رحيل الشاعر السوداني محمد المكي إبراهيم عن عمر 85 عامًا
رحل مساء أمس الأحد الشاعر السوداني الكبير محمد المكي إبراهيم في أحد مستشفيات مدينة الشيخ زايد في العاصمة المصرية القاهرة عن عمر 85 عامًا بعد صراع مع المرض.
وبعد وفاته نعاه العديد من الشعراء، ومنهم الكاتب المسرحي السوداني عصام أبو القاسم، الذي أعلن عن وفاة المكي عبر حسابه على فيسبوك، وقال: "وداعًا شاعر أمتي العظيم محمد المكي إبراهيم".
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وقد رحل الشاعر محمد المكي إبراهيم بعد أشهر من وفاته صديق عمره المحامي والأديب السوداني كمال الجزولي، الذي توفي في القاهرة أيضًا.
وقد رثاه العديد من الشعراء والمثقفين السودانيين، ومنهم الشاعر فضيلي جماع، الذي قال: "سيبقى شعر محمد المكي إبراهيم الناضح بالحكمة والجمال ما بقيت أمتنا. أبت هذه السنة كبيسة الأحزان إلا أن تفجعنا في رحيل شاعر الأمة محمد المكي إبراهيم. وبرحيله تصدق مقولته في رثائه لأستاذه وصديقه محمد المهدي المجذوب: برحيله ينفصل الصندل عن الجمر".
نعاه أيضًا رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق الأول عبدالفتاح البرهان عبر تغريدة على منصة إكس من خلال قصيدة لمكي، جاء فيها: "من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصرْ... من غيرنا ليقرر التاريخ والقيم الجديدةَ والسيرْ... من غيرنا لصياغة الدنيا وتركيب الحياةِ القادمة... جيل العطاءِ المستجيش ضراوة ومصادمة... المستميتِ على المبادئ مؤمنا... المشرئب إلى السماء لينتقي صدر السماءِ لشعبنا... جيلي أنا".
من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصرْ.
— A.fatah Alburhan (@aftaburhan) September 29, 2024
من غيرنا ليقرر التاريخ والقيم الجديدةَ والسيرْ.
من غيرنا لصياغة الدنيا وتركيب الحياةِ القادمةْ.
جيل العطاءِ المستجيش ضراوة ومصادمةْ.
نسأل الله أن يتقبل رائد القصيدة الثورية، الشاعر محمد المكي إبراهيم، سائلين الله له الرحمة والمغفرة
من هو الشاعر محمد المكي إبراهيم؟
هو شاعر سوداني ولد في مدينة الأبيض عام 1939، ويعد واحد من أبرز الشعراء في السودان، ومن مؤسسي مدرسة الغابة والصحراء، والتي تعد أهم الحركات الشعرية الثقافية في السودان، والتي تأسست عام 1962 مع عدد من الشعراء، منهم النور عثمان أبكر، ويوسف عيدابي، ومحمد عبدالحي وغيرهم.
ولد المكي لعائلة متصوفة، فعائلته تنتمي إلى سلالة زعيم المتصوفة "إسماعيل الولي"، وقد درس في مدينة الأبيض، ثم التحق بمدرسة خورطقت الثانوية، وبعدها درس الحقوق في جامعة الخرطوم، ثم سافر إلى فرنسا ودرس الدبلوماسية واللغة الفرنسية في جامعة السوربون.
عمل المكي دبلوماسيًا في الخارجية السودانية بداية من عام 1966، وقد عمل سفيرًا في عدة دول حول العالم، منها الولايات المتحدة، والسعودية، وباكستان، وتشيكوسلوفاكيا وغيرها.
خلال مسيرته الأدبية، نشر المكي العديد من القصائد والدواوين، ومنها "أمتي"، و"بعض الرحيق أنا والبرتقالة"، و"في خباء العارية"، و"يختبئ البستان في الوردة"، كما له عدة مؤلفات، مثل "الفكر السوداني أصوله وتطوره"، و"بين نار الشعر ونار المجاذيب".
من أشهر قصائده قصيدة "أكتوبر الأخضر" التي تعد من أشهر قصائده الثورية، وكتبها بعد نجاح ثورة السودانيين الأولى، والإطاحة بالديكتاتور الفريق إبراهيم عبود، وقد تغنى بها المغني محمد وردي.