جون كينيدي الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية
جون كينيدي في الاستخبارات الأمريكية
جون كينيدي رئيساً للولايات المتحدة
حكم الرئيس الأمريكي جون كنيدي الولايات المتحدة الأمريكية خلال مرحلة الحرب الباردة بين عامي 1961 و 1963، حصلت في عهده أزمة الصواريخ الكوبية، ألّف كتاب "ملفات شخصية في الشجاعة" وهو كتاب عن أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيين الذين خاطروا بحياتهم المهنية دفاعاً عن معتقداتهم الشخصية ونشره في عام 1956، وفاز الكتاب بجائزة بوليتزر للسيرة الذاتية في عام 1957.. فمن هو الرئيس الأمريكي الراحل؟ ما هي أبرز محطات حياته؟ وما هي أهم سياساته؟ وكيف انتهت حياته؟ هذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أسرة جون كينيدي ودراسته
جون كنيدي ابن رجل الأعمال جوزيف باتريك كنيدي
ولد جون فيتز جيرالد كينيدي في مدينة بروكلين بولاية ماساتشوستس، في التاسع والعشرين من شهر أيار/ مايو عام 1917، والده أمريكي من أصول ايرلندية رجل الأعمال والسياسي وسفير الولايات المتحدة الأمريكية في لندن بين عامي 1934 و 1940؛ جوزيف باتريك كينيدي.
أما والدته فهي الناشطة الاجتماعية روز إليزابيث، وهو الابن الأكبر لوالديه، ولديه سبعة أشقاء أصغر منه سناً، هم: (روز ماري، كاثلين، يونيس، باتريشيا، روبرت، جان، تيد).
درس متنقلاً بين عدة ولايات أمريكية
عاش جون كينيدي في بروكلين في السنوات العشر الأولى من حياته، ودرس في مدرسة إدوارد ديفوتيون، ثم في مدرسة نوبل وغرينوغ، ثم في مدرسة دكستر خلال الصف الرابع، وفي شهر أيلول/ سبتمبر عام 1927، انتقل جون كنيدي مع عائلته من بوسطن إلى ريفرديل، حيث تابع دراسته في مدرسة ريفرديل الخاصة للبنين، درس فيها من الصف الخامس حتى الصف السابع.
وبعد عامين، انتقلت الأسرة إلى ضاحية برونكسفيل في نيويورك، حيث كان كينيدي عضواً في فرقة الكشافة، ثم درس في مدرسة كانتربري في مدينة نيو ميلفورد بولاية كونيتيكت في الصف الثامن، وفي شهر أيلول/ سبتمبر عام 1931، درس جون في مدرسة داخلية في والينغفورد بولاية كونيتيكت من الصف التاسع إلى الثاني عشر، وتخرج منها في عام 1935، ثم التحق في شهر أيلول/ سبتمبر عام 1939 بجامعة هارفارد، ودرس الآداب وتخرج منها في عام 1940، حيث حملت أطروحته عنوان "الاسترضاء في ميونيخ".
الحالة الصحية لجون كنيدي
عانى جون كنيدي في طفولته من التهاب في الزائدة الدودية، حيث تم استئصالها في شهر نيسان/ أبريل عام 1931، وفي عام 1934 عانى من مشاكل صحية توجت بحالته الطارئة في مستشفى نيو هافن في عام 1934، حيث اعتقد الأطباء أنه قد يكون مُصاب بسرطان الدم.
وفي شهر حزيران/ يونيو عام 1934، تم قبوله في مايو كلينيك في روتشستر بولاية مينيسوتا حيث كان التشخيص النهائي يقول إنه مُصاب بالتهاب القولون، ثم أصيب في ظهره خلال مشاركته في الحرب العالمية الثانية، وفي عامي 1954 و 1955 خضع لعدة عمليات جراحية في العمود الفقري.
