خبير الصورة مهيب دهبية يحدثنا عن عمله مع النجوم والمشاهير
ينبع نجاح "مهيب دهبيّة" من موهبة استثنائية في التغيير ونظرة خاصة في الموضة ممزوجتان بلمسة ماهرة ورؤية فريدة. وأوصله سجلّه اللامع في كلا الشغفين إلى لعب دور أخصائي الصورة من خلال شركته MoDa’s Touch التي تقدّم الإستشارات في العلاقات العامّة. وتعترف الأسماء المرموقة في هذا المجال بهذا المٌخَطّط الإستراتيجي المتمتّع بطموح خام ودافع شره، نتيجة سجلّه الحافل بمجموعة من النجاحات الساحقة في العلاقات العامّة وتغطية شاملة للمجلات والصحف. التقينا بـ "مهيب" السوري الأصل المقيم في لندن والذي يُعتبر مرجع المشاهير والماركات الفخمة على حد سواء
الإدارة الفنيّة والتصوير...أو التسويق والعلاقات العامّة...أي مجال تستمتع به أكثر؟
أتطوّر في كلا المجالين بطريقة متساوية. في الحقيقة، أعتقد أنّهما متداخلان في عمليّة دائريّة واحدة هي عرض وإدراك الصورة. وتسخير جوهر شخصية أو منتج ما لغرض معين يشعرني بالاثارة. من خلال ادارتي للصورة ككلّ، أضمن النتيجة التي تصورّتها وخطّطتها. فمقاربتي لعملي تعني أنّني أتولّى القيادة من الفكرة إلى الإنطلاق.
ماهي نقاط قوّتك؟
أعتقد أنها تكمن في قدرتي على تحليل ماهية الماركة. عندما أحدّد الصفة الخاصّة التي تميّزها، أعيد تجسيدها في منصّة إعلاميّة بناءً على فهمي لمزاج الزمان والفئة الموجهة لها. وتُرسم خطّة إستراتيجيّة لترويج الرسالة بطريقة واضحة ولكن سلسة، عبر مكوّنات نابعة من مصدر واحد. وهكذا يرتقي بالاسم ويرفع من شأنه حتى يصبح مرغوباًً.
عندما نسمع إسمك نفكّر مباشرةً بالمشاهير والرفاهيّة. كيف إحتليّت هذا المركز الرفيع في مجال العلاقات العامّة؟
لطالما جذبتني الفتنة الساحرة. كما أن الشهرة والرفاهيّة بحد ذاتهما فكرة مغرية وتتمتعان بتلك الفتنة، ولديّ هوس بكل ماهو إستثنائي (يُضجرني العادي). لذا، أحبّ الأمور الغير مألوفة، خاصّةً عندما تُثيرني بصرياً وحسياً. ولكي يوصف الشيء بالترف يجب أن يبدو محصّن. والشهرة هي نوع من الرفاهيّة لأنّها تبدو نخبويّة، إنتقائيّة، وصعبة المنال. كما أدركتُ منذ زمن بعيد أنّ الشهرة مُربحة وتطوّرفضولي لفهم معناها وماذا تتضمّن. حالياً، تتطلّب رعاية العلاقات مع المشاهير الإحترام، البصيرة وهذا أمر بديهي بالنسبة إلينا، وهوعمل شاق نقوم به.
تتميّز جلسات تصويرك بقوّتها، إيحائها، نقائها وحتّى سموّها. هل يمكن أن نعتبرها دليل على شخصيّتك؟
ممكن. إنّ ما ترينه في جلسات تصويري، من لقطتي العامة للتناسق إلى التعابير الخاصّة بالشخص، هي إنعكاس مباشر لعالمي الجمالي الخاص. لذا، أعتقد أنّه يمكنك إعتبارها إشارات لصفات أتمّتع بها أو أطمح للحصول عليها. أحب الإعتقاد أن ثمّة تكامل في العرض الإجمالي. وأرغب فوق كل شيء بصور مُلفتة تأثرك على الصفحات المنشورة وتبقى مأخوذاً بها لفترة من الزمن.
تبدو نساؤك في غاية المثاليّة. هل هذا مفهومك للمرأة في الحقيقة؟
رغبتُ دوماً بتمجيد النساء، أحياناً من خلال تصويرهنّ ككائنات مؤلّهات. ربّما ينجم ذلك عن إحترام عميق. أحبّ أن تبدو عارضاتي محرّرات وقويّات. لكن الكمال أمر شخصي. يمكنني أن أقول بصدق أنّني أعرف ما أحب، أتبع إندفاعي، وأن ذلك أثبت نجاحه.
هل تفضّل العمل مع المشاهير بدل عارضات الأزياء غير المعروفات؟
نعم، لأنّ ذلك يشكّل تحد أكبر وأكثر إثارةً. تتميّز كل إمرأة مشهورة بسمات بسيطة خاصّة بها تُساهم في تكوين علامتها التجاريّة. وأشعر بالهيبة عندما أشهد على هذه الميزات أثناء التصوير في إطار خلقته بنفسي. مثلاً، تتميّز Joan Collins بإبتسامتها اللعوبة والخجولة في الوقت عينه؛ أمّا Yasmin Le Bon فتتمتّع بتلك الطلّة الأيقونيّة من خلال خلق إطار بيديها حول وجهها يُذكّرنا بالثمانينات. تنبع الإثارة من رؤية الحياة تنبعث في هذه النساء أمام أعينك.
حصلت على دعاية ضخمة جرّاء جلسة التصوير الحديثة مع Kim Kardashian ،التي وصفتها هي عبر تويتر بالأيقونيّة، مُعترفةً أنّها لم تستكشف من قبل مقاربة كهذه. بشكل مفاجىء، جعلتها ترتدي الوشاح. أخبرنا أكثر عن الموضوع.
