هواري بومدين، واسمه الحقيقي محمد إبراهيم بوخروبة، من مواليد أغسطس 1932
ورغم ظروف الأب السيئة، إلا أن قرر إكمال تعليم ابنه الصغير،
وبعدها بعامين التحق بمدرسة ألمابير في مدينة قالمة.
قضى بومدين 8 سنوات بعيدًا عن قريته في بني عدي،
بالإضافة إلى ملازمته لحضور الكتّاب طوال هذه السنوات،
ثم عاد بعدها إلى قريته، ليُدَرّس لأبنائها القرآن الكريم واللغة العربية
في عام 1949، ترك بومدين أهله وقريته مجددًا،
وعندما علم أن عمه قد عاد من أداء فريضة الحج مشيًا على الأقدام،
كان بومدين يخطط للهرب من الجزائر،
ولأن بومدين لم يكن يرغب في الانضمام للجيش الفرنسي،
فاستغل المعلومات التي جمعها من عمه،
ومن تونس، توجه بومدين إلى مصر عن طريق ليبيا،
كما كان مشغولًا بالنضال السياسي، بعد انضمامه إلى حزب الشعب الجزائري.
انضم بومدين إلى مكتب المغرب الكبير في عام 1950،
مع اندلاع الثورة الجزائرية في الفاتح من نوفمبر 1964،
حيث تطورت حياته العسكرية خلال السنوات القليلة التالية،
وأصبح منذ هذا العام يُعرف باسم هواري بومدين،
تدرج بومدين في المناصب العسكرية بداخل جيش التحرير الوطني،
وفي عام 1963 أصبح نائبًا لرئيس المجلس الثوري،
قبل حصوله على منصب رئيس الأركان، شارك بومدين في تشكيل جماعة وجدة،
ومع تزايد نفوذ بومدين، بدأ في ترقية زملاؤه في المجموعة،
وبينما يحاول بن بلة الحد من نفوذ بومدين وجماعة وحدة،
وفي 19 يونيو 1965، تم اعتقال بن بلة في منزله،
تولى بومدين حكم الجزائر بدء من 19 يونيو 1965،
قبل أن يتم انتخابه عام 1975 لمنصب رئيس الجمهورية الجزائرية.
اعتمد بومدين في سياسته الداخلية على مواجهة 3 تحديات،
فعلى مستوى الزراعة، تم وضع ميثاقًا متعلقًا بالثورة الزراعية،
كما انتهج استراتيجية تهدف للحفاظ على الأراضي الزراعية المتوفرة،
وعلى المستوى الصناعي، قام بومدين بإنشاء المئات من المصانع الثقيلة،
كما أولى بومدين اهتمامًا كبيرًا بقطاع الطاقة،
وبالتوازي مع سياسة التنمية التي انتهجها بومدين،
أما عن السياسة الخارجية للجزائر في عهد بومدين،
بينما كانت العلاقة بين الجزائر وفرنسا متوترة،
وكان بومدين من أقوى الداعمين للقضية الفلسطينية،
كما فتح أبواب كلية شرشال العسكرية أمام الضباط الفلسطينيين،
كما كان لبومدين والجزائر دورًا محوريًا في حرب أكتوبر 1973،
حيث أخبر بومدين الرئيس المصري وقتها، محمد أنور السادات،
فما كان من بومدين إلا السفر إلى الاتحاد السوفييتي،
و كان بومدين من أشد المؤمنين بحق الشعوب في تقرير مصيرها
لينتج عن ذلك اعتراف عدة دول بالجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية.
وبسبب مواقفه الثابتة تجاه القضايا العربية والإنسانية،
والتي منحته إياها كنوع من التقدير،
في أواخر أيام حياته، تعرض بومدين للإصابة بمرض نادر،
حتى رحل بومدين عن دنيانا في 27 ديسمبر 1978.