جون كنيدي أحد موظفي الاستخبارات الأمريكية البحرية
حاول جون كنيدي دخول الكلية الحربية الأمريكية، لكنه كان غير مؤهلٍ طبياً بسبب مشاكله المزمنة في أسفل الظهر، وفي الرابع والعشرين من شهر أيلول/ سبتمبر عام 1941، انضم جون كنيدي إلى الاحتياطي البحري للولايات المتحدة الأمريكية، وصدر تكليفه في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1941، ثم انضم إلى مكتب الاستخبارات البحرية في العاصمة الأمريكية واشنطن في شهر كانون الثاني/ يناير عام 1942.
عمل جون كنيدي في الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ
التحق جون كنيدي بمدرسة تدريب ضباط الاحتياط البحري في جامعة نورث وسترن في شيكاغو بولاية إلينوي، من السابع والعشرين من شهر تموز/ يوليو حتى السابع والعشرين من شهر أيلول/ سبتمبر عام 1942.
ثم دخل مركز تدريب سرب قوارب موتور في ميلفيل، رود آيلاند، حيث تعلم قيادة السفن، وتم تعيينه في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1942 في سرب موتور توربيدو 4، ثم عمل في الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ، وقاد عدة طوربيدات. حيث قامت مدمرة يابانية بإغراق قاربه، فقام جون كنيدي على الرغم من الإصابات الخطيرة التي تعرض لها، بإنقاذ حياة عدد من الجنود من الغرق من خلال السباحة مع رفاقه إلى شاطئ إحدى الجزر القريبة، وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1943.
تمت ترقية جون كينيدي إلى رتبة ملازم، وفي أوائل شهر كانون الثاني/ يناير عام 1944، عاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة العلاج، أنهى خدمته العسكرية في أواخر عام 1944، وابتداءً من شهر كانون الثاني/ يناير عام 1945، قضى ثلاثة أشهر أخرى يتعافى من إصابته في الظهر في هوت سبرينغز، وكان منتجع ومستشفى عسكري مؤقت في ولاية أريزونا.
الجوائز العسكرية
حصل جون كنيدي خلال خدمته في الجيش الأمريكي على العديد من الجوائز، منها:
- الميدالية البحرية وسلاح مشاة البحرية للبطولة، وميدالية القلب الأرجواني وذلك في الأول من شهر آب/ أغسطس عام 1943.
- ميدالية فيلق البحرية والبحرية، وسام بيربل هيرت، وسام الدفاع الأمريكي، وسام الحملة الأمريكية، ميدالية الحملة الآسيوية - المحيط الهادئ بثلاثة نجوم برونزية وميدالية النصر في الحرب العالمية الثانية في عام 1950.
عمل مراسلاً صحفياً في الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الثانية
بعد تسرحه من الجيش الأمريكي، عمل جون كنيدي كمراسل لصحيفة هيرست الأمريكية في شهر نيسان/ أبريل عام 1945، وقام بتغطية مؤتمر بوتسدام أحد المؤتمرات التي أسست لمنظمة الأمم المتحدة، الذي انعقد في مدينة بوتسدام قرب العاصمة الألمانية برلين.
تدرج جون كنيدي في العديد من المناصب السياسية
- عضواً في مجلس النواب الأمريكي، بين عامي 1947 و1953، حيث عمل فيه مدة ست سنوات، وأصبح عضواً في لجنة التعليم والعمل، ولجنة شؤون المحاربين القدامى، ومن مواقفه السياسية:
- دعم عقيدة الرئيس الأمريكي هاري ترومان المتضمنة احتواء الاتحاد السوفيتي باعتبارها الاستجابة المناسبة للحرب الباردة الناشئة.
- دعم الإسكان العام، وعارض قانون العلاقات بين إدارة العمل لعام 1947، الذي نص على تقييد سلطة النقابات العمالية.
