خبير تقني: آبل قد تواجه مستقبل شبيه بما حدث لبلاك بيري
في مدونته الخاصة ناقش ماركو أرمنت، أحد الخبراء الاقتصاديين المتخصصين والمتابعين لأخبار آبل، وأحد المقربين من إدارة الشركة في الوقت ذاته، موضوعاً خطيراً لعشاق عملاق التقنية الأمريكي يتعلق بإمكانية أن تواجه آبل مصير شبيه بما حدث لشركة بلاكبيري منذ عدة سنوات. قال أرمنت في بداية تديونته: لو كانت جوجل محقة في رؤيتها للمستقبل، فهناك علامات جادة تدل على مشكلات ستواجه آبل وقد تحول مصيرها لمصير بلاك بيري.
وقال أرمنت أن شركة بلاك بيري كانت واحدة من أعظم شركات صناعة الهواتف، بل كانت المهيمن الرئيسي على سوق الهواتف الذكية قبل إعلان آبل إنتاج أول هاتف أيفون، ولم تكن نقطة التحول تلك تتعلق فقط بكون آيفون في مجمله هاتف أفضل مما قدمته بلاكبيري بل أيضاً لأنه غير الطريقة التي يتعامل بها المستخدمون مع هواتفهم في المطلق.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
فقد كانت هواتف بلاك بيري هي الأفضل فيما يتعلق بالمكالمات الهاتفية والمراسلات والبريد الإلكتروني، بينما قدمت آيفون هاتف متعدد المزايا، وبإطلاق متجر أبل أصبح هناك تطبيقاً متوفراً ومناسباً لكل شئ تقريباً، مما غير طبيعة الهواتف الذكية وهو ما لم تستطع بلاكبيري أن تجاريه من خلال هواتفها اللاحقة، "فلا مبادرات جديدة، تغييرات إدارية، أو قدرات استحواذية استطاعت أن تنقذ بلاكبيري عام 2007. فقد فات الأوان وأصبح السوق أكبر من أن تتدارك بلاك بيري إتساعه" على حد قول أرمنت.
واليوم يبدو أن آبل تواجه ذات الظروف وقد تواجه ذات المصير.
فاليوم تعمل شركات كبرى مثل جوجل وفيسبوك وأمازون على تطوير تقنيات متعلقة بالذكاء الاصطناعي، لإنتاج مساعدون رقميون متقدمو التقنية، واجهات استخدام تعمل بالأوامر الصوتية، والكثير من التقنيات الحديثة والمبتكرة التي ستحفل بها الأجهزة التي سنتعامل معها ونحملها في المستقبل القريب، وإن حدث هذا الأمر -وهو المتوقع- ستحيط المخاطر بشركة آبل.
ومع كل هذه التقنية الجديدة تبدو آبل بعيدة بمسافة زمنية كبيرة عن هذه الشركات،حتى في أبسط الأمور المتعلقة على سبيل المقال بقدرات إيكو من أمازون بفهم عناوين وأسماء الأغاني بصورة أفضل كثيراً من تلك التي يقوم بها مساعد سيري من آبل.
أما فيما يتعلق بجوجل تحديداً، فيبدو أنها تعدو بخطوات سريعة فارقة عن الجميع في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما يمكن التعامل معه ولمسه بسهولة مع تطبيقي جوجل ناو وجوجل فوتوز، فلقد أصبح بإمكان الأخير أن يحدد محتويات الصورة ليساعدك على البحث عن ما تريد دون الإشارة المسبقة إليه، كأن تبحث عن صور كلبك بكتابة كلمة "كلب" في محرك بحث فوتوز.
فلقد اقتنعت جوجل أن المستقبل أكثر من كونه عدد من التطبيقات العاملة على شاشة جهاز ما، ولكنه طريقة جديدة في رقمنة الحياة بصورة كاملة وتغيير كامل لطبيعة تعاملنا مع التقنيات. وتلك الرؤية التي قد تتحول لواقع قد تحول مصير آبل إلى ذات مصير بلاك بيري، كما يقول أرمنت صاحب هذه الأطروحة.
ويختم أرمنت تديونته بأنه إن كانت رؤية جوجل للمستقبل صحيحة، فلن يكون هناك أي حلول سريعة لآبل، ولن ينقذها شراء مبتكري سيري مرة أخرى أو تمديدعقد عاونها مع Yelp، بل قد تواجه مصير يجعلنا بعد سنوات نقول: كان آبل تنتج هواتف ليست بالسيئة.