دليلك للتعامل مع العلاقات السامة في حياتك
-
1 / 2
يُعرَّف المصطلح "سام" بأنه يحتوي على مادة سامة قادرة على التسبب في الوفاة أو الوهن الشديد، غالبًا ما تُستخدم الكلمة لوصف المواد الكيميائية، ولكنها تُستخدم أيضًا بشكل شائع لوصف الأشخاص والعلاقات. مؤكد أنك مررت بعلاقة سامة ما في حياتك، تعاملت مثلًا مع شخص لا يرى سوى نفسه ولا يعمل لصالح غيره، سواء أكان هذا الشخص من الأصدقاء أو الزملاء في العمل أو حتى من العائلة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي العلاقات السامة؟
العلاقات السامة هي تلك العلاقات التي تُسبب ضررًا مُباشرًأ وإيذاءًا لك، من أشكال السمية: الشتائم، الإيذاء الجسدي، الكذب، القيل والقال، بالإضافة إلى كل الاضطرابات الداخلية التي تنجم عن كونك في علاقة غير صحية. سواء كانت العلاقة شخصية تضم فردًا من العائلة أو حبيبًا أو صديقًا، أو علاقة مهنية تشمل زميل عمل أو رئيسًا.
يمكن للعلاقات السامة أن تلحق الضرر وتترك آثارًا طويلة الأمد على الشخص الذي وقع في أسرها.
تأثير العلاقات السامة
العلاقات عبارة عن شوارع ذات اتجاهين تتضمن مساعدة بعضنا البعض طوال الرحلة، لكن هذا لا يحدث في العلاقات السامة، التي تُعرّضنا للضرر والأذى مُقابل استفادة الطرف الآخر أو راحته أو فقط إثبات قوته وسيطرته. العلاقات السامة تتسبب في حدوث خيبات للأمل، هذا أمر من الممكن أن يكون مؤلمًا للغاية ويتسبب في حدوث مشاكل بالثقة وتدني احترام الذات في المستقبل.
وفًقا للدراسات النفسية، نحن كبشر، كائنات اجتماعية نزدهر خلال الرفقة ونتدهور أثناء الشعور بالوحدة. يمكن أن يؤدي الدخول في علاقة سامة إلى حدوث صراع داخلي حاد.
في الواقع، يجد العديد من الأشخاص الذين نشأوا في منازل سامة أنه من الصعب عليهم قبول علاقات الحب، لأنهم لا يعرفون شيئًا عن الحب، فينجذبون إلى العلاقات الأكثر سمية لأنها هي التي قد اعتادوا عليها وألفوها، يكون من المخيف بالنسبة لهم قطع هذه العلاقات، بل وينفرون من قبول تجربة لطيفة ومحبة بشكل حقيقي. هؤلاء قد يصدقون ما قاله الشخص السام عنهم، أنهم أغبياء، قبيحون، لا قيمة لهم، أو أيًّا ما صفهم به.
بالإضافة إلى كل هذا، فالعلاقات السامة تضر بصحتك بشكل خطير. عندما تشعر بالأذى أو الانزعاج ، ينتج جسمك هرمونات التوتر، والتي قد تؤدي إلى المرض. بمجرد أن يستجيب جسدك للمشاعر المضطربة، قد تجد نفسك تُعاني من مُشكلات في التنفس والصداع ومعدل ضربات القلب المتسارع واضطراب المعدة.
علامات تُمكنك من التعرّف على العلاقات السامة
اعتمادًا على طبيعة العلاقة، يمكن أن تكون علامات السمية دقيقة أو شديدة الوضوح، إذا كنت في علاقة سامة، فقد تتعرف على بعض هذه العلامات في نفسك أو في شريك حياتك أو في العلاقة نفسها.
-
نقص بالدعم:
لا يكون الوقت الذي تقضيه في هذه العلاقات إيجابيًا أو داعمًا لأهدافك، تستند العلاقات الصحية إلى الرغبة المتبادلة في رؤية الآخر ينجح في جميع مجالات الحياة. ولكن عندما تصبح العلاقة سامة، يصبح كل إنجاز منافسة. بمعنى آخر، لا تشعر أن هؤلاء الأشخاص يساندونك.
-
التواصل السيء:
بدلاً من معاملة بعضكما البعض بلطف، فإن معظم محادثاتكما تكون مليئة بالسخرية أو النقد أو العداء العلني. قد تبدأ في تجنب التحدث مع بعضكما البعض.
-
السيطرة على السلوكيات:
إن التساؤل عن مكانك طوال الوقت أو الشعور بالضيق الشديد عندما لا تجيب على الرسائل فورًا أو أن الطرف الآخر لا يريدك أن تأخذ أي قرار حتى وإن كان شخصيًا، فهذه من العلامات على السلوك المسيطر، والذي يمكن أن يساهم في حدوث السمية في العلاقة.
-
التمسك بالأحقاد والسماح لهم بالتفاقم في العلاقة الحميمة:
بمرور الوقت، يمكن أن يتراكم الإحباط أو الاستياء ويؤدي إلى فجوة يتزايد حجمها ويتضاعف بمرور الأيام وتتالي المواقف.
