ديزموند توتو: وفاة الأسقف الجنوب إفريقي الحائز على جائزة نوبل للسلام

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021
مقالات ذات صلة
وفاة العالم المصري الحائز على جائزة نوبل أحمد زويل
شاهد.. ملالا يوسفزاي الحائزة على نوبل للسلام تُعلن عن زواجها
إيفند يونسون.. من عامل متواضع إلى أديب حائز على جائزة نوبل

تناقلت وسائل إعلام عالمية خبر وفاة الأسقف ديزموند توتو، الحائز على جائزة نوبل للسلام، عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد حياة حافلة كانت له فيها العديد من الإسهامات البارزة، ومن ضمنها مساهمته في إنهاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وفاة الأسقف ديزموند توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام

وفي بيان صادر عن رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، أكد فيه نبأ وفاة الأسقف ديزموند توتو، واصفاً وفاته بأنها بمثابة فصل آخر من الفجيعة في وداع الدولة لجيل من الجنوب إفريقيين المتميزين الذين أورثوهم جنوب إفريقيا محررة.

وأردف رامافوزا بقوله، إن توتو كان زعيماً روحياً مبدعاً، وناشطاً ضد نظام الفصل العنصري، ومدافعاً عالمياً عن حقوق الإنسان، واصفاً الأسقف الراحل أنه شخص وطني لا نظير له، وقائد صاحب مبدأ وبراغماتية، أعطى معنى للتصور الإنجيلي بأن الإيمان بدون عمل هو إيمان ميت.

وأضاف رئيس جنوب إفريقيا قائلاً، إن ديزموند توتو كان رجلاً تميز بذكاء استثنائي واستقامة وقوة في مواجهة قوى الفصل العنصري، كما أنه كان لينا وعطوفاً في مشاعره تجاه أولئك الذين عانوا من الاضطهاد والظلم والعنف في ظل نظام الفصل العنصري، وتجاه المضطهدين والمسحوقين حول العالم.

وجاءت وفاة توتو بعد أسابيع قليلة من وفاة أف دبليو دي كليرك، وهو آخر رؤساء جنوب إفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري، والذي رحل عن عالمنا مؤخراً عن عمر ناهز 85 عاماً.

وقالت تقارير محلية إن الأسقف توتو كان أحد أبرز شخصيات جنوب إفريقيا، داخل البلاد وخارجها، لافتة إلى أن الأسقف الراحل، الذي عاصر زعيم جنوب إفريقيا الراحل نيسلون مانديلا، كان رمزاً للكفاح ضد الفصل العنصري.

كما كان توتو ضمن القوى وراء الحركة التي انطلقت في جنوب إفريقيا، من أجل إنهاء سياسة الفصل العنصري والتمييز، التي فرضتها حكومة الأقلية البيضاء على الأغلبية السوداء في البلاد، من عام 1949 م، وحتى عام 1991 م.

وقامت العديد من المؤسسات والشخصيات العالمية بنعي الأسقف الراحل ديزموند توتو، ومن ضمنهم مؤسسة نيلسون مانديلا، التي قالت في بيان رسمي صادر عنها، إن: "مساهمات توتو في النضال ضد الظلم، على المستويين المحلي والدولي، لا يضاهيها إلا عمق تفكيره بشأن إرساء مستقبل تحرري للمجتمعات الإنسانية."، مضيفة أنه: "كان إنساناً استثنائياً، ومفكراً وزعيماً وراعياً."

كما نعاه الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، واصفاً إياه بأنه: "مرشد وبوصلة أخلاقية."

معلومات عن الأسقف الراحل ديزموند توتو

وعن أبرز المحطات في حياته، أشارت التقارير إلى أن ديزموند توتو تم ترسيمه كاهناً في عام 1960 م، ثم عمل بعدها أسقفاً في ليسوتو خلال الفترة من عام 1967 م، وحتى عام 1978 م، ليعمل بعدها مساعداً لأسقف جوهانسبرغ وخادم رعية في سويتو.

وقد حصل توتو على جائزة نوبل للسلام في عام 1984 م، وذلك عن دوره في الكفاح من أجل إلغاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

وعُين توتو أسقفاً لمدينة جوهانسبرغ في عام 1985 م، واستغل منصبه الرفيع من أجل الحديث ضد اضطهاد أصحاب البشرة السمراء في بلاده، كما قام بتعيين أول رئيس أساقفة أسود لمدينة كيب تاون، وقال في أكثر من مناسبة إن دوافعه دائماً دينية وليست سياسية.

وكان الراحل أحد المعاصرين للزعيم نيلسون مانديلا، الذي يعتبر رمز الكفاح ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، حيث لفتت التقارير إلى أنه بعدما أصبح مانديلا أول رئيس أسود للبلاد في عام 1994 م، قام بتعيين توتو رئيساً للجنة الحقيقة والمصالحة التي تم تشكيلها من أجل التحقيق في الجرائم التي ارتكبها البيض والسود خلال فترة الفصل العنصري.

واشتهر ديزموند توتو بارتدائه الزي الكهنوتي الأرغواني اللون، وعُرف بسلوكه المبتهج، وابتسامته التي لم تفارقه، كما حاز على شعبية واسعة وتقدير كبير من الجميع، داخل جنوب إفريقيا وخارجها على السواء.

كما لم يكن توتو يخشى من التعبير عن مشاعره أمام الجميع في مختلف المناسبات، ومن ضمن ذلك رقصه وضحكه خلال حفل افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي استضافتها جنوب إفريقيا في عام 2010 م.

وقد وصف توتو جنوب إفريقيا بأنها أمة قوس قزح، في إشارة منه للتعدد العرقي الموجود داخل بلاده ما بعد حقبة نظام الفصل العنصري، إلا أنه خلال السنوات الأخيرة من حياته، أعرب عن أسفه لأن الأمة لم تندمج بالطريقة التي كان يحلم بها طوال حياته.