دور منتجات النيكوتين في الحد من الوفيات والأمراض المرتبطة بالتدخين
استقطبت الدورة الثامنة من المنتدى العالمي حول النيكوتين 2021، التي عقدت مؤخرًا، مجموعة من المتخصصين العالميين في قطاع الصحة العامة، كذلك نخبة من العلماء والأطباء وخبراء مكافحة التبغ والمستهلكين، لمناقشة دور منتجات النيكوتين في الحد من الوفيات والأمراض المرتبطة بالتدخين على مستوى العالم.
دعا الخبراء في هذا المنتدى إلى تسهيل الوصول إلى بدائل أقل ضررًا لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين.
مع تزايد الأدلة التي توصي بالحد من أضرار التبغ كمبدأ رئيسي في العمل على تحسين الآثار على الصحة، وتقليل استخدام السجائر، فقد دعى الخبراء في المنتدى إلى هدف موحد مشترك لوضع نهاية للتدخين.
يُنظر إلى مبدأ الحد من أضرار التبغ على أنه نهج عملي للحد من الأمراض المرتبطة بالتدخين للذين سيستمرون في التدخين، لا سيما مع ظهور بدائل مثبتة علميًا كالتبغ المسخن والسجائر الإلكترونية.
تصريحات داعمة من بعض الخبراء الحاضرين
قال مؤسس المنتدى العالمي حول النيكوتين البروفيسور جيري ستيمسون، الأستاذ الفخري في إمبريال كوليدج- لندن: "لقد تحوّل ما يصل إلى 98 مليون مستهلك حول العالم بالفعل إلى منتجات نيكوتين أكثر أمانًا. ففي إنجلترا تدعم الهيئات الصحية استخدام منتجات إيصال النيكوتين أو ال vapingللإقلاع عن التدخين و الآن أصبحت هذه المنتجات أكثر الأدوات شيوعاً للمساعدة في الإقلاع عن التدخين. وتعد الوفيات المرتبطة بالتبغ في السويد الأدنى في أوروبا حيث استبدل منتج السنوس ( Snus -أكياس التبغ) تقريباً منتجات التدخين. وفي اليابان تراجعت مبيعات السجائر بمقدار الثلث منذ طرح منتجات التبغ المسخن في الأسواق. يجب على المصنّعين الآن توفير بدائل أكثر أمانًا بتكلفة مقبولة للمدخنين ذوي الدخل المتوسط للمنخفض وليس فقط للمستهلكين ذوي الدخل المرتفع".
أكد كلايف بيتس مدير The Counterfactual )شركة تعمل في مجال الاستشارات والدعم تركز على نهج عملي للاستدامة والصحة العامة( على الضرورة الماسة لتعزيز وعي المستهلكين بالفرص التي تتيحها منتجات التبغ منخفضة الضرر.
وقال: "الأمر المقلق يتمثل في أن استجابة منظمة الصحة العالمية غير كافية ومبنية على أدلة علمية غير سليمة وتحليل ضعيف وتتضمن مصالح خاصة. نأمل أن تعيد منظمة الصحة العالمية تقييم موقفها وتتحول إلى الترويج الفعال لمبدأ الحد من أضرار التبغ كجزء من إستراتيجية صارمة لمعالجة أعباء التدخين الصحية والإجتماعية والاقتصادية غير المحتملة."
علق الدكتور كونستانتينوس فارسالينوس طبيب وباحث أول في جامعة باتراس وكلية الصحة العامة بجامعة ويست أتيكا في اليونان وخبير الصحة العامة: "تشير الاثباتات المتاحة أن السجائر الإلكترونية هي إلى حد بعيد بدائل أقل ضرراً من التدخين وهناك فوائد كبيرة متوقعة تعود على الصحة للمدخنين الذين يتحولون من تدخين التبغ إلى السجائر الإلكترونية. ستساعد الأبحاث في جعل السجائر الإلكترونية أكثر فاعلية كبديل للتدخين وستحدد وتقلل بشكل أكبر المخاطر المحتملة من الاستخدام الى أقل ما يمكن وذلك من خلال استحداث المواصفات ورقابة الجودة المناسبة ".
قال الدكتور نذير الجغبير، طبيب الأسرة في مستشفى حتا الصحي في الإمارات العربية المتحدة، الذي شارك في المنتدى العالمي حول النيكوتين: "تستدعي الحاجة إلى عقد منتديات عالمية مماثلة في دول الخليج العربي حتى يتمكن المتخصصون في مجال الرعاية الصحية من التوصّل إلى العلوم والبحوث وأفضل الممارسات من دول العالم مثل المملكة المتحدة ونيوزيلندا".
وتابع قائلاً: "من المهم أن نتعلم من أحدث الأبحاث والعلوم للدول الأخرى عن المنتجات البديلة للتدخين الخالية من الدخان والتي تستند إلى مبدأ" عدم الاحتراق ". وكمقدمي رعاية صحية نحن في وضع يسمح لنا بمشاركة أحدث الأبحاث والعلوم حول المنتجات الخالية من الدخان كبديل متاح للذين يستمرون في التدخين".
وأضاف: "بسبب غياب الاحتراق في المنتجات الخالية من الدخان تبين العلوم أن مستويات المواد الكيميائية الضارة تنخفض بشكل كبير جداً عند مقارنتها بمستويات تلك المواد في دخان السجائر التي تحترق وبالتالي فإن المخاطر المرتبطة بالمنتجات الخالية من الدخان مختلفة بالطبع.. أصبح المدخنون على دراية بالفرص التي توفرها منتجات النيكوتين الأكثر أمانًا والابتكارات في الأسواق؛ ويعتقد البروفيسور جيري ستيمسون أن هذا سيؤدي إلى نهاية السجائر القابلة للاحتراق.. السؤال يكمن في كيفية تسريع العملية وتوسيع نطاقها حتى نتمكن من إيصال مبدأ الحد من أضرار التبغ لجميع المدخنين في كل مكان وفي أسرع وقت ممكن."