- أيد قانون الهجرة والجنسية لعام 1952، الذي سمح للمهاجرين الذين يتمتعون بمهارات خاصة أو هم أقارب لمواطنين أمريكيين بقبولهم في الولايات المتحدة الأمريكية دون قيود؛ كما سمح القانون للحكومة بترحيل المهاجرين أو المواطنين المجنسين الذين يقومون بأنشطة تخريبية، إضافةً إلى ذلك سمح لهم بحظر دخول المخطوفين المشتبه فيهم إلى البلد. وكان يستخدم لمنع أعضاء وأعضاء سابقين في الحزب الشيوعي من دخول الولايات المتحدة، حتى أولئك الذين لم يكونوا مرتبطين بالحزب على مدى عقود، وأعرب عن استيائه "لفقدان الصين" بعد انتصار الثورة الشيوعية.
- عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي، بين عامي 1953 و1960، حيث خضع في العامين الأولين من عضويته في مجلس الشيوخ لعمليات في العمود الفقري، ليستأنف نشاطه في عام 1957، حيث كان من مؤيدي مشروع قانون أعده الرئيس الأمريكي آنذاك أيزنهاور حول الحقوق المدنية في عام 1957.
جون كينيدي رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية
أعلن جون كنيدي ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية عن الحزب الديمقراطي في الثاني من شهر كانون الثاني/ يناير عام 1960، وفي الثامن من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1960، فاز كنيدي بثلاثمئة وثلاثة من أصوات المجمع الانتخابي مقابل مئتين وتسعة عشر لمنافسه الجمهوري نيكسون، وبذلك أصبح أصغر رئيس يستلم السلطة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
جون كنيدي رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية
أدى جون كنيدي اليمين الرئاسي في العشرين من شهر كانون الثاني/ يناير عام 1961، وتحدث الرئيس في أول خطاب له عن ضرورة أن يكون جميع الأميركيين مواطنين نشطين مشهورين، قائلاً: "اسأل ما الذي يمكن أن يفعله بلدك بالنسبة لك، نسأل ما يمكنك القيام به لبلدك" وطلب من دول العالم الانضمام معاً لمحاربة ما أسماه "أعداء الإنسان المشترك: الطغيان، الفقر، المرض والحروب"، وأضاف: "كل هذا لن ينتهي في أول مائة يوم. ولن يتم الانتهاء منه في أول ألف يوم، ولا في حياة هذه الإدارة، ولا حتى ربما في حياتنا على هذا الكوكب، ولكن دعونا نبدأ".
سياسة جون كيندي الداخلية
- دعا جون كينيدي في سياسته الداخلية "الحدود الجديدة"، حيث قام بتمويل التعليم والرعاية الطبية للمسنين والمساعدة الاقتصادية للمناطق الريفية من ميزانية الحكومة الاتحادية وتدخلت الحكومة لوقف الركود.
- خفّض الضرائب على الدخل في عام 1963، من النسبة التي تتراوح بين 20% و 90% إلى نسبة تتراوح بين 14 و 65 في المائة؛ اقترح تخفيض معدلات الضريبة على الشركات من 52% إلى 47%.
- وقع الرئيس الأمريكي جون كنيدي في الثاني والعشرين من شهر آذار/ مارس عام 1962 على قانون إلغاء عقوبة الإعدام الإلزامية للقتل من الدرجة الأولى في مقاطعة كولومبيا، وكانت الولاية الوحيدة في الولايات المتحدة الأمريكية التي احتفظت بهذه العقوبة باعتبارها إلزامية في إدانات القتل من الدرجة الأولى.
- وقع الرئيس الأمريكي جون كنيدي في السادس من شهر آذار/ مارس عام 1961 أمراً إلى المؤسسات الحكومية "باتخاذ إجراءات إيجابية لضمان توظيف المتقدمين، ومعاملة الموظفين أثناء العمل بغض النظر عن العرق أو العقيدة أو اللون أو الأصل القومي".
- وقع الرئيس الأمريكي جون كنيدي قراراً يقضي بتشكيل اللجنة الرئاسية المعنية بوضع المرأة في الرابع عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1961، وقادت اللجنة الأولى السيدة إليانور روزفلت، وبينت إحصاءات اللجنة أن المرأة في الولايات المتحدة الأمريكية تعاني من التمييز؛ لاسيما في مجال العمل حيث كان أجرها أقل من أجر الرجل، واستمرت هذه اللجنة حتى عام 1966 حيث حلت محلها المنظمة الوطنية للمرأة.
