رحلة في عالم الإبداع.. كيف شكّل ستيف جوبز مستقبل التكنولوجيا

  • تاريخ النشر: منذ ساعة
مقالات ذات صلة
ستيف جوبز كان يمنع التكنولوجيا في منزله
أول صور ليخت عملاق التكنولوجيا الراحل ستيف جوبز
أكثر 10 مقولات ملهمة لعملاق التكنولوجيا الراحل ستيف جوبز

في عالم تسوده التكنولوجيا، نجد الكثير من الشخصيات التي كانت لها بصمة واضحة لا يزال أثرها مستمرًا حتى الآن، وقد لمع اسم ستيف جوبز كواحد من رواد التكنولوجيا في العصر الحديث، واستطاع بجسارة رؤيته أن يخلق عالمًا رقميًا لا حدود له، بدءًا من الحاسب الشخصي ووصولًا إلى الهاتف الذكي، وأعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والآلة.

كانت رحلة جوبز في عالم الإبداع ليست فقط قصة نجاح لشخص طموح، بل ملحمة غيرت وجه التكنولوجيا للأبد ووضع فيها جوبز بصمته التي ستبقى لسنوات.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

كل هذه الإنجازات وضعت ستيف جوبز في قائمة المبتكرين العظماء في أمريكا إلى جانب رجال عظماء أمثال والت ديزني، وتوماس إديسون، والذين ستظل ذكراهم خالدة لما قدموه من أجل خدمة البشرية.

كيف توقع جوبز مستقبل التكنولوجيا؟

امتلك ستيف جوبز رؤية ثاقبة للمستقبل، وكان لديه فهم عميق للتغيرات الجذرية التي كانت على وشك الحدوث مع تزايد وصول الأفراد للكمبيوتر الشخصي على نطاق واسع، وقد كانت نظرته تلك أساسية في تحديد المنتجات التي من شأنها أن تغير ثقافتنا وحياتنا إلى الأبد.

خلال بداية الثمانينات، كانت جهود التصميم في الولايات المتحدة تركز على السيارات بشكل أساسي، مع القليل من الاهتمام للإلكترونيا الاستهلاكية. توقع جوبز في ذلك الوقت، أنه بحلول عام 1986 ستتجاوز مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية مبيعات السيارات، وفي السنوات العاشرة التالية، سيقضي الناس وقتًا أطول مع أجهزة الكمبيوتر الشخصية مقارنة بالسيارات.

كانت تلك الادعاءات سخيفة في أوائل الثمانينات، إلا أنه رأى أنها ستصبح حقيقة حتمية، وطلب المساعدة من المصممين لتحويل الأفكار إلى تصميمات ومنتجات مبتكرة.

ومثلما تنبأ، حدثت الثورة التي وصفها ستيف جوبز منذ أكثر من 40 عامًا، ويرجع ذلك إلى التزامه العميق بنوع من المسؤولية المدنية، وإيمانه بأهمية صنع شيء مفيد وجميل.

مستقبل التكنولوجيا على خطى جوبز

شكل ستيف جوبز بشكل أساسي مستقبل التكنولوجيا من خلال ابتكار المنتجات ونماذج الأعمال ومبادئ التصميم التي لا تزال تؤثر على حياتنا اليومية وصناعة التكنولجية، فقد أحدثت أجهزة الكمبيوتر الشخصية ثورة في مجالها، ونجحت أبل في تحويل الحوسبة من آلات معقدة للمتخصصين إلى أدوات سهلة الاستخدام يمكن للناس العاديين الوصول إليها.

بالإضافة إلى ذلك، كان إطلاق هاتف آيفون عام 2007 بمثابة نقطة تحول في عالم التكنولوجيا، فقد دمجت آبل الهاتف والإنترنت والكاميرا ومشغل الموسيقى في جاهز واحد بشاشة تعمل باللمس، وضعت آيفون معيارًا للهواتف الذكية، وحولها إلى أدوات قوية وأساسية، ولا تزال الهواتف الذكية حاليًا متأثره بما قدمته آبل منذ سنوات.

