رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير (Tony Blair)
استقالة طوني بلير من حزب العمل
في اليوم الذي استقال فيه طوني بلير من منصب رئيس الوزراء البريطاني في شهر حزيران/ يونيو عام 2007 عُيِّن المبعوث الخاص الرسمي للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط، استمر في هذا المنصب حتى شهر أيار/ مايو عام 2015.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وهو يدير الآن شركةً استشارية، أنشأ مؤسسات مختلفة باسمه بما في ذلك مؤسسة توني بلير فيث... المزيد عن حياة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير وسياساته الداخلية والخارجية وحياته الشخصية نتابعها في هذه المقالة.
أسرة طوني بلير الاسكتلندية
طوني بلير هو أنطوني تشارلز لنتون بلير، ولد في مدينة أدنبره بإسكتلندا في السادس من شهر أيار/ مايو عام 1953، والده محاضر في جامعة دورهام البريطانية اسمه ليو وهيزل (ني كورسكادين) بلير، والدته إليزابيث روزالين كورسكادين، لديه شقيق أكبر منه اسمه وليام بلير (وهو قاضي في المحكمة العليا)، وشقيقة أصغر منه اسمها سارة.
انتقل مع عائلته إلى أستراليا ثم عاد لبريطانيا في عمر الخمس سنوات
انتقل طوني بلير مع عائلته إلى أديلايد جنوب أستراليا في عام 1954، حيث ألقى والده ليو وهيزل محاضرات في القانون في جامعة أديلايد، ثم عاد طوني بلير مع عائلته إلى بريطانيا في صيف عام 1958، حيث عاشوا في دروهام.
دراسة طوني بلير
درس طوني بلير في مدرسة شوريستر من عام 1961 إلى عام 1966، ثم درس في مدرسة فيتس في إدنبره من عام 1966 حتى عام 1971، التحق بكلية سانت جون بجامعة أكسفورد حيث درس الحقوق لثلاث سنوات، تعلم خلال هذه الفترة العزف على الغيتار وغنى في فرقة روك تسمى (Ugly Rumours)، تخرج من الجامعة وحصل على الإجازة الجامعية في عام 1975.
انتسب طوني بلير إلى حزب العمال في عام 1975
انضم طوني بلير إلى حزب العمل بعد فترة وجيزة من تخرجه من أكسفورد في عام 1975، وفي عام 1982 تم اختيار طوني بلير كمرشح حزب العمل لشغل مقعد في مجلس النواب البريطاني لبيكونسفيلد لكنه خسر في الانتخابات.
تدرج في المناصب السياسية
- نائباً في مجلس العموم البريطاني في عام 1983.
- مساعد المتحدث باسم وزارة الخزانة (وزارة المالية) في عام 1984.
- متحدث باسم مدينة لندن في عام 1987.
- وزير داخلية في حكومة الظل في عام 1992.
- زعيم حزب العمل وزعيم المعارضة في مجلس العموم في عام 1994 بعد وفاة جون سميث.
طوني بلير رئيساً للوزراء في بريطانيا
فاز حزب العمال بالانتخابات النيابية في بريطانيا في عام 1997 وحصل على الأغلبية، وأصبح طوني بلير رئيساً للوزراء في الثاني من شهر أيار/ مايو عام 1997، وبذلك يكون أول شخص من حزب العمال يستلم منصب رئيس وزراء في بريطانيا بعد أن تولى المنصب حزب المحافظين لمدة ثمانية عشر عاماً.
سياسة طوني بلير الداخلية
- زار طوني بلير مستشفى رويال فيكتوريا في تايرون بإيرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا واطمأن على صحة ضحايا تفجير أوماغ الذي حصل في الخامس عشر من شهر آب/ أغسطس عام 1998، حيث أسفر ذلك التفجير عن مقتل تسعة وعشرين شخصاً وجرح المئات.
- حضر جلسات البرلمان التي تعقد كل أسبوعين لمدة خمس عشرة دقيقة حيث كان يجيب عن أسئلة رئيس الوزراء التي تعقد يومي الثلاثاء والخميس، مع جلسة واحدة مدتها ثلاثين دقيقة يوم الأربعاء.
- رفع طوني بلير الضرائب، والحد الأدنى الوطني للأجور.
- زاد الإنفاق على خدمات الصحة الوطنية.
- عزّز حقوق جديدة للمثليين في قانون الشراكة المدنية لعام 2004.
- وقع معاهدات تدمج بريطانيا بشكل وثيق مع الاتحاد الأوروبي.
- خصص مبلغ مئة مليون يورو للسياسات الخضراء (اتباع سياسات الحفاظ على البيئة)؛ لحث الشركات على الحفاظ على البيئة.
سياسة طوني بلير الخارجية
- أرسل قوات عسكرية للمشاركة في خمس حروب (العراق في عامي 1998 و2003، كوسوفو في عام 1999، سيراليون في عام 2000، أفغانستان في عام 2001).
