دعاء العام الهجري الجديد
تحتفل أغلب الدول الإسلامية اليوم برأس السنة الهجرية وبداية العام الهجري الجديد، مما جعل الكثيرون يبحثون عن دعاء العام الهجري الجديد، ليتوجهوا إلى الله (سبحانه وتعالى) بالدعاء في هذا اليوم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
حكم دعاء أول العام وآخره
وحول هذا الأمر، وُرد سؤالاً لدار الإفتاء المصرية، جاء فيه: "هناك دعاء منتشر بين الناس في أول العام ودعاء آخر في آخره؛ يسأل المسلم فيه ربه إعانته على العام الجديد، ومغفرته للعام الماضي، فما حكم هذين الدعاءين؛ حيث انتشرت بعض الفتاوى التي تدعي أن الدعاء بهذين الدعاءين بدعة منكرة، وأن تحديد آخر العام أو وقت معين من السنة بالاستغفار أو الدعاء أو العبادة لا أصل له في الشرع، وأن الصواب الابتعاد عنه؛ لأن كل بدعة ضلالة. فهل هذا الكلام صحيح؟ وهل الدعاء بهذين الدعاءين حرام شرعاً؟"
شاهد أيضاً: دعاء ليلة القدر الذي أوصى به رسول الله
وقد قام الشيخ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي جمهورية مصر العربية، بالرد على هذا السؤال، حيث قال أنه من البدع المنهجية المنكرة التي انتشرت بين بعض المتعالمين في هذا العصر، الادعاء بأن تخصيص أوقات معينة للدعاء أو العبادة هو أمر مبتدع لا يجوز، لافتاً إلى أن هذه الدعوى الباطلة هي البدعة حقاً، وهي من بدع الضلالة التي لم يسبق إليها أصحابها، ولم يعول عليها أحد من أهل العلم في قديم الدهر أو حديثه.
وتابع قائلاً أن تخصيص يوم معين في السنة للدعاء أو العبادة جائز شرعاً، موضحاً أنه أمر جرى عليه المسلمون عبر القرون، ونص أهل العلم من مختلف المذاهب على مشروعيته، ما لم يُعتقد أنه سنة نبوية.
وأشار مفتي جمهورية مصر العربية إلى أن دعاء أول العام ودعاء آخره هما من أدعية الصالحين ومجرباتهم، لافتاً إلى أنهما من الأدعية المستحسنة المأثورة عن مشايخ السادة الحنابلة منذ نحو ألف سنة، وقد كان يوصي بهما ويعلمهما وينقلهما عن مشايخه إمام الحنابلة وشيخهم في وقته؛ الشيخ الإمام الولي الصالح أبو عمر المقدسي محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة الحنبلي.
دعاء أول العام وآخره
كما تحدث الشيخ الدكتور شوقي إبراهيم علام عن الأدعية المأثورة والمستحسنة عن مشايخ السادة الحنابلة منذ نحو ألف سنة، والتي تتعلق بالدعاء في أول العام وآخره.
وعن دعاء أول العام، يقول المسلم: "اللهم أنتَ الأبدي القديم، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُني إليك، يا ذا الجلال والإكرام."
ودعاء آخر السنة أن يقول في آخر أيامها: "اللهم ما عَمِلْتُ في هذه السنة مما نهيتني عنه، ولم تَرْضَه ولم تنسه، وحَلُمْتَ عني بعد قُدْرتك على عقوبتي، ودعوتني إلى التَّوبة من بعد جرأتي على معصيتك، فإني أستغفرك منه، فاغفرْ لي، وما عَمِلْتُ فيها مما ترضاه ووعدتني عليه الثَّواب، فأسألك أن تتقبَّلَه مني، ولا تقطع رجائي منك يا كريم."
وأضاف مفتي جمهورية مصر العربية أنه منذ ذلك الحين، يقوم أهل العلم من مختلف المذاهب والمشارب بتناقل هذين الدعاءين، ويوصون بهما في أذكار العام من غير نكير.