد برو: جهاز متطور لتحسين تجربة الاجتماعات الافتراضية
تحديثات جديدة تجعل تجربة الاجتماعات أكثر واقعية في تطبيق قوقل ميت

بعد اتصال عبر "سكايب"دام ساعتين، بدا لي واضحًا أن الجينات الريادية تسري في عروق بلال ميمون، هذا الشاب الباكستاني الذي ولد في نيو جيرسي وترعرع في نيويورك. فهو يأتي من عائلة من رواد الأعمال المتسلسلين، إذ أسّس والده شركة لتوزيع مواد بلاستيك وألومنيوم وغيرها في نيو جيرسي يديرها اليوم أخواته. وبالرغم من أنّ ميمون لم يؤسس شركته الخاصة منذ البداية، إلا أنّ الطريق التي سلكها ساعدته ومنحته الخبرة الضرورية لخوض المغامرة الريادية والعمل على أول تطبيق له، "قرآن أكاديمي" Quran Academy.

أكاديمية القرآن

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

حين كان ميمون في العاشرة من عمره، حفظ القرآن الكريم. ومع الوقت، نسي بعض الأجزاء، وكان ينسى الأجزاء نفسها ويرتكب أخطاء متشابهة. "كنت أضع علامات قرب الأسطر التي أنساها فتمتلئ الصفحة بالخطوط وأجد نفسي أرتكب الأخطاء ذاتها"، ثم تابع مضيفًا: "حين تُراجع جزءًا لأربع أو خمس مرات ستحفظه ولن تكرر الأخطاء نفسها، لكن بعد أسبوعين، ستقع في الخطأ نفسه." بقي لسنوات يراجع القرآن بهذه الطريقة ويستخدم القلم إلى أن قرّر ابتكار طريقة بديلة. من هنا ولد تطبيق "قرآن أكاديمي" الذي يهدف إلى مساعدة المسلمين على حفظ القرآن، مراجعته، وامتحان أنفسهم كي لا يقعوا في الخطأ نفسه مرة أخرى.

منذ أربعة أشهر، يطوّر ميمون وفريقه المؤلف من ثلاثة أشخاص التطبيق وينوي اطلاق النسخة التجريبية في آب/أغسطس الشهر المقبل، على الـ"آيباد" فقط. حتى الآن، سجّل حوالي ألفي مختبر لتجربة التطبيق وسيتم إطلاقه للعلن على الـ"آيفون" والـ"أندرويد" ما إن يتلقى الفريق ردود الفعل ويقوم بالتعديلات الضرورية. تجدر الإشارة إلى أن حوالي ألف شخص قد سجلوا لاختبار التطبيق وهم من الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، كندا، السعودية، ماليزيا وإندونيسيا. 

يحتوي التطبيق على القرآن بلغته العربية. عند استخدامه، يستطيع الشخص قراءة الأسطر وتلاوتها، وفي حال أخطأ في سطر، يمسح بإصبعه الجملة فتلوّن في الأصفر. إن أخطأ فيها مرة أخرى، يمسحها من جديد فيصبح لونها برتقاليًّا ثمّ أحمرَ إن أخطأ مرة ثالثة. كما يخفي التطبيق بعض الأسطر ليمتحن الشخص أو يسأله ما السطر التي يأتي بعده. وعلى اللوحة الأساسية، سيتابع الشخص تقدمه ويعرف كم خطأ ارتكب ويرى بياناته التي ستساعده على الحفظ بشكل أفضل. وفي النسخات اللاحقة، يريد الفريق تقديم خيار إضافة الملاحظات. 

ثمة الكثير من التطبيقات الهادفة إلى مساعدة المسلم على حفظ القرآن مثل iQuran، Quran Explorer، حفظ القرآن الكريم والكثير غيرها (إليك لائحة عن بعضها هنا). إلا أنّ ميمون يفتخر بكون تطبيقه أكثر تفاعليًا واجتماعيًّا، إذ يسعى إلى بناء مجتمع للمسلمين داخل التطبيق، يسمح للشخص بتتبع أخطاء الآخر والحفظ بطريقة ذكية. 

حتى الان، لا يزال ميمون يدير المشروع من ماله الخاص لكنه أطلق حملة تمويل جماعي على منصة "إنديغوغو" Indiegogo ليجمع 120 ألف دولار وقد حصد حتى الآن أكثر من 11 ألف دولار وتم مشاركة الحملة 5 آلاف مرة، استنادًا إلى ما قاله. في حال جمع المبلغ المرغوب، سيطلق النسخة الثانية من التطبيق ويعمل على توفيرها على باقي الاجهزة. 

