خليل رافاتي من مدمن مشرد إلى مليونير مُلهم

  • تاريخ النشر: الإثنين، 31 مايو 2021 | آخر تحديث: الخميس، 09 يونيو 2022

This browser does not support the video element.

مقالات ذات صلة
يوم المدمنين على العمل
فؤاد خليل
كارولين خليل

كم هي ملهمة تلك القصص التي حارب أصحابها موت أرواحهم وشغفهم وهم أحياء ثم عادت لهم مرة أُخرى حين استطاعوا التغلب على الإدمان واستعادة حياتهم التي سرقتها المخدرات خصوصاً إن استمرت هذه السرقة لسنوات، ولا شك أن قصة خليل رافاتي من أكثر هذه القصص إلهاماً، ذلك الشاب الذي قضى أجمل سنوات شبابه مشرداً أسيراً للهيروين الذي يتعاطاه ويُتاجر به أحياناً، ويُحاول أيضاً أن يستخدمه لإنهاء حياته البائسة مرات عديدة، لكن يشاء القدر أن تستمر حياته بل وتتغير 180 درجة فيُصبح خليل رافاتي الآن اسم لمليونير لم يتجاوز عقده الرابع بعد وأحد أكثر الشخصيات الملهمة للشباب حول العالم حيث كان سبباً في إنقاذ العديد منهم من الإدمان.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

قصة خليل رافاتي

ولد خليل رافاتي لأب فلسطيني مسلم وأم بولندية يهودية مر معهم بطفولة مضطربة للغاية، واستغل أول فرص أُتيحت له للهرب من ولاية أوهايو الأمريكية التي ولد فيها وأيضاً تعرض للاعتداءات الجنسية فيها لسنوات من طفولته ومراهقته، وذهب إلى مدينة لوس أنجلوس حالماً بحياة جديدة وبأن يُصبح نجم في هوليوود، لكنه بدلاً من ذلك برع في مجال صيانة السيارات وحقق نجاحاً كبيراً جعل عدد من نجوم السينما الأمريكية زبائن لديه كذلك العديد من مشاهير وأثرياء لوس أنجلوس، لكن هذه الفترة الهادئة لم تستمر كثيراً حيث كان الشاب الصغير في الوقت ذاته فريسة سهلة لمروجي مخدر الهيروين فأدمنه ثم أصبح يُتاجر فيه في الخفاء ويستخدم عمله في مجال صيانة السيارات كمجرد غطاء لبيعه للمواد المخدرة المختلفة.

تعرض للاعتقال

يقول خليل رافاتي إنه غير قادر على أن يحصي المرات العديدة التي اعتقلته الشرطة فيها بسبب حيازته أو تجارته في الهيروين والمخدرات بمختلف أنواعها، كما وصف حياته في ذلك الوقت بفوضى كبيرة، حيث فقد وزنه بصورة كبيرة حتى وصل لأقل من 50 كيلو جرام وأصيب جلده بالتقرحات وكان لا يستطيع النوم من الألم الشديد في كل جسمه الذي سببه له الإدمان، ويقول أيضاً إنه حاول أكثر من مرة التعافي من الإدمان لكنه كان يفشل في كل مرة ويعود في حالة أسوأ من التي قبلها.

9 محاولات انتحار

يذكر خليل رافاتي في كتابه نسيت أن أموت I Forgot to Die أنه كاد يموت بجرعة هيرون زائدة 9 مرات كانت أشبه بالانتحار حيث لم يكن يُبالي بما يحدث له ولا يُحاول مساعدة نفسه فلم يكن يكترث لحياته من الأساس، لكن في المرة التاسعة التي تعاطى فيها جرعة هيروين زائدة كادت تقضي عليه لولا أن أنعش المسعفون قلبه شعر أنه حان وقت التغيير والتوقف عن كل هذا.

خليل رافاتي نسيت أن أموت

يحكي لنا خليل رفاتي في كتابه نسيت أن أموت كيف تحولت حياته تماماً بعد أن نجى من الموت بجرعة زائدة عام 2003 وهو بعمر 33 عام نحيف جداً بوجه شاحب تملئه القرح والجروح، ليفيق بعد أن أنقذه المسعفون إنساناً آخر لديه رغبة حقيقية في التغيير وبالفعل يدخل إلى مركز للعلاج من الإدمان يقضي به أشهر حتى يتخلص جسده من المواد المخدرة التي كان غارقاً فيها لسنوات طوال، وحتى يتم إعادة تأهيله مرة أُخرى.

من مدمن إلى ملهم

لم ينتظر خليل رافاتي الخروج من مركز التأهيل حتى يبدأ في تغيير حياته بصورة فعلية فأثناء فترة تأهيله قام بابتكار عصيراً جديداً بعد أن التقى بصديق له أقنعه بأهمية الخضار والفاكهة وقدرتهم على تحسين صحة الإنسان فأخذ يبيعه في مركز التأهيل حيث قال إنه كان يرغب في التخفيف عن المرضى ومساعدتهم في تجاوز هذه الفترة الصعبة أثناء التعافي من الإدمان.

وفي عام 2011 يفتتح خليل رافاتي أول فرع لشركة العصائر الخاصة بها ويُحقق نجاح كبير في وقت قياسي حيث استطاع أن يجني أرباح سنوية من مبيعات عصائره تُقدر بـ 6 ملايين من 6 محال تجارية يعمل بها حوالي 200 موظف.

والآن يمتلك خليل رافاتي واحدة من أشهر شركات العصائر والأغذية الطبيعية في أمريكا وهي شركة صن لايف، كما قام بفتح مركزاً لإعادة تأهيل من يعانون من الإدمان، وبعدما كان مدمن مشرد في لوس أنجلوس أصبح من مشاهيرها ويعيش حياة تُشبه حياة نجوم هوليوود التي كان يحلم في شبابه أن يُصبح هو أحد نجومها.