- أيد سياسة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في الحرب على الإرهاب التي بدأت بعد أحداث الحادي عشر من شهر أيلول/ سبتمبر عام 2001.
- كان بلير عضواً منذ فترة طويلة في لوبي أصدقاء إسرائيل المؤيدة لإسرائيل في بريطانيا.
- زار إسرائيل في عام 1999، وأيّد خارطة الطريق التي أقرتها الإدارة الأمريكية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال تبني خيار الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، ووقف إلى جانب إسرائيل في حربها ضد لبنان في عام 2006.
- كان بلير على علاقة جيدة مع الرئيس الليبي معمّر القذافي.
استقالة طوني بلير من حزب العمل ورئاسة مجلس الوزراء
نتيجة الانتقادات التي تعرض لها بسبب حرب العراق بعدما تبين زيف الادعاءات بوجود أسلحة دمار شاملٍ هناك؛ أعلن طوني بلير في السابع من أيلول/ سبتمبر عام 2006 أنه سيتنحى عن منصبه كزعيم للحزب ورئيساً لوزراء بريطانيا بحلول مؤتمر نقابات العمال الذي عقد في الفترة بين العاشر والثالث عشر من شهر أيلول/ سبتمبر عام 2007.
وفي مؤتمر خاص للحزب في مانشستر في الرابع والعشرين من شهر حزيران/ يونيو عام 2007، سلم طوني بلير رسمياً قيادة حزب العمل إلى غوردون براون، الذي كان يشغل منصب وزير الخزانة في وزارات طوني بلير الثلاث، وقدم بلير استقالته من رئاسة الحزب ورئاسة مجلس الوزراء في السابع والعشرين من شهر حزيران/ يونيو عام 2007 وتولى براون مهام منصبه في اليوم ذاته.
طوني بلير بعد الاستقالة من رئاسة الوزراء وحزب العمال
بعد استقالته من منصبه كرئيس للوزراء في السابع والعشرين من شهر حزيران/ يونيو عام 2007 تولى المناصب التالية:
-
مبعوثاً للشرق الأوسط لدى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا (الرباعية الدولية)، كما أشار طوني بلير إلى أنه سيحتفظ بمقعده البرلماني بعد استقالته، ثم استقال من هذا المنصب في السابع والعشرين من شهر أيار/ مايو عام 2015.
- مستشاراً لبنك الاستثمار جي بي مورجان تشيس في عام 2008.
- حاضر في دورة حول قضايا الإيمان و العولمة في جامعة بيل الأمريكية في السابع من شهر آذار/ مارس عام 2008.
- أنشأ طوني بلير شركة توني بلير أسوسياتس حيث يقدم بالتعاون مع الآخرين، المشورة الاستراتيجية على أساس تجاري وعلى أساس حر.
- أطلق طوني بلير مؤسسة توني بلير للرياضة، في الرابع عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2007، وهي تهدف إلى "زيادة مشاركة الأطفال في الأنشطة الرياضية، لا سيما في شمال شرق إنجلترا".
- أطلق طوني بلير مؤسسة توني بلير فيث في الثلاثين من شهر أيار/ مايو عام 2008 كوسيلة لتشجيع مختلف الأديان على المشاركة في تعزيز الاحترام والتفاهم، وكذلك العمل على معالجة الفقر.
- أنشأ مؤسسة خيرية تسمى مبادرة توني بلير للحكومة الأفريقية في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2009.
- أنشأ طوني بلير معهد توني بلير لتعزيز التوقعات العالمية من قبل الحكومات والمنظمات في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2016.
اتهامات طوني بلير بجرائم حرب
- توصلت محكمة جرائم الحرب التي أنشأتها لجنة جرائم الحرب في كوالالمبور في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 إلى استنتاج بالإجماع بأن بلير وجورج دبليو بوش مذنبين بارتكاب جرائم ضد السلام وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية نتيجة لدوريهما في حرب العراق عام 2003، المحاكمة الوهمية استمرت أربعة أيام، تألفت من خمسة قضاة من الخلفيات القضائية والأكاديمية، وفريق الدفاع المعين من قبل المحكمة بدلاً من المدعى عليهم أو الممثلين، وفريق الادعاء بما في ذلك أستاذ القانون الدولي فرانسيس بويل.
- أطلق الجنرال العراقي السابق عبد الواحد الربات دعوى في المحكمة العليا في لندن في شهر تموز/ يوليو عام 2017 دعا فيها إلى محاكمة توني بلير، ووزير الخارجية السابق جاك سترو، والمدعي العام السابق اللورد غولد سميث لـ "جريمة العدوان"، ولا توجد مثل هذه الجريمة في إنجلترا وويلز، لذلك تم رفض القضية.
الرد على تحقيق العراق
بعد اختتام التحقيق في الحرب على العراق صدر تقرير تشيلكوت في السادس من شهر تموز/ يوليو عام 2016 الذي انتقد بلير للانضمام إلى الولايات المتحدة في الحرب على العراق في عام 2003، بعد ذلك أصدر بلير بياناً وعقد مؤتمراً صحفياً لمدة ساعتين للاعتذار، وتبرير القرارات التي اتخذها في عام 2003 "بحسن نية"، ونفي الادعاءات بأن الحرب أدت إلى زيادة كبيرة في الإرهاب.
