رسوم ترامب الجمركية على الصين تضر بقطاع الخدمات الأمريكية
أصدرت وكالة بلومبرغ تقريرًا حول تأثير الرسوم الجمركية على الصين على قطاع الخدمات، وكشفت الوكالة إلى أن هذا القطاع يعد أبرز الضحايا المحتملين للرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث يعد هذا القطاع من أكثر العلاقات التجارية بين البلدين ربحية بالنسبة للولايات المتحدة، وحقق لها فائضًا كبيرًا.
ووفقًا لبيانات 2024، فقد بلغت قيمة فائض صادرات الخدمات الأمريكية إلى الصين نحو 32 مليار دولار، موزعة على مجالات التعليم والسياحة والترفيه، في حين تخطت قيمة صادرات الخدمات الأمريكية إلى مختلف دول العالم حاجز 300 مليار دولار. إلى أن الإجراءات الانتقامية الصينية بدأت تستهدف هذا القطاع الحيوي في إشارة واضحة إلى تغيير في استراتيجية الرد الاقتصادي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
اقرأ أيضًا: الصين ترفع الرسوم الجمركية على أمريكا إلى 125%
الصين تستهدف قطاع التعليم
يعد قطاع التعليم من أبرز صادرات الخدمات الأمريكية إلى الصين، حيث يساهم الطلاب الصينيون بما يقارب ثلث هذه الصادرات من خلال الرسوم الدراسية وتكاليف المعيشة، ويقدر عددهم 270 ألف طالب صيني في الجامعات الأمريكية.
إلا أن وزارة التعليم الصينية أصدرت تحذيرًا أمنيًا هذا الأسبوع بشأن الدراسة في بعض الولايات الأمريكية، وخاصة في ولاية أوهايو؛ بسبب قوانينها الأخيرة المثيرة للجدل.
أما قطاع السياحة، فيعد السياح الصينيون مصدرًا مهمًا للعائداتا لأمريكية، حيث يتجاوز عددهم بكثير عدد الأمريكيين الزائرين للصين. لكن القطاع لا يزال يعاني من آثار الجائحة، ومع تصاعد الخلافات بين واشنطن وبكين، أطلقت بكين تحذيرًا جديدًا لمواطنيها منا لسفر إلى الولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا: ردا على بكين: ترامب يرفع الرسوم الجمركية على الصين إلى 125%
الخدمات المالية والحوسبة في مهب الريح
وفي مجال الخدمات المالية، تواجه البنوك وشركات التأمين الأمريكية ضغطًا في الآونة الأخيرة. في عام 2023، انخفض فائض تعاملاتها مع الصين إلى 2.5 مليار دولار، مقارنة بذروة بلغت 4.3 مليارات دولار في 2019.
ووفقًا لبلومبيرغ، فإن الحماس السابق لانفتاح الصين على رؤوس الأموال الأجنبية بدأ يتلاشى، مما دفع الشركات الأمريكية إلى التركيز على تقليص التكاليف وتقليل المخاطر.
أما فيما يتعلق بقطاع خدمات الحوسبة والتكنولوجية، فلا تزال في وضع إيجابي نسبيًا، حيث سجلت شركات مثل مايكروسوفت وأمازون فائضًا تجاريًا بقيمة 1.6 مليار دولار مع الصين في 2023، بفضل صادرات البرمجيات وخدمات الحوسبة السحابية.
تراجع قطاع الترفيه
يعد قطاع الترفيه من القطاعات الأمريكية التي تواجه تحديًا كبيرًا، فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال تصدر منتجات ثقافية إلى الصين، إلا أن القطاع شهد تراجعًا ملحوظًا في 2023، وهو الأدنى منذ أربع سنوات.
وقد كشفت الصين عن نيتها تقليص عدد أفلام هوليوود المسموح بعرضها في صلاتها معتبرة أن الرسوم الجمركية تمثل سلوكًا خاطئًا سيؤثر على شعبية الأفلام الأمريكية داخل الصين.
وبعد هذا الإعلان، تراجعت أسهم كبرى شركات الترفيه بشكل فوري، منها ديزني ووارنر بروس ديسكفري، وباراماونت غلوبال، وهو انعكاس مباشر للمخاوف من تقلص النفوذ الثقافي والأمريكي في الصين.