-
عدم الأمانة:
تجد نفسك دائمًا تختلق الأكاذيب حول مكان وجودك أو من تقابله لتجنب قضاء الوقت مع شريك حياتك.
-
الإيذاء البدني:
بالإضافة إلى ما سبق قد تصل العلاقات السامة إلى حدود الإيذاء البدني.
كيف تُحدد أن هذا الشخص سام؟
عند محاولة تحديد ما إذا كنت بحاجة إلى التراجع عن صداقة سامة أو علاقة رومانسية، يجب أخذ بعض الوقت للتفكير في الشخص الذي يُظهر السلوك السام. خذ خطوة للوراء وانظر للصورة العامة لحياة الشخص، بحيث يكون لديك فكرة أوضح عن هذا الشخص. اسأل نفسك الأسئلة التالية:
-
كيف يعامل الشخص الاخرين؟
انظر كيف يعامل الشخص أقرب الناس إليه. هل يتحدث أو تتحدث بشكل سيء عن أفراد الأسرة، أو تظهر عليه علامات العدوان تجاه الوالدين أو الأصدقاء أو زملاء العمل؟ هل الشخص في صراع دائم مع الآخرين؟ قد تُلاحظ أن هذا الشخص يأتي إليك دائمًا ويشكو من الآخرين، سواء كانت الشكوى بسبب شجارًا مستمرًا مع صديق أو صديقة، أو عدم القدرة على الانسجام مع والدته. هل يستخدمك هذا الشخص كحقيبة ملاكمة عاطفية للتخلص من إحباطاته وصراعاته مع الآخرين؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد ترغب في التراجع خطوة إلى الوراء لإعادة تقييم الغرض من هذه العلاقة. قد يكون أفضل قرار هو الابتعاد إذا كان الشخص يفتقر إلى البصيرة وغير راغب في التغيير.
-
كيف يتعامل الشخص مع الصراع؟
بشكل عام، لا يستمتع معظم الناس التعامل مع الصراع. قد يكون من الصعب التعبير عن مشاعرك. ومع ذلك، تنمو العلاقات عندما نتعلم كيفية التعامل مع الخلافات وحلها. إذا رفض الشخص معالجة القضايا أو رفض التواصل أو الاعتذار عن أفعاله، فهذه سلوكيات سامة. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان هذا الشخص يتصرف بحقد بعد النزاع وينشر شائعات أو يتحدث بشكل سيئ عنك، فهذه علامة تحذيرية كبيرة. سيحاول الشخص الذي يعتني بك حقًا إصلاح العلاقة وليس قطعها. يمكنك التعرّف على الكثير عن شخصية شخص ما من خلال ملاحظة كيفية تعامله مع الصراع.
-
كيف يُشعرك الشخص عندما تكونان معًا؟
عندما تكونان معًا، هل يتحدث هذا الشخص عن نفسه أو نفسها طوال الوقت؟ هل هو أو هي يجرح الآخرين لفظيًا؟ هل يجعلك هذا الشخص تشعر بالسعادة لقضاء الوقت معًا، أم أنك تشعر بالعبء وتريد للوقت أن يمرّ حتى تتخلص من صحبته؟
توقف لحظة للتفكير في الوقت الذي تقضيه مع هذا الشخص لتحديد شعورك بعد كل تجربة. إذا كنت تشعر بالتعاسة أكثر من السعادة عندما تقضي بعض الوقت مع هذا الشخص، فقد تحتاج إلى وضع حدود شخصية والتراجع من أجل حماية نفسك.
-
ما هي تجارب الشخص السابقة مع العلاقات؟
التاريخ يُعيد نفسه. على الرغم من أن الناس يكبرون وينضجون، فإن تجاربهم السابقة تشكلهم حقًا. هل هذا الشخص لديه أصدقاء مقربين على المدى الطويل؟ أم أنه يقطع العلاقات بسرعة؟ ماذا حدث لعلاقات الشخص السابقة؟ هل كانت سامة؟ اسمح لشريكك بالانفتاح ومشاركة ماضيه معك.
قد يستغرق التعرف على ماضي شخص ما بعض الوقت، ولكن هذا بإمكانه أن يخبرنا كيف يمكن أن تسير العلاقات في المستقبل. غالبًا ما يتعلم الناس من أخطائهم ويُحدثون تحسينات في علاقاتهم، لكن من الشائع أن يعيد التاريخ نفسه.
كيف تتصرف إذا وقعت في علاقة سامة؟
قد يكون من الصعب الاعتراف بأنك في علاقة سامة، لأن الكثير من الناس يُعميهم الحب والسعادة المؤقتة. بالإضافة إلى ذلك، يشعر الكثير من الناس أنهم قد يشعرون بالوحدة بدون هذا الصديق أو الحبيب أو الأخ. حتى أنهم قد يتعرفون بعقولهم على مدى سُمّية هذا الشخص، لكن عواطفهم تؤثر على قراراتهم أكثر من عقولهم. لكن الخبر السار هنا هو أن هذه السمية يمكن علاجها باستخدام العلاج السلوكي المعرفي.
