رئيس الفيفا جياني إنفانتينو يتهم الغرب بالنفاق
قبل يوم واحد من انطلاق بطولة كأس العالم، اتهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو الغرب بالنفاق حين يتحدث عن حقوق الإنسان في قطر.
وفي مؤتمر صحفي عقده بالدوحة، دافع إنفانتينو بشدة عن البطولة وقطر. وتطرق لمواضيع عديدة من بينها وفاة العمال المهاجرين وطريقة معاملة المثليين.
وزاد الجدل حول هذا المؤتمر ما قاله إنفانتينو، وهو أوربي مولود في سويسرا، أن الدول الأوربية ينبغي أن تعتذر عما فعلته عبر تاريخها والتوقف عن التحدث عن مشاكل العمال الأجانب ومعاملتهم في قطر.
وقال في بداية حديثه: "اليوم لدي مشاعر قوية، اليوم أشعر بأنني قطري، وعربي، وأفريقي، ومثلي الجنس، وأشعر بالعجز، وأشعر بأنني عامل مهاجر".
وفي تقرير أصدرته صحيفة الجارديان البريطانية شهر فبراير 2021، تبين أن 6500 عامل أجنبي من الهند وباكستان ونيبال وبنغلاديش وسريلانكا توفوا في قطر منذ أن فازت باستضافة كأس العالم، هذا التقرير يستند أرقام قدمتها سفارات تلك الدول في قطر.
إلا أن حكومة قطر ترفض هذا التقرير وتقول أن الرقم مضلل، لأن هذه الوفيات على الرغم من أنها حدثت، لكنها ليست جميعاً لعمال عملوا في مشاريع كأس العالم.
وقدمت الحكومة القطرية أرقاماً أقل بكثير يراها البعض مضللة أيضاً وغير منطقية، حيث أكدت أنه بين عامي 2014 و2020، توفي 3 أشخاص فقط نتيجة إصابات العمل.
وأكدت منظمة العمل الدولية (ILO( إن الرقم الذي قدمته السلطات القطرية غير منطقي في ظل ظروف العمل القاسية والقوانين القطرية غير المنصفة للعمال الأجانب.
وقال إنفانتينو: "لقد تعلمنا العديد من الدروس من الأوروبيين والعالم الغربي. أنا أوروبي. فيما يتعلق بما كنا نفعله منذ ثلاثة آلاف عام في جميع أنحاء العالم، يجب أن نعتذر عن ذلك قبل إعطاء دروس أخلاقية".
"إذا كانت أوروبا تهتم حقاً بمصير هؤلاء الناس، فيمكنها إنشاء قنوات قانونية - كما فعلت قطر - حيث يمكن لعدد من هؤلاء العمال القدوم إلى أوروبا للعمل، امنحوهم بعض المستقبل، وبعض الأمل".
"لدي صعوبات في فهم الانتقادات. علينا أن نستثمر في مساعدة هؤلاء الناس، وفي تعليمهم ومنحهم مستقبلاً أفضل ومزيداً من الأمل. يجب علينا جميعاً تثقيف أنفسنا. أشياء كثيرة ليست مثالية ولكن الإصلاح والتغيير يستغرق وقتاً".
"هذا الدرس الأخلاقي من جانب واحد هو مجرد نفاق. أتساءل لماذا لا يعترف أحد بالتقدم المحرز هنا منذ عام 2016".
"ليس من السهل أن نفهم منتقدي قرار تم اتخاذه قبل 12 عاماً، قطر مستعدة. وستكون أفضل بطولة كأس عالم على الإطلاق".
"لست مضطرا للدفاع عن قطر، يمكنهم الدفاع عن أنفسهم. أدافع عن كرة القدم. لقد أحرزت قطر تقدما وأشعر بأشياء أخرى كثيرة أيضاً".
"بالطبع أنا لست قطرياً أو عربياً أو أفريقياً أو مثلياً أو معاقاً أو عاملاً مهاجراً. لكنني أشعر بهم لأنني أعرف ما يعنيه التعرض للتمييز والتنمر كأجنبي في بلد أجنبي".
"عندما كنت طفلاً تعرضت للتنمر لأنني كنت أملك شعراً أحمر ونمش. لقد تعرضت للتنمر بسبب ذلك".
أدت تصريحات إنفانتينو على الفور إلى انتقادات كثيرة من قبل وسائل الإعلام الغربية وبعض اللاعبين، حيث قال إريك داير مدافع منتخب إنجلترا: "تم منح كأس العالم لقطر في عام 2010 وكان عمري 16 عاماً في ذلك الوقت. نحن كلاعبين ليس لدينا قرار بشأن المكان الذي نلعب فيه. وتتخذ تلك القرارات فوقنا، إنه وضع صعب بالنسبة لنا. كل فريق ولاعب سيواجه ذلك خلال البطولة. إنه أمر مخيب للآمال".
حتى أن فيليكس سانشيز مدرب المنتخب القطري علق على ذلك بالقول: "قيل الكثير عن هذا الأمر وبعض المعلومات وبعض التعليقات لم تكن عادلة تماماً. إن الخسائر في الأرواح البشرية خلال ساعات العمل هي أكبر مأساة، سواء هنا في قطر أو في أي مكان في العالم، دعونا نأمل في كأس العالم هذا أن نتمكن جميعاً من العمل معاً للاستفادة من الظروف، ليس فقط في قطر ولكن في كل مكان في العالم".
وأعلن إنفانتينو عن مكتب مخصص ودائم في الدوحة بعد مناقشات مع الحكومة ومنظمة العمل الدولية، وقال إن كل عامل تعرض لحادث سيحصل على تعويض وفقاً للقانون.
وقال إن صندوق إرث قطر 2022 التابع للفيفا سيخصص للتعليم، حيث وقع اتفاقية ستساعد 25 مليون طفل وامرأة في الهند.