من الأعمال إلى ريادة الأعمال

قبل أن يطلق ميمون تطبيقه الخاصّ ويحقّق حلمه بأن يصبح رياديًّا، عمل في عدة شركات عالمية، اكتسب خبرة واسعة في مجال إدارة الشركات وتعلّم الكثير من الدروس التي يطبقها الآن مع فريقه الخاصّ. 

حين كان يدرس الشؤون المالية والأعمال الدولية في جامعة نيويورك عام 2007، بدأ يعمل كمتدرّب في شركات عالمية هامة لاكتساب الخبرة. كانت البداية مع شركة "يو بي أس" UBS للخدمات المالية. هناك، تعلّم الكثير عن الاستشارات المالية وإدارة الثروات والنفقات وهذا أمر ضروري بالنسبة للرواد الذين يحاولون الحدّ من نفقاتهم.

لكنه أراد تنويع خبرته من أجل التعرف على كافة أوجه إدارة فريق عمل وتأسيس شركة. لذلك، حين سنحت له فرصة التدرّب في البنك الاستثماري الشهير "غولدمان ساكس" Goldman Sachs في نيسان/أبريل 2009 قبلها على الفور وشغر منصب محلّل مالي: "تعلّمت هناك الكثير عن العمل ضمن فريق وهذا أمر ما زلت أستفيد منه حتى يومنا هذا".

بعدها بثمانية أشهر، تمّ اختياره هو وسبعة محللين آخرين لينضموا إلى فريق المتدربين في "نومورا سيكيوريتيز" Nomura Securities المختصة بالاستشارات والخدمات المالية في الولايات المتحدة. خلال فترته التدريبية هناك، لم ينل ما كان يبحث عنه ولم يشعر أن المسؤوليات التي أعطيت له كانت هامة للغاية. لذلك، بعد ثلاثة أشهر اتخذ قراره وترك "نومورا" ليبدأ أول عمل فعليّ له.

في آذار/مارس 2011، حصل ميمون على أول وظيفة له في "جاي بي مورغن" JP Morgan، الشركة الرائدة في الخدمات المالية والمتواجدة في أكثر من 100 دولة حول العالم. "تعاملت مع الكثير من المؤسسات وكان العمل في بنك هام مثل جاي بي نعمة بالنسبة لي، لكن خلال عملي هناك، ازدادت رغبتي في أن أصبح رائد أعمال. لم أجد نفسي في وظيفة عادية".

في أيلول/ سبتمبر 2011، ترك وظيفته ليطلق موقعًا إلكترونيًّا اسمه My Life is Desi، ينشر الناس عليه عادات وتقاليد بلادهم ويلقون النكات عن الصور النمطية. جذب الموقع 4 مليون زائر فريد خلال بضعة أشهر على انطلاقه فقط بحسب ميمون، لكن بعد سنة ونصف، بدأ المحتوى يتكرّر ولم يستطع ميمون العثور على نموذج عمل مستدام من أجل جذب المعلنين.

بالرغم من فشل أول محاولة ريادية له، لم يستسلم، بل تقرّب أكثر من بيئة الشركات الناشئة من خلال عمله التالي مع Lean Startup Machine كمنسق ورش عمل في الهند. تنظم الشركة ورش عمل لثلاثة أيام في 100 بلد، يتعلّم خلالها الرواد كيفية تقييم الفكرة وتعديل المنتج بناءًا على ردود الفعل وكيفية التحضر للعرض أمام المستثمرين في نهاية ورشة العمل.

لحسن حظه، تم قبول Lean Startup Machine في برنامج "تك ستارز" Techstars عام 2013، وهي من أبرز مسرعات النموّ في العالم. بعد انتهاء البرنامج، "كانت هناك فرصة للعمل في تيك ستارز وأبديت حماسة تجاه الموضوع وتم قبولي". خلال أربعة أشهر، عمل ميمون مع عشرة شركات منضمة إلى برنامج "تيك ستارز" وساعدها على تحضير استراتيجية تسويقية، واكتشاف أسواقها المستهدفة، وتحسين عرض فكرتها من أجل تقديمها في نهاية البرنامج أمام أكثر من 300 مستثمر.

تابع المقال بالضغط هنا >>