حليب نباتي أم بقري.. أيهما الأفضل لصحتك وللكوكب؟

  • بواسطة: DWW تاريخ النشر: السبت، 19 أكتوبر 2024
مقالات ذات صلة
الاستحمام صباحاً أم مساء: أيهما أفضل لصحتك؟
أيهما الأفضل لصحتك: الماء البارد أم الدافئ؟
الشاي الأخضر أم القهوة: أيهما أفضل لصحتك؟

كشفت دراسة حديثة أجراها علماء مركز أبحاث التغذية
بجامعة مينيسوتاأن البدائل النباتية للحليب تقدم فوائد غذائية أقل مقارنة بحليب الأبقار. وأظهرت الدراسة، التي حللت 219 منتجًا من الحليب النباتي، أن هذه البدائل تحتوي على كميات أقل من الكالسيوم وفيتامين د، وهما عنصران أساسيان لصحة العظام والجسم.

وعلى الرغم من الإقبال المتزايد على الحليب النباتي، فإنه يواجه بعض التحديات، حيث يعاني 75% من سكان العالم من صعوبة هضم اللاكتوز الموجود في الحليب البقري، بالإضافة إلى المخاوف البيئية المرتبطة بمنتجات الألبان التقليدية.

وفي الولايات المتحدة، بلغت مبيعات البدائل الخالية من الألبان 2.9 مليار دولار العام الماضي، ما يمثل حوالي 15% من إجمالي مبيعات الحليب. كما أظهرت التقارير أن نحو نصف الأسر الأمريكية قامت بشراء الحليب النباتي في عام 2023.

الحليب النباتي مقابل منتجات الألبان: أيهما أكثر استدامة؟

من جهة أخرى، كشفت دراسة بعنوان "منتجات الألبان والحليب النباتي والآثار المترتبة على التغذية والبيئة" أن متوسط انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لكل لتر من حليب الصويا والشوفان واللوز والبازلاء وجوز الهند أقل بنسبة تتراوح بين 62% و78%، مقارنة بحليب الأبقار.

قال برنت كيم، الباحث في مركز جونز هوبكنز، إنه "من الصعب الإجابة بدقة عن أيهما أفضل". وأضاف "هل نعني الحليب الأقل تأثيرًا على تغيّر المناخ؟ أم الأكثر تغذية؟ أم الأرخص؟ أم الحليب الذي يتطلب أقل كمية من المياه العذبة لإنتاجه؟"

وأكد كيم أن الأطعمة النباتية عمومًا تتمتع ببصمة كربونية أقل بكثير، مشيرًا إلى أن معظم الانبعاثات تنتج قبل أن تترك المحاصيل المزرعة، على الرغم من أن التعبئة والنقل يلعبان دورًا في الانبعاثات.

فهم المقايضات البيئية في صناعة الأغذية

أشار كيم إلى أن "أحد الخيارات الأكثر استدامة هو الحليب المصنوع من بروتين البازلاء". وأضاف أن حليب البازلاء يتمتع ببصمة مائية صغيرة، مما يجعله خيارًا مناسبًا من ناحية استهلاك المياه.

وأوضح أنه "إذا كنا قلقين بشأن استخدام المياه العذبة، فإن حليب البازلاء يُعد من بين الخيارات الأكثر كفاءة." كما أشار إلى أن حليب الصويا يفي أيضًا بهذه المعايير، رغم أن بعض الدراسات أظهرت أن فول الصويا قد يكون له تأثير بيئي أعلى قليلاً مقارنة بالبازلاء.

ومع ذلك، يظل حليب البازلاء أقل توفرًا في الأسواق مقارنة بحليب اللوز، الذي يُعد الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة، حيث يمثل ثلاثة أرباع مبيعات الحليب النباتي.

إذن، ما هو الحليب الأفضل؟

من جانبها، أشارت بيكي رامسينغ، أخصائية التغذية والصحة العامة في مركز جونز هوبكنز، إلى أهمية منتجات الألبان، خاصة للأطفال في مرحلة النمو، قائلة إنه "في المناطق التي يعاني فيها الناس من نقص في تنوع الطعام، تعتبر منتجات الألبان مصدرًا هامًا للبروتين."

وأضافت أنه "لا ينبغي الخلط بين حليب اللوز وكونه مصدرًا عاليًا للبروتين، فبالرغم من أنه مصنوع من المكسرات، إلا أن كميات كبيرة من الماء تُضاف إليه أثناء التصنيع، مما يقلل من محتوى البروتين فيه."

وتعتبر منتجات الألبان مصدرًا جيدًا لثلاثة من العناصر الغذائية الأساسية، وهي الكالسيوم والبوتاسيوم وفيتامين د.

تحذير: لا تنسَ قراءة الملصق

أشارت رامسينغ إلى أهمية قراءة الملصقات بعناية عند شراء الحليب النباتي، موضحة: "لا يمكنك اختيار أي حليب نباتي على الرف وتفترض أنه يلبي احتياجاتك الغذائية. كل شخص لديه احتياجات مختلفة."

وأضافت أنها اكتشفت شخصيًا أن حليب الصويا المفضل لديها لم يكن مدعّمًا بالكالسيوم كما كانت تظن.

هل يمكنك الحصول على جميع العناصر الغذائية من الحليب؟

تقول آبي جونسون، المديرة المساعدة لمركز تنسيق التغذية بجامعة مينيسوتا، إن "من مميزات الحليب النباتي احتواؤه على الألياف، حيث قد يحتوي بعض أنواعه على أكثر من 10% من القيمة اليومية الموصى بها، بينما يفتقر حليب الأبقارتمامًا إلى الألياف".

كما أوضحت أن حليب الأبقار غني بفيتامين ب2 (الريبوفلافين)، وهو مهم لنمو الخلايا وإنتاج الطاقة. بالإضافة إلى الفوسفور الضروري لصحة العظام والأسنان.

ومع ذلك، أكدت جونسون أن الحليب النباتي يمكن أن يكون جزءًا من نظام غذائي صحي، بشرط أن يحصل الأفراد على العناصر الغذائية الضرورية من مصادر أخرى.

وقالت: "يمكن تناول نظام غذائي متنوع يحتوي على الكثير من الفواكه والخضروات، مما يقلل من القلق بشأن نقص فيتامين ب2 أو الفوسفور." وأضافت: "الحليب النباتي يمكن أن يكون بالتأكيد جزءًا من نظام غذائي صحي."

سارة شتيفن/ن.ف.د