حل العصبية... خطوات عملية لحياة أكثر هدوءًا
يعد الغضب رد فعل طبيعي يمكن أن يشعر به أي إنسان عندما مواجهة مواقف وظروف تسبب الغضب، ولكن في بعض الأوقات يعاني الأشخاص من فرط العصبية بحيث تكون ردود أفعالهم عند الغضب مبالغ فيها وغير طبيعية، وهنا يحتاج إلى حل العصبية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تعد مشكلة التحكم في العصبية الزائدة من المشكلات النفسية التي تجعل المصابين بها سريعي الانفعال أو الغضب على أتفه الأمور، ويمكن أن تسبب نوبات الغضب الزائدة إلى ارتكاب العنف أحيانًا دون قصد من الشخص، ولهذا السبب في هذا المقال سنعرفكم أكثر على أسباب العصبية الزائدة وما هي الطرق الفعالة لعلاج العصبية والصوت العالي.
ما هو سبب الغضب الشديد؟
قبل أن نقف على حلول للمشكلة يجب البحث عن أسبابها، فهناك الكثير من الأسباب التي تجعل الشخص غاضبًا وتؤثر على انفعالاته، كما أن هناك اضطرابات عقلية، مثل اضطراب الشخصية الحدية، الذي يعد الغضب أحد أعراضه.
وقد يغضب الأشخاص بسبب مواقف معينة في حياته اليومية، مثل أن يعلق في الازدحام المروري، أو عندما يتأذى بسبب المعاملة غير العادلة، أو بسبب الظروف البيئية مثل أن يشعر بالحر الشديد وغيرها من الأسباب المختلفة.
إلا أن هناك فرقاً بين الغضب الطبيعي والغضب غير الطبيعي، وإذا ترك الغضب غير الطبيعي بدون علاج، فإنه قد يؤدي إلى مزيد من المشكلات والاضطرابات النفسية فضلًا عن أنه سيؤدي إلى تفاقم العلاقات الاجتماعية مع الأهل أو الأصدقاء أو علاقات العمل أيضً.
وتنقسم أسباب الغضب السريع إلى أسباب داخلية، وأسباب وعوامل خارجية، ومن العوامل الداخلية التي تسبب الغضب التالي:
اضطراب الوسواس القهري
كما ذكرنا سابقًا قد يعاني الأشخاص الذين لا يتحكمون في عواطفهم وغضبهم من مشكلات عقلية ونفسية، ومن أحد هذه المشكلات هو الوسواس القهري، وهو اضطراب نفسي يجعل الأشخاص المصابين به يفعلون الشيء أكثر من مرة ويرغبون في أن تتم كل الأمور بنظام تام وهو ما يجعلهم يشعرون بالغضب الشديد عند عدم تمكنهم من ذلك.
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD
وهو اضطراب يكثر الحديث عنه مؤخرًا، وتم تناوله في العديد من المسلسلات والأفلام. يؤدي هذا الاضطراب إلى فرط النشاط ونقص الانتباه وهو ما يؤدي إلى صعوبة في التحكم في الغضب وخاصة عندما لم تسر الأمور الذي يريد القيام بها وفقًا لرغبته.
الاكتئاب
من العوامل الداخلية التي تسبب الغضب الشديد، وغير المبرر أحيانًا، هو مرض الاكتئاب، حيث يعاني الشخص من مشكلات عديدة في حياته مما يجعله حزينًا وغاضبًا وأكثر عصبية لما يحدث من حوله.
ووفقًا لعلم النفس فإن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب هم أكثر عرضة لنوبات الغضب الشديدة والانفجار، وقد يشعرون بالغضب أيضًا عندما يبدأون بالبكاء.
وبجانب العوامل الداخلية، فهناك عوامل خارجية تؤدي إلى الغضب الشديد، والتي قد تجعل الشخص غير متزن ويمكن أن يقوم بأعمال عنف بسبب غضبه، ومن هذه العوامل التالي:
الحزن الشديد
في الحقيقة البكاء ليست الطريقة الوحيدة للتعبير عن الحزن، ففي بعض الحالات تكون الاستجابة الطبيعية للجسم في المواقف الحزينة هو الغضب.
أيضًا قد يعبر الشخص عن حزنه من فقدان شخص عزيز عليه بالغضب، فبدلًا من التعبير عن الحزن بالبكاء يغضبون عندما تحدث الأمور معاكسة لرغباتهم، ويتهربون من البكاء حتى يشعرون أنهم أقوياء.
القلق والتوتر
إن البقاء في أجواء مشحونة بالتوتر والقلق حيث يكون الشخص ملقى على عاتقه القيام بالكثير من الأمور أحد أسباب الغضب الشديد، فإن الضغوطات قد تولد طاقة غضب شديدة وعادة ما تخرج في أوقات غير مناسبة ويكون الضغط هو سبب العصبية بدون سبب.