- وقع الرئيس الأمريكي جون كينيدي في العاشر من شهر حزيران/ يونيو عام 1963 قانون المساواة في الأجور لعام 1963، وهو قانون اتحادي يعدل قانون معايير العمل العادلة، يهدف إلى إلغاء التفاوت في الأجور على أساس الجنس.
- موّل وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، حيث تم إعادة تنظيمها، وزيادة مستوى ملاكها، وبناء مركزين جديدين لها، هما: مركز عمليات الإطلاق لصاروخ القمر الكبير شمال غرب محطة سلاح الجو في كيب كانافيرال بولاية فلوريدا، ومركز مركبات فضائية مأهولة على أرض تبرعت بها جامعة رايس في هيوستن، تكساس، وذلك في عام 1962.
السياسة الخارجية للرئيس جون كينيدي
هيمنت على السياسة الخارجية للرئيس كينيدي؛ المواجهات الأمريكية مع الاتحاد السوفييتي، والتي تجلت بحروب بالوكالة في المرحلة الأولى من الحرب الباردة.
- قام بجولة أوروبية في عام 1961 زار خلالها فرنسا التي كان يحكمها الرئيس شارل ديغول، ثم التقى الرئيس السوفيتي في العاصمة النمساوية فيينا في الرابع من شهر حزيران/ يونيو عام 1961.
- أعلن في خطاب له في شهر تموز/ يوليو 1961 إضافة مبلغ 3.25 مليار دولار إلى ميزانية الدفاع، وإضافة مئتي ألف جندي في برلين الغربية تحسباً لهجوم سوفيتي عليها، واعتبر جون كنيدي أن الهجوم على برلين الغربية سيؤخذ على أنه هجوم على الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الشهر التالي قام الاتحاد السوفيتي ببناء جدار يفصل برلين الشرقية عن برلين الغربية.
- غزو كوبا، وضعت إدارة آيزنهاور السابقة خطة للإطاحة بنظام فيدل كاسترو في كوبا. وكانت الخطة التي تقودها وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بمساعدة من الجيش الأمريكي، تقضي بغزو كوبا من قبل المنفيين خارج كوبا والمقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية من المناهضين لكاسترو بهدف التحريض على انتفاضة الشعب الكوبي ضد كاسترو وإقالته من السلطة، وافق كينيدي على هذه الخطة في الرابع من شهر نيسان/أبريل عام 1961، وبدأ الغزو في السابع عشر من شهر نيسان/ أبريل عام 1961 حيث نزل خمسة عشر ألف كوبي مدرب في السواحل الكوبية، وبحلول التاسع عشر من شهر نيسان/ أبريل عام 1961 كانت الحكومة الكوبية قد أسرت أو قتلت المنفيين الغازين، واضطر كينيدي للتفاوض من أجل الإفراج عن ألف ومئة وتسعة وثمانين محتجزاً، وبعد عشرين شهراً، أفرجت كوبا عن المنفيين المحتجزين مقابل مبلغ ثلاثة وخمسين مليون دولار من الغذاء والدواء.
- أزمة الصواريخ الكوبية، أخذت طائرات التجسس الأمريكية في الرابع عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1962 صوراً فوتوغرافية لمواقع الصواريخ البالستية متوسطة المدى، التي يجري بناؤها في كوبا من قبل السوفييت، وقد عرضت الصور على كينيدي في السادس عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1962، واعتبرت هذه الصواريخ هجومية، وتشكل تهديداً نووياً فورياً، حيث واجه كينيدي معضلة:
- إذا هاجمت الولايات المتحدة المواقع، قد تؤدي إلى حرب نووية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
- إذا لم تفعل الولايات المتحدة شيئاً، فإنها ستواجه التهديد المتزايد من الأسلحة النووية القريبة المدى.
- كما ستظهر الولايات المتحدة للعالم على أنها أقل التزاماً بالدفاع عن نصف الكرة الأرضية.
