خمسة أسباب تجعل مهرجان البندقية أهم مهرجان سينمائي هذا العام
يستعد نجوم ونجمات من العيار الثقيل من أمثال أنجلينا جولي وجورج كلوني للتوافد على فينيسيا (البندقية) بداية من الأربعاء للمشاركة في مهرجان البندقية السينمائي، الذي يقام في الفترة من 28 أغسطس/ آب إلى 7 سبتمبر أيلول، فيما يرى النقاد أن المهرجان الإيطالي العريق بنسخته الحادية والثمانين سيكون الأهم لهذا العام ليتفوق على مهرجان كان.
ويقول النقاد إن عشاق السينما يتعين عليهم عدم تضييع فرصة متابعة المهرجان، لأنه سيكون أهم حدث لعام 2024. ويعزو الخبراء ذلك إلى خمسة أسباب.
عودة النجوم والنجمات
على وقع إضراب ممثلين وممثلات في هوليوود العام الماضي، كانت السجادة الحمراء في انطلاق مهرجان البندقية السينمائي بنسخته الثمانين، خالية من النجوم.
بيد أن نسخة المهرجان بداية من الأربعاء ستمثل عودة إطلالة النجوم والنجمات على السجادة الحمراء ، بما في ذلك ممثلين وممثلات من الصف الأول من أمثال براد بيت وجورج كلوني اللذين يقصدان المدينة الإيطالية لمشاهدة فيلم "الذئاب" (وولفز: Wolfs). ويروي الفيلم الذي يجمع بين "الأكشن" والكوميديا، قصة ثنائي يجسده براد بيت وجورج كلوني، حيث يلعبان دور عاملي نظافة يضطران إلى العمل معا.
وسوف يشهد المهرجان عودة تيلدا سوينتون وجوليان مور حيث سيعرض لهما فيلم "ذي روم نكست دور" أو "The Room Next Door"، الذي يعد أول عمل ناطق باللغة الإنجليزية للمخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار.
وسوف تنضم "ليدي غاغا" إلى قائمة النجوم والنجمات حيث يعد فيلم "جوكر: فولي آ دو" للمخرج تود فيليبس ومن بطولتها من بين المتنافسين البارزين في المسابقة الرئيسية. ويعتبر العمل تكملة لفيلم "الجوكر" للمخرج الأمريكي الفائز بمهرجان البندقية عام 2019 ويشارك البطولة مع ليدي غاغا الممثل العالمي خواكين فينيكس.
وتضم القائمة أيضا دانييل كريج بطل فيلم "كوير" للمخرج الإيطالي لوكا غوادانيينو والمقتبس عن رواية وليام بوروز، التي تدور أحداثها في مدينة مكسيكو في أربعينات القرن العشرين.
وعند الحديث عن العنصر النسائي، يجب أن يتطرق الأمر إلى حضور أنجلينا جولي بطلة فيلم "ماريا" الذي يعد سيرة ذاتية عن مغنية الأوبرا الشهيرة ماريا كالاس ومن إخراج التشيلي بابلو لارين، الذي يعود إلى البندقية بعد فيلمه الدرامي عن الأميرة ديانا، "سبنسر"، في عام 2021.
وسوف يتميز المهرجان بحضور ثنائي فيلم الإثارة "بيبي غيرل" أو "Babygirl" للمخرجة الهولندية هالينا راين وهما نيكول كيدمان وأنتونيو بانديراس.
ستشهد ليلة الافتتاح تقديم لجنة التحكيم الدولية في المهرجان بقيادة رئيستها الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير، ومنح بطلة فيلم "إليين"، الممثلة الأمريكية سيغورني ويفر، جائزة الأسد الذهبي الفخرية عن مجمل مسيرتها.
كما سيشهد الافتتاح أول عرض من خارج المسابقة الرسمية للجزء الثاني من "هورايزن: أن أميريكن ساغا" لكيفن كوستنر.
ومن المقرر أن يتألق على السجادة الحمراء طاقم فيلم "بيتلجوس بيتلجوس" الذي يعد التكملة المنتظرة منذ فترة طويلة لفيلم تيم بيرتون الشهير الصادر عام 1988 والذي يفتتح المهرجان مع مايكل كيتون وكاثرين أوهارا ووينونا رايدر، الذين يعيدون تمثيل أدوارهم الأصلية.
مذاق الأوسكار
ويرى القائمون على صناعة السينما أن مهرجان البندقية قد انتزع الصدارة من مهرجان كان باعتباره الحدث الذي ستنطلق منه الأفلام التي سوف تفوز بجوائز الأوسكار. ويجيد ألبرتو باربيرا، المدير الفني للمهرجان منذ سنوات، مهمة اقتناص الأفلام التي سوف تجن جنون لجنة التحكيم مهرجان الأوسكار.
وضمت القائمة في النسخ السابقة للمهرجان أفلام مثل "الرجل الطائر" (Birdman) للمخرج المكسيكي "أليخاندرو غونزاليس إيناريتو" الذي حصل على جائزة "أفضل مخرج" من مهرجان أوسكار عام 2015 بعد عام من عرض الفيلم في مهرجان البندقية.
وحصد فيلم "شكل الماء" أو The Shape Of Water أكثر جوائز الأوسكار في نسخته الـتسعين عام 2018 بعد عام من عرضه في مهرجان البندقية.
