دافوس يصف إجبار الموظفين للعمل بدوام كامل من المكتب بـ«غير واقعي»
قال المسؤولون التنفيذيون إذا كانت الشركات ترغب في جذب موظفين فعليها أن تمنحهم المرونة
يستخدم كبار المسؤولين التنفيذيين من البنوك وإدارة الاستثمار والتعليم المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في «دافوس» للدعوة إلى سياسات عمل مرنة ومختلطة للحد من معدلات الاستقالات المرتفعة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تحذيرات من الاستقالات الجماعية
إنهم يحذرون من أن الشركات التي لن تقدم لموظفيها خياراً بشأن مكان وكيفية عملهم، تخاطر بالخسارة، وسط معدلات ترك العمل المرتفعة والوظائف الجماعية الشاغرة، كذلك القوى العاملة التي تغير موقفها من التوازن بين العمل والحياة بشكل أساسي من خلال الوباء.
تختلف القطاعات المختلفة، لكن عند استطلاع الرأي لمؤشر اتجاهات العمل مايكروسوفت لعام 2022، قال المؤشر إن ما يصل لـ 50% من القادة إن شركاتهم تخطط لطلب عمل شخصي بدوام كامل خلال العام المقبل.
ومع ذلك، وفقاً لاستطلاع أجراه معهد أبحاث ADP الأمريكي على 30 ألف عامل، قال 64% إنهم سيفكرون في البحث عن وظيفة جديدة إذا طُلب منهم العودة إلى المكتب بدوام كامل، كان هذا الاستطلاع واحداً من استطلاعات متعددة لإظهار اتجاه مماثل.
من ناحيته، يقول جيف ماغيونكالدا، الرئيس التنفيذي لمزود التعليم عبر الإنترنت «كورسيرا»، إن مطالبة الناس بالحضور إلى العمل لن ينجح.
وأوضح بحسب ما جاءت تصريحاته لموقع بيزنس إنسايدر: «قد تكون قادراً على الحصول على موهبتك متوسطة المستوى للقيام بذلك، لكن أفضل علماء الكمبيوتر وعلماء البيانات لديك، لن يأتوا»، على الرغم من أن كورسيرا لا يزال لديها مكاتب، إلا أنها تدير سياسة العمل عن بعد أولاً.
وبدأت بعض البنوك أن تغير من ثقافة العمل والاتفاق بشأن مرونة العمل، حيث يقول توماس غوتستين، الرئيس التنفيذي لبنك كريدي سويس: «لن نعود أبداً إلى نسبة 80% إلى 90% من العاملين في المكتب».
حيث تترك سياسة العمل المرنة للبنك الأمر متروكاً لفرق العمل والمديرين لتقرير عدد المرات التي يعملون فيها. وأخبر غوتستين وكالة بلومبيرغ أن حوالي 37% من موظفي بنك كريدي سويس قد عادوا إلى مكاتبهم.
يريد العمال المرونة وليس العمل عن بُعد فقط
غالبية الشركات التي تبنت نموذج العمل الهجين منذ أن بدأ وباء كورونا تشغل ما يشير إليه نيكولاس بلوم، الأستاذ بجامعة ستانفورد وخبير العمل عن بُعد، على أنه نموذج «3:2» أو «فانيلا»، حيث يقسم الموظفون وقتهم يومين في المنزل وثلاثة أيام في المكتب. تشير دراساته ودراسات أخرى إلى أن غالبية العمال يريدون تقسيم وقتهم بين العمل والمنزل.
يشار إلى أن شركة آبل شهدت بالفعل استقالة أحد مديريها؛ نتيجة المعركة المستمرة التي يخوضها تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل، مع الموظفين حول التفويضات التي تقضي بوجوب تواجد العمال في مكاتبهم 3 أيام معينة تشير إلى التحديات التي يمكن أن تواجهها الشركات.
سياسات العمل الهجين صعبة
إذا لم يتم تنفيذه بشكل صحيح، مع وجود حدود وقواعد واضحة للتواصل، يمكن أن يؤدي العمل الهجين إلى نظام «من طبقتين» أي تفاقم عدم المساواة القائمة في مكان العمل.
قال لوك ريمونت، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة شنايدر إلكتريك: «إن منظمته تركز على التوازن بين العمل في المنزل والعمل المكتبي بعد أن أصبح العمل بعيداً خلال العامين الماضيين»، موضحاً أن: «التواصل من القلب إلى القلب، وجهاً لوجه، وجهاً لوجه يظل مفيداً لمناقشات التحول الصعبة».