وبعد مفاوضات مع الرئيس السوفيتي خروتشوف؛ تم الاتفاق على أن يقوم الاتحاد السوفيتي بسحب صواريخه، مقابل تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن غزو كوبا.
-
فيلق السلام
طلب الرئيس الأمريكي جون كينيدي من الكونغرس إنشاء فيلق السلام، من خلال تطوع الأميركيين لمساعدة الدول المتخلفة في مجالات، مثل: التعليم، الزراعة، الرعاية الصحية والبناء، وهو ما حصل في عام 1962.
-
حرب فيتنام
دعم الرئيس الأمريكي جون كينيدي فيتنام الجنوبية ابتداءً من شهر أيار/ مايو عام 1961 بغية القضاء على الحكم الشيوعي في فيتنام الشمالية، حيث زاد عدد المستشارين الأمريكيين في فيتنام الجنوبية في عامي 1962 و1963.
-
العلاقة مع إسرائيل
بدأ كينيدي إقامة علاقات أمنية مع إسرائيل، ويعود الفضل إليه باعتباره مؤسس التحالف العسكري الأمريكي - الإسرائيلي، حيث أنهى كينيدي حظر الأسلحة الذي فرضته إدارتا آيزنهاور وترومان على إسرائيل. ووصف حماية إسرائيل على أنها التزام أخلاقي ووطني، وكان أول من أدخل مفهوم "علاقة خاصة" (كما وصفها إلى غولدا مائير) بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
-
العلاقات الأمريكية العراقية
أصبحت العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق متوترة بعد الإطاحة بالنظام الملكي العراقي في الرابع عشر من شهر تموز/ يوليو عام 1958، فقام الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم بحشد قواته على الحدود مع الكويت في الخامس والعشرين من شهر حزيران/ يونيو عام 1961.
وأعلن أن: "الكويت جزءٌ لا يتجزأ من العراق" وتسبب في "أزمة كويتية" قصيرة الأجل، فقامت بريطانيا التي كانت قد أعطت الكويت استقلالها في التاسع عشر من شهر حزيران/ يونيو عام 1961، بإرسال خمسة آلاف جندي إلى الكويت لردع الغزو العراقي المحتمل وذلك في الأول من شهر تموز/ يوليو عام 1961.
كما أرسل الرئيس الأمريكي جون كينيدي فرقة عمل تابعة للبحرية الأمريكية إلى البحرين، وقامت بريطانيا (بناء على طلب من إدارة كينيدي) بإحالة النزاع إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث استخدم الاتحاد السوفيتي حق الفيتو المقترح.
تم حل الوضع في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1961 عندما انسحبت القوات البريطانية وحل محلها قوة قوامها أربعة آلاف جندي من جامعة الدول العربية، وفي الثامن من شهر شباط/ فبراير عام 1963، تم الإطاحة بحكم عبد الكريم قاسم في العراق.
- زار أرض أجداده في إيرلندا في شهر حزيران/ يونيو عام 1963، حيث وافق كينيدي على تزويدها بالأسلحة، وحصل على شهادات فخرية من جامعة إيرلندا الوطنية وكلية ترينيتي في دبلن.
- وقع مع الرئيس السوفيتي خروتشوف معاهدة حظر التجارب النووية في عام 1963، حيث تم حظر التجارب الذرية على الأرض، في الجو، أو تحت الماء، ولكن ليس تحت الأرض. وقد صدق مجلس الشيوخ الأمريكي على ذلك، ووقع كينيدي على هذه المعاهدة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1963.
اغتيال الرئيس الأمريكي جون كنيدي
اغتيل الرئيس الأمريكي جون كينيدي في دالاس بولاية تكساس في الساعة الثانية عشرة والنصف من ظهر يوم الجمعة الواقع في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1963 بينما كان في رحلة سياسية إلى تكساس؛ لتسهيل التواصل في الحزب الديمقراطي بين الليبراليين رالف ياربورو ودون ياربورو والمحافظ جون كونالي.