شعرتُ برغبة في إضفاء بعض الغموض على Kim الفائقة الأنوثة، عابثاً في الوقت عينه مع الجدل حول المشاهير والبروز المفرط على وسائل الإعلام. وكان الوشاح، بصفته عنصر موضة حصراً، الوسيلة المثاليّة لإعادة Kim إلى العصر الذي كانت فيه الشهرة مُربكة وحصريّة. واستجلّى الموضوع من هذه النقطة وتبلورت جلسة التصوير بمفردها.
يمكننا إحصاء عدد من الأساطير من بين عارضاتك، إذ عملت مع مثيلات Carmen Dell'Oreficeو Catherine Bailey و Marie Helvin. هل تبحث بشكل واع عن هذا النوع من المشاهير: نساء من عمر معيّن؟
لا أبحث عن عدد السنوات إنّما عن المكانة. أُلاحق كل ما هو أيقوني. ولا يمكن الوصول إلى مثل هذه المرتبة بين ليلةٍ وضحاها. بعد أن وضّحت فكرتي، لطالما احترمتُ كثيراً جهد ومثابرة الشخصيّات التي حظيت بمسيرة مهنيّة طويلة. ومن المذهل أن تبقى بضعة عارضات متقدّمات في السنّ رائدات في قطاع يدفعه البحث بشراسة عن كل جديد وشاب. إنّهن يبعثن جاذبيّة معيّنة يبدووكأنّها تزيد كلّما تقدّمن في السنّ. إنّني ممتن وفخور لأنّني حظيت على فرصة للعمل مع هذه النساء الجميلات والمخضمرات واللواتي يتميّزن بوجوههن التي احترفت فن لفت الإنتباه. كانت هذه التجارب مُغنية ومثيرة للتواضع.
بدأ سوق المنتجات الفخمة يُدرك القوّة الشرائيّة للنساء اللواتي تقدّمن في السن فإزداد عدد الماركات التي تستهدف هذه الشريحة، والتي تستخدم عارضات ناضجات لحملاتها الدعائيّة. كيف ترى ذلك؟
وأخيراً! بغض النظر عن الأسباب التجاريّة التي تقف وراء تسويق جاذبيّة المرأة الناضجة، من السخافة أن يجبرن على التقاعد عندما يبلغن 60 عاماً. فكّري في الخبرة الواسعة التي تُهدر. من المحبط أن نظل نعتبر العمر عيب، وأن نتجاهل الموهبة بسهولة وأن نمحو الوجوه فقط لأن الزمن قد ترك أثره عليها قليلاً. أرفض كل تصوّر سطحي يربط الجمال بالشباب فقط. شخصياً، أجد الجاذبيّة والتألّق مع التقدّم في السن وأشجّع التباهي بالعمر بدل تخبئته.
شاعت أيضاً الكليبات القصيرة التي صوّرتها خلف الكواليس. هل ترى نفسك تنتقل إلى صناعة الأفلام؟
أرغب بذلك. أشعر بلذّة عارمة عندما أنتج الكليبات. يضيف تصوير الفيديو بُعد جديد لجلسات التصوير. من الجيّد إلتقاط لحظة وتخليدها في صورة، لكن من المثير رؤية الصورة تتحرّك. يجب أن أعترف أنّ الفيديو كان حتى الآن متنفّس ثانوي، إذ أركّز أكثر على كل صورة تلطقتها الكاميرا. لكنّني سأغوص أكثر في عالم الصورة المتحرّكة في المستقبل.
إستقلت مؤخّراً وبشكل مفاجئ من منصبك كمدير للعلاقات العامّة للمصمّم Stéphane Rolland. لم تكن الماركة معروفة عندما إستلمت منصبك ومن الصعب أن نتخيّلها اليوم من دونك. لماذا إستقلت؟
كان بودي أن أطور الماركة أكثر، لكنّني لم أرى مستقبل لي في الشركة بسبب إختلافات عميقة مع الإدارة. ولأنّني أعمل بجديّة، أفضّل المقاربات الطويلة الأمد. إنّ Stéphane مصمّم موهوب للغاية، وأعلم أن الماركة ستتطوّر بنفس السرعة التي كانت عليها اذا رافق ذلك ادارة متميزة تليق بها.
وما جديدك؟
لطالما كان عملي وزبائني متنوّعين لذا أبقى نشيطاً. وأنفّذ حالياً بضعة مشاريع بصريّة مُرضية ومنسجمة مع مهمّة MoDa’s Touch. كما أستغلّ الوقت للراحة قليلاً ولدراسة بضعة فرص جديدة نتجت عن هذا التغيير. وأستمتع بهدوء هذه الفترة التي أرسم فيها طريقي نحو المستقبل. وفي الوقت عينه، أستمتع بلندن من جديد، في حين كانت باريس محور أساسي في حياتي خلال السنوات الأخيرة. فإنّ لندن عاصمة ساحرة مليئة بالأحلام وأروع المواهب: إنّها مدينة سكنتُ بها، دون أن أعيش بها، خلال السنوات الأربعة الماضية.
أين ترى نفسك بعد 10 سنوات وما هو حلمك المطلق؟
سأظل أستمدّ الرضا من إضفاء القيمة على الماركات الفخمة عبر صور بصريّة فاتنة وتحالفات إستراتيجيّة؛ إنّها مكوّن أساسي من بحثي الشخصي الدائم عن الجمال المبهج. وذلك مثير للغاية
اشترك في نشرة ليالينا الإلكترونية لتصلك آخر المقابلات مع مشاهير العرب على البريد الإلكتروني.