وفي نسخته الـ 81، يتساءل كثيرون هل سيظل مهرجان البندقية بوابة الفوز بالأوسكار؟ وهل سيكون بمقدور أنجلينا جولي الفوز بالأوسكار بعد تجسيدها دور أسطورة الأوبرا ماريا كالاس في فيلم "ماريا"؟ وهل سيكون بإمكان خواكين فينيكس، الذي فاز بجائزة أوسكار أفضل ممثل لعام 2020 عن فيلم "جوكر"، إبهار الأكاديمية مرة أخرى عن طريق فيلم "جوكر: فولي آ دو"؟
الطابع السياسي
تعد السياسة من بين الأسباب وراء إيلاء النقاد أهمية لمهرجان البندقية في نسخته الحالية حيث سيكون الحدث منصة لمشاهدة أفلام وثائقية ذات طابع سياسي مثل العمل السينمائي "5 سبتمبر" للمخرج الألماني تيم فيلباوم الذي يعيد تمثيل الهجمات الإرهابية التي وقعت خلال أولمبياد ميونيخ عام 1972 وأودت بحياة 11 رياضيا إسرائيليا.
يروي الفيلم القصة من وجهة نظر صحافيين أمريكيين عاصروا الواقعة أثناء تغطية الحدث الرياضي.
ويسلط المخرج الألماني أندرياس فايل، الذي يعد من أشهر صانعي الأفلام الوثائقية الألمانية، في فيلم "ريفنشتال" الضوء على الألمانية ليني ريفنشتال مخرجة أفلام الدعاية النازية "انتصار الإرادة" عام 1934 وفيلم "أولمبيا" عام 1936.
وكانت ريفنشتال، التي توفيت عام 2003 عن عمر ناهز 101 عام، قد أنكرت أي معرفة بمعسكرات الاعتقال التي أقامها هتلر والهولوكوست، بيد أن المخرج فايل تمكن من الوصول إلى أرشيفها الشخصي حيث قدم في فيلمه الوثائقي أدلة تشير إلى أن ريفنشتال كانت داعمة للنازية.
وسيكون المهرجان فرصة للمخرج جو رايت لعرض مسلسله التلفزيوني "م. ابن القرن" ( M. Son of the Century) لأول مرة والمقتبس من رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب الإيطالي أنطونيو سكوراتي. وتسرد الرواية صعود الدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني إلى سدة الحكم. ويتوقع أن يثير العمل الكثير من الجدل في البندقية نظرا لأن الحكومة الإيطالية الحالية برئاسة جورجيا ميلوني تعد الأكثر يمينية منذ حقبة موسوليني الملقب بالدوتشي والتي تعني بالإيطالية "القائد".
إثارة حماس الجمهور
وفي تعليقه على مهرجان البندقية في نسخته الـ 81، قال الممثل الأمريكي درو ستاركي، الذي يلعب دور صديق دانيال كريج في فيلم "كوير"، إن المناقشات التي أثارتها حركة "مي تو" لن تمنع أحد أعرق المهرجانات من أن "يصبح الأكثر إثارة لهذا العام".
ويتوقع أن يجذب فيلم الإثارة "بيبي غيرل" للمخرجة الهولندية هالينا راين وبطولة نيكول كيدمان والممثل هاريس ديكنسون، اهتمام الجمهور الذي سوف يحضر فعاليات مهرجان البندقية.
وتقول هالينا رين إن الفيلم مستوحى من أفلام الإثارة الجنسية خلال حقبة التسعينيات مثل "غريزة أساسية" و "جاذبية قاتلة".
وتلعب نيكول كيدمان دور مديرة تضع حياتها المهنية وعائلتها على المحك لبدء علاقة غرامية محمومة مع مدرب صغير السن في الشركة التي ترأسها.
فضائح تنتظرها وسائل التواصل
يواكب مهرجان البندقية في نسخته الحالية بعض الفضائح التي يراها النقاد باعتبارها الفلفل الحار الذي يزيد من التلذذ بالأكل. وفي عصر منصات التواصل الاجتماعي، سوف تكون هذه الفضائح مادة خصبة لجيل "زد".
سوف ينتظر كثيرون أي لقطة قد تجمع أنجلينا جولي وبراد بيت على السجادة الحمراء بعد صراع دام لسنوات على الطلاق.
ويتوقع أن يحدث حضور مغني الراب الأمريكي ترافيس سكوت، الكثير من الجدل، خاصة بعد اعتقاله في أحد فنادق باريس خلال حضوره الألعاب الأولمبية. وقد جرى اعتقال سكوت في باريس بسبب مشاجرة حصلت بينه وبين حارسه الشخصي، وقد تدخل حارس أمن الفندق لفض الشجار بينهما.
وسوف يواجه خواكين فينيكس صعوبة في التهرب من أسئلة الصحافيين في مهرجان البندقية إزاء قراره المفاجئ الانسحاب من مشروع فيلم رومانسي عن المثلية للمخرج تود هاين قبل أيام من بدء التصوير في المكسيك. وقد دفع الانسحاب الشركة المنتجة إلى رفع دعوى ضد النجم الأمريكي بسبب تكبدها خسائر بالملايين بسبب قراره التراجع عن الدور.
وسوف تلاحق جورج كلوني عدسات الصحافيين والجمهور، خاصة بعد الجدل الذي اثاره المخرج كوينتن تارانتينو، الذي قال في مقابلة صحافية إن كلوني "ليس نجما سينمائيا"، ما دفع الأخير إلى الرد بقوله: "حسنا يا رجل، اذهب إلى الجحيم".
أعده للعربية: محمد فرحان