وأثناء السفر في موكب رئاسي عبر وسط مدينة دالاس، أطلق عليه ثلاث رصاصات الأولى في الظهر، والثانية اخترفت حلقه، والثالثة في الرأس، ثم نقل كينيدي إلى مستشفى باركلاند، حيث أعلنت وفاته بعد ثلاثين دقيقة عن عمر ناهز السادسة والأربعين عاماً، ثم اتهم لي هارفي أوزوالد باغتيال الرئيس جون كنيدي.
ولم تتم محاكمة المتهم؛ بسبب قتله على يد ضابط الشرطة ج.د. تيبيت، وبأمر تنفيذي، أنشأ الرئيس جونسون (لجنة وارن) برئاسة رئيس المحكمة إيرل وارن للتحقيق في عملية الاغتيال.
وخلصت التحقيقات إلى أن أوزوالد تصرف بمفرده في قتل كيندي، وأن القاتل لم يكن جزءاً من أي مؤامرة، في حين لم تستبعد لجنة شكلها الكونغرس الأمريكي للتحقيق باغتيال كنيدي في عام 1979 إمكانية وجود المؤامرة لكن لا أدلة تثبتها.
كان جون كينيدي متزوجاً ولديه ثلاثة أولاد
تزوج جون كنيدي من الصحفية جاكلين لي "جاكي" بوفييه (من مواليد عام 1929، توفيت في عام 1994) في الثاني عشر من شهر أيلول/ سبتمبر عام 1953، أنجبت له:
- كارولين بوفييه كينيدي في عام 1957، وهي الوحيد الباقي على قيد الحياة من أفراد أسرته.
- جون فيتز جيرالد كينيدي الابن، الملقب ب "جون جون" من قبل الصحافة كطفل، ولد في أواخر شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1960، بعد سبعة عشر يوماً من انتخاب والده.
- جون جونيور، وهو خريج جامعة براون، توفي في عام 1999، عندما تحطمت الطائرة الصغيرة التي كان يتجول بها في طريقها إلى مدينة كرم مارثافي مقاطعة دويكس التابعة لولاية ماساتشوستس الأمريكية.
أقيم له نصب تذكاري وأطلق اسمه على عدد من الأماكن
(مُنح الرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي بعد وفاته جائزة تيريس (السلام على الأرض) من بابا الفاتيكان يوحنا الثالث والعشرين في عام 1963، وأقيم له نصب تذكاري في مدينة دالاس بولاية تكساس، كما أطلق اسمه على عدد من الأماكن:
- مطار جون إف كينيدي الدولي، المطار الأمريكي في مدينة نيويورك، وهو أكثر البوابات الدولية ازدحاماً في البلاد، في عام 1963.
- كلية جون كينيدي الحكومية، وهي جزء من جامعة هارفارد، في عام 1963.
- مركز جون إف كينيدي للفضاء، منشأة حكومية أمريكية تدير مرافق إطلاق رائد فضاء أميركي في جزيرة ميريت بولاية فلوريدا، في عام 1962.
- جون كينيدي، حاملة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية، وذلك في شهر نيسان/ أبريل عام 1964، تم الاستغناء عنها في شهر آب/ أغسطس عام 2007.
- جون كينيدي، حاملة الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية التي بدأ بناؤها في عام 2011، ومن المقرر أن توضع في الخدمة في عام 2020.
- وضعت صورة جون كينيدي على عملة نصف فئة الخمسين، اعتمدت للمرة الأولى في عام 1964.
في الختام.. شارك الرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي في الحرب العالمية الثانية، وبعد وصوله إلى البيت الأبيض حصلت الأزمة الكوبية التي كادت تودي العالم إلى حرب نووية، وكذلك حرب فيتنام التي استمرت بعد وفاته.
لكنه نجح في توقيع معاهدة مع الاتحاد السوفيتي تحظر التجارب النووية في البر والبحر، وهو ما شكل إنجازاً بالنسبة لإدارته في السياسة الخارجية، كما شكل قانون المساواة في الأجور بين الجنسين، وإلغاء عقوبة الإعدام، من أهم إنجازاته الداخلية.