هناك أيضًا بعض الخطوات التي يُمكنك فعلها للتعامل مع العلاقات السامة، ومنها:
-
تجنب تبني مواقفهم:
يميل بعض الناس إلى اعتبار أنفسهم الضحية في كل موقف. إذا أخطأوا، فقد يلّقون باللوم إلى شخص آخر أو يروون قصة تجعلهم يظهرون بشكل أفضل. قد تشعر برغبة في الإيماء والابتسام من أجل منع نوبة الغضب. قد يبدو هذا الخيار الأكثر أمانًا، ولكنه قد يجعلهم أيضًا يرونك كمؤيد لروايتهم.
جرّب الخلاف المحترم بدلًا من ذلك. قد تقول: "كان لدي رأي مختلف حول الموقف"، وصف ما حدث بالفعل. التزم بالحقائق دون توجيه اتهامات.
-
لا تنجرف:
قد يكون التعامل مع السلوك السام لشخص ما أمرًا مرهقًا. قد يشتكي الشخص باستمرار من الآخرين، يكون لديه دائمًا قصة جديدة حول المعاملة غير العادلة أو السيئة التي يتعرض لها، أو حتى يتهمك بظلمه أو عدم الاهتمام باحتياجاته.
قاوم الرغبة في القفز في قطار الشكوى معهم أو الدفاع عن نفسك ضد الاتهامات. بدلاً من ذلك، رد بعبارة بسيطة: "أنا آسف لأنك تشعر بهذه الطريقة"، واترك الأمر عند هذا الحدّ.
-
انتبه لما تشعر به:
في بعض الأحيان، يمكن أن يساعدك مجرد إدراك كيفية تأثير السلوك السام لشخص ما عليك في التعامل بشكل أفضل خلال التفاعلات معه. يقول معظم الناس أحيانًا أشياء فظة أو مؤذية لا يقصدونها. لا أحد يشعر بأنه في أفضل حالاته طوال الوقت، والحالة المزاجية السيئة يمكن أن تجعلك تنتقد الآخرون. صحيح أن الحالات المزاجية الشخصية لا تبرر الإساءة، ولا يجب عليك قبولها أيضًا.
لكن هذا ليس بالضرورة أمرًا سامًا.
للتفريق يبن الحالتين، يُمكنك أن تسأل نفسك عما إذا كانت الإهانات أو الأكاذيب أو أي أنواع أخرى من الإساءة العاطفية واللفظية تميز معظم تفاعلاتك مع هذا الشخص أم إنها مُجرد مواقف طارئة ومؤقتة؟ هل يعتذر أو يبدو أنه يلاحظ كيف يؤثر ما يقوله أو يفعله عليك أم لا؟
-
تحدث معهم عن سلوكهم:
الشخص الذي يثرثر أو يتلاعب بالآخرين، قد لا يدرك كيف يؤثر سلوكه عليك أو على أي شخص آخر. قد تساعدهم المحادثة المفتوحة على إدراك أن هذا السلوك غير مقبول. لإبقاء الأمور محايدة، حاول التمسك بالتعبير عن حالتك أنت، حتى تتجنب إلقاء الاتهامات على الطرف الآخر.
فيما يلي بعض الأمثلة على ذلك عمليًا: "أشعر بعدم الارتياح عندما أسمع أشياء غير لطيفة عن زملائنا في العمل. لن أشارك في تلك المحادثات" أو "أقدر الثقة في الصداقة، لذا لا يمكنني الاستمرار في هذه الصداقة إذا كذبت علي مرة أخرى".
-
أظهر التعاطف، لكن لا تحاول إصلاح الشخص:
يمكن للناس أن يتغيروا، لكن هذا يحدث فقط عندما يكونوا مستعدين لبذل الجهد للقيام بذلك. قد ترغب في مساعدة شخص ما تهتم لأمره بدلاً من الابتعاد عنه. ولكن يجب أن تعلم أنه بينما يمكنك دائمًا إظهار التعاطف واللطف، فمن المحتمل أنك لن تكون قادرًا على تغيير الشخص.
في النهاية الأمر يعود إليهم وعليهم الالتزام ببذل الجهد. محاولة مساعدة شخص ما على التغيير قبل أن يكون مستعدًا يمكن أن يستنزف مواردك العاطفية وطاقتك أكثر.
-
قل لا وابتعد:
هل تجد صعوبة في رفض الناس؟ لست وحدك. يمكن أن يكون التمسك بالرفض أمرًا صعبًا أيضًا، خاصةً عندما يحاول شخص ما أن يشعرك بالذنب ويقودك لتغيير رأيك. ولكن إذا قررت أن تقول "لا" ، فلا تتراجع. قد لا يكون هذا سهلًا أبدًا خاصةً عندما يستخدمون فورة دراماتيكية لمحاولة شق طريقهم إليك مرة أخرى. ولكن كلما تدربت على قول "لا" للأشياء التي لا تشعر بالراحة تجاهها، يصبح الأمر أسهل.