دراسة: تزايد الأمطار يضرّ بالاقتصاد العالمي
وجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "نيتشر" أن النمو الاقتصادي ينخفض عندما تزداد الأيام التي تسقط فيها الأمطار بغزارة.مما يخلق ضرورة اقتصادية للسيطرة على التغيرات المناخية.
قال أندرس ليفرمان، رئيس قسم أبحاث العلوم المعقدة في معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، إن الاضطرابات المناخية تؤثر على "النمو الاقتصادي" وتتطلب استجابة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
نظر علماء معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، في بيانات من أكثر من 1500 منطقة بين عامي 1979 و2019، وقالوا خلال بيان رسمي إن التحليل يُشير إلى أن هطول الأمطار اليومية المكثفة بسبب تغير المناخ من حرق النفط والفحم سيضر بالاقتصاد العالمي.
قالت الدراسة، التي تمت مراجعتها من قبل الأقران ليوني وينز، من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ: "تتباطأ الاقتصادات في جميع أنحاء العالم بسبب زيادة الأيام الممطرة وهطول الأمطار اليومية الشديدة، هذا الأمر يُمثل رؤية مهمة تُضيف إلى فهمنا المتزايد للتكاليف الحقيقية لتغير المناخ".
أضافت الدراسة: "في حين أن المزيد من هطول الأمطار السنوي مفيد بشكل عام للاقتصادات، وخاصة الاقتصادات المعتمدة على الزراعة، فإن الإشكالية هنا أيضاً في كيف يتم توزيع الأمطار على مدار أيام العام".
تبين أن هطول الأمطار اليومية المكثفة أمر سيئ، خاصة بالنسبة للدول الغنية والصناعية مثل الولايات المتحدة أو اليابان أو ألمانيا. وقد سلط المعهد الضوء على قطاعي الخدمات والتصنيع باعتبارهما أكبر المتضررين.
قمة المناخ كوب26 ومحاولة السيطرة على التغيرات المناخية
يُذكر أنه خلال مشاركتهم في قمة المناخ "كوب 26" التي استمرت اسبوعين خلال عام 2021، في مدينة غلاسغو الإسكتلندية، وعد قادة أكثر من مئة دولة حول العالم، بينها فرنسا والولايات المتحدة والصين، بإنهاء إزالة الغابات وانحلال التربة بنهاية العقد الحالي، بدعم من أموال عامة وخاصة حجمها 19 مليار دولار للاستثمار في حماية الغابات واستعادة غطائها النباتي.
يؤكد معهد الموارد العالمية إن الغابات تمتص نحو 30% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بما يحول دون تسببها في زيادة درجة حرارة الأرض، وتؤكد مبادرة "غلوبال فورست ووتش" المعنية برصد إزالة الغابات والتابعة لمعهد الموارد العالمية إن العالم فقد 258 ألف كيلومتر مربع من الغابات في 2020.
لاقى البيان المشترك في محادثات المناخ كوب26 دعماً من زعماء دول منها البرازيل وإندونيسيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تمثل مجتمعة 85% من غابات العالم.
ذكر بيان من مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون نيابة عن زعماء القمة إن إعلان غلاسغو بشأن الغابات واستخدام الأراضي سيغطي غابات تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 21 مليون كيلومتر مربع. أوضح جونسون "ستُتاح لنا فرصة لإنهاء تاريخ البشرية الطويل من قهر الطبيعة، وأن نصبح بدلاً من ذلك حماة لها".
يُذكر أيضاً أنه تم إطلاق مجموعة من المبادرات الحكومية والخاصة الأخرى للمساعدة في التوصل إلى ذلك الهدف، ومنها تعهدات بمليارات الدولارات لحراس الغابات والزراعة المستدامة من السكان الأصليين.