لم يقتصر تأثير جوبز على مجال البرمجيات فحسب، بل أحدث تحولًا في عالم الموسيقى، قم في عالم الوسائط الرقمية من خلال متجر iTunes وiPod، الأمر الذي أحدث ثورة في كيفية وصول الناس إلى الموسيقى والأفلام والتطبيقات واستخدامها.

كان جوبز يؤمن بأن التكنولوجيا يجب أن تكون جميلة وبسيطة، وليس مجرد وظيفة، وقد أعاد تركيزه على التصميم، سواء من الناحية الجمالية أو تجربة المستخدم، وقد أصبحت هذه الرؤية معيارًا أثر على المنتجات التكنولوجيا فيما بعد.

أعاد جوبز تعريف فن إطلاق المنتجات من خلال عروضه وأسلوبه التسويقي المميز، وصاغ كل منتج جديد باعتباره ثوريًا، مستغلًا مشاعر المستهلكين ومحولًا كل إطلاق إلى حدث ثقافي، وساعد نهجه في الارتقاء بعلامة أبل التجارية، وجعلها مرادفة للجودة والابتكار، وأثر على استراتيجيات تسويق التكنولوجيا في جميع أنحاء الصناعة.

اقرأ أيضًا: 14 من أروع الاقتباسات التي ستزيد من إلهامك.. قالها ستيف جوبز

من مرآب إلى إمبراطورية.. قصة نجاح استثنائية

شارك ستيف جوبز في تأسيس شركة أبل في مرآب والديه في منتصف السبعينات، ونجح بمرور السنوات في تحويل الشركة لتصبح الأكثر قيمة في العالم، وساعد في تحويل 7 صناعات، وهم الحوسبة الشخصية، والموسيقى، والحوسبة اللوحية، والهواتف، وأفلام الرسوم المتحركة، والنشر الرقمي، ومتاجر التجزئة.

بدأت قصة تأسيس شركة أبل بحلم شاب طموح وشغوف بالتكنولوجيا لا يزال في عمر الحادية والعشرين من عمره، حينما التقى بصديقه العبقري في الإلكترونيات ستيف وزنياك، وجمعهما الطموح والرؤية وحب التكنولوجيا، وهو ما دفعهما لتخطي حدود المألوف.

جاءت فكرة تأسيس أبل حينما صمم وزنياك جهاز حاسوب مبتكر أطلق عليه اسم "أبل I" كأول منتج، وقد كان جهازًا مختلفًا عن الحواسيب الكبيرة والمعقدة في ذلك الوقت، حيث كان صغيرًا ومصممًا ليتناسب مع الاستخدام الشخصي.

اقتنع جوبز بأن هذا الابتكار يمكن أن يغير العالم، لذا قام بدوره بإقناع وزنياك بتحويل هذا الجهاز إلى مشروع تجاري، لتبدأ القصة في مرآب منزل عائلة جوبز في مدينة لوس ألتوس في ولاية كاليفورنيا، لتصبح حجر الأساس لإمبراطورية "أبل".

كان هدف جوبز تقديم حواسيب بسيطة في الاستخدام، وعالية الجودة، وجمع مبلغ 1300 دولار بعد بيع سيارته، فيما باع صديقه وزنياك آل حاسبة علمية كانت يمتلكها، واستخدما المال لتصنيع أول دفعة من أجهزة "أبل I".

كان النجاح الفعلي في الشركة عندما أطلقا حاسوب "أبل II" عام 1977، والذي حقق نجاحًا كبيرًا، وساهم في تأسيس العلامة التجارية لأب كرمز للابتكار، وما ميز هذا الجهاز، أنه كان يحتوي على واجهة رسومية ملونة، فضلًا عن سهولة الاستخدام، وهو ما جذب فئات واسعة من المستخدمين.

بحلول الثمانينات، أصبحت الشركة شركة عامة، وبلغت قيمتها 1.2 مليار دولار بعد نهاية اليوم الأول فقط من التداول، لتشهد الشركة نموًا على مدار السنوات.

اقرأ أيضًا: 10 دروس من حياة ستيف جوبز