اقرأ أيضًا:
ابتكار ساعة ذكية تقيس مستوى القلق والتوتر لدى الإنسان
كيف تُقلل من القلق بشكل سريع..إليك هذه النصائح
كيف يؤثر الاكتئاب على حياة الإنسان
ما هي أعراض الغضب الشديد؟
هناك أعراض جسدية واضحة للغضب الشديد والتي تبدو على الوجه مثل توتر عضلات الوجه وزيادة ضربات القلب وزيادة حرارة الجسم واحمرار الوجه، ولهذا السبب قد يكون من الصعب على الآخرين إخفاء غضبهم ولكنهم يمكنهم إخفاء حزنهم.
هناك أيضًا بعض الأعراض العاطفية التي تترجم أنها مشاعر غضب، ومنها الشعور بالإحباط سريعًا أو التوتر والقلق بشكل دائم، قد يكون أيضًا الإجهاد المفرط والشعور بالإرهاق أحد أسباب الغضب، وقد يشعر الإنسان الغاضب بالاكتئاب والذنب دائمًا.
يجب الإضافة على هذه الأمور أن الأشخاص الذين يعانون من نوبات غضب سريعة سريعًا ما يشعرون بالإهانة بسهولة، ولهذا قد يشعرون بالغضب سريعًا عند الفهم الخاطئ لكلمات الأشخاص الآخرين تجاههم.
لماذا يجب التخلص من العصبية وسرعة الانفعال والغضب؟
يعد الغضب من المشاعر التي يكون سببها الانزعاج أو الإحباط أو خيبة الأمل أو الشعور بالظلم، ومهام كان سبب الغضب فإن التحكم في مشاعر الغضب أمر هام للغاية، وخاصة إذا كان الشخص يعاني من نوبات غضب شديدة قد تؤدي أحيانًا إلى شكل من أشكال العنف الجسدي والعدوان المفرط.
ولا يكون الغضب الشديد مؤذيًا للآخرين فحسب، بل يمكن أيضًا أن يؤذي الشخص نفسه أثناء الغضب ويعرض نفسه للخطر.
أيضًا مشاعر الندم التي تصاحب الفرد بعد انتهاء نوبة الغضب تجعل الإنسان يكره نفسه، وبالتالي يؤثر بالسلب على صحته العقلية وتزيد احتمالات إصابته بأمراض القلب وضغط الدم والاكتئاب أيضًا.
أيضًا الشخص كثير الغضب يكون أكثر عدوانية وأكثر سلبية كما أنه يميل إلى الانتقام من الأشياء التي يكرهها، وهو ما يؤثر على علاقته مع الآخرين، حيث سيبتعد الآخرون عنه من أجل تجنب نوبات غضبه المتهورة وغير المفهومة.
ما علاج العصبية الشديدة؟
بعد أن ذكرنا ما سبب العصبية الزائدة؟ وأهمية علاج العصبية سنقدم لك بعض النصائح التي يمكنك اتباعها عند الشعور بالغضب لكي تقلل من الآثار السلبية لنوبات الغضب عليك وعلى الآخرين.
تحتاج التقنيات والنصائح التالية إلى ضبط نفس شديد وإلى تدريب مكثف عليها حتى تتمكن من أن تحولها إلى عادة في حياتك وتكون قادرًا على التحكم في غضبك، لأن العادات لا تختفي بسهولة وتحتاج إلى جهد كبير مبذول من الشخص حتى تصبح حقيقة معاشة.
واجه مشكلتك بكل صراحة
الخطوة الأولى من أجل السيطرة على الغضب في علم النفس ولحل أي مشكلة مرتبطة بالعادات والسلوكيات هي مواجهتها بكل صراحة، عليك أن تذكر نفسك جيدًا بمشكلتك وتقبل المشكلة التي عندك لكي تتمكن من السيطرة عليها لاحقًا.
لا تتحدث عند الشعور بالغضب
عندما يشعر الإنسان بالغضب عادة ما ينطق بكلمات قاسية يمكنها أن تؤذي الآخرين ولن يكون قادرًا على التحكم في نفسه بمجرد بداية الحديث.
وفي هذه الحالة علّم نفسك أن تصمت وتهدئ نفسك قبل أن تتحدث بأي كلمة، عندما تعطي لعقلك الراحة الوقت الكافي للتفكير قبل الحديث ستعطي لنفسك مهلة أيضًا لتقييم الأمر الذي أغضبك ووضعه في نصابه الصحيح، وهو ما يبدد مشاعر الندم فيما بعد إذا نطقت بكلمات قاسية وغير مناسبة للموقف.