كما اعترف طوني بأن التقرير قدم "انتقادات حقيقية ومادية للتحضير والتخطيط والعملية والعلاقات مع الولايات المتحدة"، لكنه أشار إلى أجزاء من التقرير تقول إنه "يجب أن تترك ادعاءات سوء النية أو أكاذيب أو خداع"؛ (بمعنى أن قرارات طوني بلير بخصوص الحرب كانت بحسن نية زلم تنبع عن سوء نية). وقال:
"ما إذا كان الناس يوافقون أو لا يوافقون على قراري باتخاذ إجراء عسكري ضد صدام حسين، فأخذته بحسن نية وما اعتقدت أنه أفضل لصالح البلاد... سأتحمل المسؤولية الكاملة عن أي أخطاء بلا استثناء أو عذر، وسأقول في نفس الوقت لماذا، مع ذلك أعتقد أنه من الأفضل إزالة صدام حسين ولماذا لا أعتقد أن هذا هو سبب الإرهاب الذي نراه اليوم سواء في الشرق الأوسط أو في مكان آخر في العالم؟".
تزوج طوني بلير من شيري بوث وأنجبا أربعة أولاد
تزوج طوني بلير من شيري بوث (التي أصبحت مستشارة للملكة) في التاسع والعشرين من شهر آذار/ مارس عام 1980، وأنجبت له أربعة أطفال: يوان، نيكولاس، كاثرين، وليو، وأولاده الأربعة يحملون جوازات سفر ايرلندية، بحكم أن والدة طوني بلير هي إليزابيث روزالين كورسكادين (من مواليد عام 1923 وتوفيت في عام 1975) من أصول ايرلندية.
الجوائز التي حصل عليها
- الميدالية الذهبية للكونجرس الأمريكي (Congressional Gold Medal)، في عام 2003.
- دكتوراه فخرية في القانون (Honorary Doctor of Law) (LL.D.)، من جامعة كوينز بلفاست في إيرلندا الشمالية، في عام 2008.
- وسام الحرية الرئاسية الأمريكية (United States Presidential Medal of Freedom)، منحه إياها الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن لدوره في محاربة الإرهاب، في الثالث عشر من شهر كانون الثاني/ يناير عام 2009.
- جائزة دان ديفيد (Dan David Prize)، من جامعة تل أبيب لـ "القيادة الاستثنائية والعزم الثابت في المساعدة على هندسة الاتفاقات وإيجاد حلول دائمة للمناطق التي تشهد نزاعاً"، في السادس عشر من شهر شباط/ فبراير عام 2009.
- جائزة الحرية (Liberty Medal)، من رئيس كوسوفو فاتمير ليماج، في الثامن من شهر تموز/ يوليو عام 2010.
- ميدالية الحرية الأمريكية (Liberty Medal)، قدمها له الرئيس السابق بيل كلينتون، يتم منحها سنوياً للرجال والنساء ذوي الشجاعة والإيمان الذين يسعون جاهدين لضمان بركات الحرية للناس في جميع أنحاء العالم، في الثالث عشر من شهر أيلول/ سبتمبر عام 2010.
ألّف طوني بلير العديد من الكتب
- ما قيمة الجمعية الآمنة؟ (?What Price a Safe Society)، صدر في عام 1994.
- الاشتراكية (Socialism)، صدر في عام 1994.
- دعونا نواجه المستقبل (Let Us Face the Future)، صدر في عام 1995.
- بريطانيا الجديدة: رؤيتي لبلد شاب (New Britain: My Vision of a Young Country)، صدر في عام 1997.
- الطريق الثالث: سياسة جديدة للقرن الجديد (The Third Way: New Politics for the New Century)، صدر في عام 1998.
- قيادة الطريق: رؤية جديدة للحكم المحلي (Leading the Way: New Vision for Local Government)، صدر في عام 1998.
- قوة عظمى: لا الدولة الخارقة؟ (Superpower: Not Super state?)، صدر في عام 2000.
- شجاعة قناعاتنا (The Courage of Our Convictions)، صدر في عام 2002.
- رحلة: منزل عشوائي (A Journey. Random House)، يتحدث عن قصة حياته، صدر في عام 2010.
في الختام.. تولى طوني بلير منصب رئيس الوزراء البريطاني حيث شهدت فترة حكمه التي استمرت عشر سنوات الحرب على الإرهاب والتدخل العسكري في الدول الأخرى (كوسوفو، العراق، أفغانستان)، كما تولى بعد استقالته منصب مبعوث اللجنة الرباعية إلى منطقة الشرق الأوسط، كما تعرض لانتقادات تتعلق بقرار الحرب على العراق الذي استند إلى أدلة كاذبة عن وجود أسلحة دمار شامل لدى العراق؛ فاعتذر عن الحرب.