دليلك لفهم تداعيات وآثار خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي
اختارت بريطانيا أن تغادر الإتحاد البريطاني، وهو القرار الذي على إثره لم تهتز الأوساط الأوروبية فقط بل العالم أجمع. فقد اختار مواطني بريطانيا مغادرة الإتحاد الأوروبي بعد تصويت فازت به حملة الخروج من الإتحاد بنسبة 51.9%، بنسبة مشاركة وصلت 71.8% وهي أكبر نسبة مشاركة في عملية تصويت في بريطانيا منذ انتخابات عام 1992.
وبالنظر على المستويين السياسي والاقتصادي، فإن لهذا القرار نتائج مفاجئة وسريعة وقد تكون كارثية على المدى البعيد. أولها هو تقديم دافيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب المحافظين استقالته من رئاسة الحكومة، وثانيها هو الانحفاض الكبير لقيمة الجنيه الإسترليني فور الإعلان عن نتيجة التصويت، بالإضافة إلى إنهيار بعض الأسهم البريطانية في عدد من بورصات العالم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ومنذ ان تم الإعلان التصويت ونتيجته شرع المهتمين وغير المهتمين حول العالم في البحث على شبكة الإنترنت لمعرفة ماهية الإتحاد الأوروبي، وما مدى تأثيره على الدول المشاركة فيه، وماذا بعض إنفصال بريطانيا عنه على المستويين الداخلي في بريطانيا وأوروبا، والخارجي في العالم أجمع، فلا يمكن إنكار مدى تأثير هذا القرار حتى على عالمنا العربي وعلى إقتصادياته.
في هذا التقرير نعرض شرح مبسط لطبيعة وآثار خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي أو ما يطلق عليه اسم Brexit اختصاراً لجملة British Exit أي الخروج البريطاني.
- أول النتائج والآثار السريعة على خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي هو الانخفاض الكبير في قيمة الجنيه الإسترليني مقابل العملات الأخرى حيث انخفض بنسبة 10%، وهو ما يعد الانخفاض الأسوأ على الإطلاق منذ انخفاض عام 1978 بنسبة 4.3%.
- بالإضافة إلى الانخفاض في سوق الأسهم البريطانية حيث انخفض موشر FTSE 250 بنسبة 11.4% وهو أعلى انخفاض مسجل حتى الأن.
FTSE 250 down 11.4% - biggest drop on record says @fastFT pic.twitter.com/G7W6VKAhI5
— Patrick McGee (@PatrickMcGee_) June 24, 2016
- التدوينة التالية توضح مدى يأس المختصين الإقتصاديين، حيث تقول الصورة في التدوينة: لقد انخفضت قيمة الإسترليني أمام ..حسناً، كل شئ.
Financial Times just gave up. pic.twitter.com/nhk810zbBL
— Johan Norberg (@johanknorberg) June 24, 2016
- أحد أهم مؤشرات التصويت هو الفئة العمرية التي صوتت للخروج من الإتحاد، حيث كانت لنسبة الكاسحة من بين المصوتين للخروج من الفئة العمرية فوق سن الخمسين وهو ما أثار حفيظة الشباب الذي عبروا عن غضبهم في عدد من التدوينات:
فارق السن في التصويت يوضح العديد من الأشياء، فالجيل الأكبر يصوت من أجل مستقبل لا يريده الشباب.
Age breakdown on Brexit polls tells underlying story. Older generation voted for a future the younger don't want: pic.twitter.com/kMPECqQF6u
— Murtaza Hussain (@MazMHussain) June 24, 2016
يبدو أن كبار السن المقتربين من الموت ينوون التصويت من أجل مصالحهم الآنية ورغباتهم الحالية بدلاً من النظر إلى الفوائد الآتية على المدى البعيد.
its almost as if old people who are going to die soon tend to vote for their immediate, base desires rather than for long term benefits
— jon hendren (@fart) June 24, 2016
توضح التدوينة التالية صورة قاسية علق عليها المدون بسخرية قائلاً: لقد وضعت للتو رسماً توضيحياً "إنفوجراف" يوضح التصويت على أساس الفئة العمرية.
I put together a quick infographic summarizing the demographics of the Brexit vote by age. pic.twitter.com/UTEvmPVTc3
— Kieran Healy (@kjhealy) June 24, 2016
- تشير بعض القياسات الأخرى إلى أن الفارق في التصويت لم يكن فقط على أساس الفئة العمرية بل أيضاً على أساس التعليم، حيث توضح أن الفئات ذات التعليم الأقل هي الأعلى تصويتاً على الخروج.
- كما أن هناك فارق في الطبيعة التصويتية بناءً على مناطق وقطاعات المملكة المتحدة ذاتها، حيث مالت إنجلترا وويلز أكثر ناحية المغادرة، بينما اختارت سكوتلاندا وأيرلندا الشمالية (التي لا تزال تابعة للتاج البريطاني) وبعض المدن الكبيرة مثل: لندن وليفربول ومانشستر، اختارت البقاء في الإتحاد الأوروبي.
تشير الخريطة في التالية إلى تقسيم التصويت تبعاً للمنطقة.
- وتشير النقطة السابقة إلى احتمالية خروج بعض المناطق عن سلطة بريطانيا، حيث اختار السكوتلانديين البقاء ضمن الإتحاد الأوروبي، مما قد يدعوهم للإنفصال عن المملكة المتحدة على الرغم من اختيارهم البقاء ضمن سلطاتها في تصويت عام 2014.
أما أيرلندا الشمالية ففرص إنضمامها للجمهورية الأيرلندية المنتمية للإتحاد الأوروبي فد زادت للغاية بعد التصويت الأخير، خاصة مع تصاعد الأصوات الداعية لإتحاد الأيرلنديين تحت لواء جمهورية أيرلندية موحدة.
- من ناحية أخرى دعت نتيجة التصويت أيضاً إلى دفع بعض القوى الأوروبية الأخرى للمطالبة لإجراء تصويت في بلادهم أيضاً، مثل:
جيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية الهولندي والمعادي للمهاجرين وخاصة المسلمين منهم:
BREAKING: Dutch Party for Freedom leader Geert Wilders calls for Dutch EU referendum after Brexit
— BNO News (@BNONews) June 24, 2016
ومارين لي بين زعيمة الجبهة القومية الفرنسية، وهو حزب يميني قومي متطرف:
Wires report Marine Le Pen, leader of French Front National, has already been on the airwaves calling for EU referendum in France. #Frexit
— Russian Market (@russian_market) June 24, 2016