رائدات الأعمال في أفريقيا وتحدي البحث عن المزيد من الفرص

  • بواسطة: DWW تاريخ النشر: الأحد، 18 ديسمبر 2022
مقالات ذات صلة
إطلاق الشركات الناشئة في الأسواق: تحديات وفرص
ما هي الاختلافات الرئيسية بين رائد الأعمال والمستثمر؟
أنجح رائدات الأعمال السعوديات في عام 2021

عندما بدأ سريان اتفاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية المعروفة اختصارا بـ (AfCFTA) في الأول من يناير / كانون الثاني العام المنصرم، كانت العديدات من رائدات الأعمال في القارة السمراء يأملن في أن يعزز إنشاء أكبر منطقة تجارة حرة في العالم بسوق قوامه 1.2 مليار شخص، فرص نجاح لأعمالهن التجارية ومحاربة الفقر المدقع.

بيد أن العديد من رائدات الأعمال في أفريقيا تحدثن إلى DW عن عدم حصولهن على فرص لتعزيز إسهامات سيدات الأعمال الأفريقيات في الأسواق بسبب أن المشاريع ما زالت صغيرة مع ضعف الإنتاج وضآلة التمويل المقدم من الحكومات وهيئات التمويل.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وتشتكي رائدات الأعمال الأفريقيات من صعوبة الحصول على تأشيرات السفر والوثائق اللازمة للتصدير. ومن داخل مزرعة للدواجن في العاصمة الكاميرونية ياوندي، قالت صاحبة المزرعة إن شحنة مؤلفة من 30 ألف دجاجة كانت في طريقها إلى الأسواق في الغابون لكنها لم تغادر بعد.

بدورها، قالت بيسو ناكاتوما، التي ترأس منظمة تُعنى بالنهوض بالمشاريع الريفية في النيجر، إن رائدات الأعمال في البلد الواقع في غرب أفريقيا يواجهن أيضا صعوبات مماثلة في تصدير السلع من المناطق النائية إلى دول الجوار.

لأنها رائدة أعمال

وفي مقابلة مع DW، أضافت ناكاتوما "تسعى رائدات الأعمال إلى الاستفادة من الفرص التي توفرها منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية عن طريق التصدير، لكن تواجهن مضايقات من ضباط الجمارك أثناء تصدير السلع فيما يُطلب منهن بشكل خاص دفع رشاوى سواء لضباط الجمارك أو لعناصر الشرطة".

وقالت إن الأمر لا يتوقف على ذلك، بل ترفض البنوك "منح قروض للنساء ولذا يتعين عليهن الاعتماد فقط على أسرهن ومجتمعاتهن ومدخراتهن الضئيلة".

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن قرابة 70٪ من التجارة عبر الحدود غير الرسمية في أفريقيا تتم بواسطة نساء تاجرات.

الصراعات تحدي أمام رائدات الأعمال

ويضاف إلى ذلك عبء الصراعات التي تعصف بالكثير من بلدان القارة الأفريقية ما يؤدي إلى فوضى واضطرابات أمنية.

وفي ذلك، قالت كاثرين سامبا-بانزا، وهي محامية وشغلت منصب الرئيس المؤقت لجمهورية إفريقيا الوسطى بين عامي 2014 إلى 2016، إن حالة انعدام الأمن جراء الصراعات المسلحة تشكل تحديا كبيرا أمام رائدات الأعمال في أفريقيا.

وفي مقابلة مع DW، أضافت أن النساء يشكلن نسبة 20٪ من ريادة الأعمال في أفريقيا، لكنهن يواجهن الكثير من التحديات سواء القائمة على الجنس أو جراء الأزمات التي تعصف بالقارة السمراء.

وقالت في البداية "كانت جائحة كورونا ثم ظاهرة تغير المناخ والصراعات المسلحة والآن الحرب الروسية في أوكرانيا".

الجدير بالذكر أن الكاميرون استضافت رائدات الأعمال من 35 دولة أفريقية لحضور منتدى رائدات الأعمال الأفريقيات برعاية الأمم المتحدة بمشاركة أكثر من مائتي سيدة في المنتدى الذي عُقد تحت شعار "رائدات الأعمال.. التحديات والفرص".

وخلال المنتدى، طالبت المشاركات بتعزيز الحصول على تمويل من أجل تقديم يد العون للشركات التي تديرها سيدات فضلا عن ضرورة تسهيل إجراءات الحصول على ائتمانات التصدير وضمانات القروض.

وأكد المنتدى على أنه في حالة تعزيز فرص رائدات الأعمال، فإنهن بمقدورهن المساعدة في محاربة الفقر وتحسين سبل العيش في المناطق النائية والريفية في القارة الأفريقية.

النساء ومعضلة امتلاك الأراضي

بدوره، يسلط المحلل الاقتصادي الكاميروني سيرج غيفو الضوء على الصعوبات التي تواجهها رائدات الأعمال الأفريقيات في قضية امتلاك الأراضي.

وفي مقابلة مع DW قال غيفو: "النساء من توفر لنا الغذاء حيث يعملن في الزراعة، لكن ورغم ذلك لا يمتلكن هذه الأراضي. نشتري الأرز من تايلاند وفيتنام ونشتري القمح من أوكرانيا. نحتاج إلى تغيير ذلك خاصة وأننا في حاجة إلى تحقيق أمن الأرض".

وأضاف إذا امتلكت النساء الكثير من الأراضي فسوف نرى أن العديد من الناس "يعودون من المدن إلى مجتمعاتهم (الريفية) السابقة بسبب تحسن سبل العيش ولأن دخلهم سيكون أفضل مما عليه الوضع في المدن."

يشار إلى أن مساهمات رائدات الأعمال بلغت في عجلة النمو الاقتصادي في أفريقيا خلال العام الجاري أكثر من 350 مليار دولار ما يعادل حوالي 13٪ من الناتج المحلي الإجمالي للقارة.

وفي ضوء ذلك، تطمح النساء في القارة السمراء في الحصول على المزيد من الفرص للاستفادة من منطقة التجارة الحرة لأفريقيا بهدف تعزيز تنمية في أفريقيا.

موكي كندزيكا/ م ع