حاول الحديث بشكل لطيف
عندما تصمت وتفكر في الكلام الذي يجب عليك قوله يصبح عقلك أكثر وضوحًا، وحينها يمكنك التعبير عن غضبك بكلمات ثابتة وواضحة وبطريقة متزنة لا تسبب إهانة لك ولا للآخرين كذلك.
ابتعد عن الآخرين
هذه الطريقة تتبعها الأمهات كثيرًا مع أطفالهن، فعندما يمر الطفل بنوبات غضب غير مبررة تأمر الأم طفلها بالدخول إلى غرفته للتفكير في سبب غضبه الشديد ثم العودة من جديد بعد أن يهدأ للحديث عن الأمر الذي يغضبه.
يمكنك تطبيق هذا على نفسك، عندما تشعر بالغضب ابتعد عن المكان الذي فيه الأجواء الغاضبة والموترة وامنح لنفسك فرصة للتفكير بعيدًا عن الآخرين لترتب أفكارك وتتعرف على سبب الشيء الذي يغضبك وترتب الكلمات التي ترغب في قولها وفقًا لذلك.
مارس خلال ذلك تمارين التنفس العميق تحدث عن نفسك ومشاعرك تحرك ذهابًا وإيابًا لإخراج طاقة الغضب من داخلك، وعندما ترتب أفكارك وحديثك أخرج مجددًا للحديث بهدوء.
مارس الرياضة
وهذه وسيلة ممتازة لإخراج طاقة الغضب التي بداخلك. في بعض الأحيان لا يشعر الأشخاص بالغضب لأسباب واضحة، فقد تكون ضغوطات العمل والحياة سببًا في الغضب، ويمكن إخراج طاقة الغضب والطاقة السلبية تلك من خلال ممارسة الرياضة.
اقرأ أيضًا:
ما الذي تضيفه الرياضة إلى حياتك وصحتك؟
ممارسة الرياضة قد تجعلك أكثر سعادة
كيف أتخلص من العصبية الزائدة مع أطفالي؟
تتعرض الأمهات إلى كم كبير من الضغوطات اليومية بسبب مسؤوليات الأطفال والبيت ورعاية الزوج وغيرها، وخاصة أن تربية الأطفال ليست سهلة وتتطلب جهدًا وطاقة كبيرة.
وقد يتحول هذا الضغط إلى طاقة غضب مع الأسف تتجه الأمهات إلى إخراجه في أطفالهن، وهو ما يؤثر بالسلب على نفسية الأطفال، كما أن مشاعر الندم لدى الأم ستزداد يومًا بعد يوم.
بالإضافة إلى ذلك فإن المشاعر السلبية التي تنتشر في البيت بسبب الغضب تقلل من مناعة الأطفال وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات والأمراض.
لذا من المهم جدًا على الأمهات حل مشكلات الغضب، وإليك خطوات علاج العصبية الزائدة عند النساء:
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: تعاني الأمهات من قلة النوم وهو ما يؤدي إلى الإرهاق والغضب، يساعد النوم على الاسترخاء وبالتالي اتخاذ قرارات أكثر عقلانية واتزانًا وقدرة على التحكم في المشاعر.
- البقاء نشيطة: من خلال ممارسة التمارين الخفيفة التي تخرج مشاعر الغضب، أو ممارسة الهوايات المختلفة. يمكنك القيام بأنشطة خارج المنزل للابتعاد عن أجواء البيت الموترة.
- تفريغ الغضب: من خلال التحدث عن الأمور التي تغضبك مع أصدقائم المقربون للحصول على مشاعر الدعم منهم.
- الحد من وسائل التواصل الاجتماعي: كثرة استخدام منصات التواصل الاجتماعي تؤثر بالسلب على نفسية الأشخاص.
- قومي بأنشطة مع أطفالك: مثل تنظيف البيت معًا أو العبادة أو اللعب والدردشة معهم، كل هذه الأمور ستقربك من أطفالك وقد تهدئ من أعصابك أيضًا.
- قومي بتمارين التنفس، وهي مهمة لتهدئة النفس والاسترخاء.
يجب أن نعرف أن كل من يسأل كيف اغير من طبعي العصبي؟ فإن هذا الأمر يحتاج إلى مثابرة وعزيمة وإرادة كبيرة من الأشخاص الغاضبين. قد يكون من المفيد استشارة أخصائي نفسي إذا شعرت أن مشكلة الغضب لديك متفاقمة ولست قادرًا على اتخاذ خطوات جادة لحلها وحدك، وسيفيدك كثيرًا أن يكون لديك صديق قادر على تفهم مشكلتك ودعمك خلال رحلتك للتخلص من العصبية والغضب.