حكم الأضحية: كل ما تريد معرفته عن الأضاحي في 10 أسئلة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 13 يوليو 2021 | آخر تحديث: الأحد، 16 يونيو 2024
مقالات ذات صلة
منصة إحسان: كل ما تريد معرفته عن برنامج الأضاحي وكيفية الحجز والتسجيل
كل ما تريد معرفته عن office 365
كل ما تريد معرفته عن تمارين الكارديو

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك تُكثر التساؤلات حول حكم الأضحية وشروطها، والعديد من الأحاكم الشرعية المتعلقة بها سواء من أراد الذبح أو من ليس لديه قدرة على ذبح الأضاحي، لذلك نحاول في هذا التقرير الإجابة عن بعض التساؤلات المتعلقة بحكم الأضحية. 

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ما هي الأضحية؟

الأضحية هي ما يُذبح من بهيمة الأنعام "الإبل، البقر، الغنم"، تقربًا إلى الله تعالى من يوم العيد إلى آخر أيام التشريق بشرائط مخصوصة، وليس منها ما يُذَكَّى لغير التقرب إلى الله تعالى، أو جزاء التمتع أو القران في النسك، أو جزاء ترك واجب أو فعل محظور في النسك، أو كان بنية الهدي.

ما حكم الأضحية؟

ويتساءل البعض عن حكم الأضحية، وهل هي فرض واجب على المسلم أم أنها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما أجابت عليه دار الإفتاء المصرية، بأن جمهور الفقهاء أجمعوا أن الأضحية سنة مؤكدة، مستشهدين بقول النبي صلى الله عليه وسلم :"إذا دخلت العشر ، وأراد أحدكم أن يُضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئًا"، ووجه الدلالة أن الني صلى الله عليه وسلم قال "وأراد أحدكم" فجعله مفوضا إلى إرادته، أي أنه إذا كانت الأضحية واجبة لاقتصر على قوله "فلا يمس من شعره وبشره شيئًا".

واستشهد جمهور الفقاء على أدلة سنة الأضحية، أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا لا يضحيان السنة والسنتين مخافة أن يُرى في ذلك واجبا.

أما إن كانت الأضحية منذورة، فقد اتَّفَقَ الفقهاء على أن من نذر أن يضحيَ فإنه يجب عليه الوفاء بنذره، سواءٌ أكان النَّذر لأضحيةٍ معيَّنة، أم غير معيَّنة.

لماذا شُرعت الأضحية؟

وحِكَمِ تشريعها كثيرة، منها:

  •  شُرعت الأضحية شكرًا لله على نعمهِ، وتقرّبًا إليه تعالى، واستجابةً لأمره.
  •  توسعة على النّفس والأهل والمساكين، وصلةٌ للرحم، وإكرامٌ للضَّيف، وتودُّدٌ للجار، وصدقةٌ للفقيرز
  • وفيها تحدُّثٌ بنعمة الله تعالى على العبد.
  • إحياءٌ لسنَّة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصّلاة والسّلام حين أمره الله عز وجل بذبح الفداء عن ولده إسماعيل عليه الصّلاة والسّلام في يوم النّحر.

ما هي شروط الأضحية؟

هناك شروط عدة تشتمل عليها الأضحية وكل الذبائح، وشرائط تختص بها أضحية عيد الأضحى، وهي 3 أنواع أحدهما يرجع إلى الأضحية، والثانية ترجع إلى المضحي، والثالثة تختص بوقت التضحي.

شروط الأضحية في ذاتها:

- أن تكون من بهيمة الأنعام، وهي الإبل بأنواعها، والبقرة الأهلية -ومنها الجواميس-، والغنم؛ ضأنًا كانت أو معزًا.

-  من ضحى بحيوان مأكول غير الأنعام، سواء أكان من الدواب أم الطيور؛ لم تصح التضحية به؛ لقوله تعالى في سورة الحج: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾.

-  أن تبلغ سن الأضحية، بأن تكون ثنية أو فوق الثنية من الإبل والبقر والمعز، وجذعة أو فوق الجذعة من الضأن؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ".

والجذع من الضأن يُقصد به ما أتم ستة أشهر، ومن الماعز الثني: وهي ما أتم سنة قمرية ودخل في الثانية دخولًا بينًا كأن يمر عليها شهر بعد بلوغ السنة، ومن البقر الثني: وهي ما بلغ سنتين قمريتين، والجاموس نوع من البقر، ومن الإبل -الجمال- الثَّنِي: وهو ما كان ابن خمس سنين.

- إذا تخلف شرط السن في الذبيحة؛ فيجوز ذبح الصغيرة التي لم تبلغ السن إن كانت سمينة بحيث لو خلطت بالثنايا لاشتبهت على الناظرين من بعيد؛ حيث إن وفرة اللحم في الذبيحة هي المقصد الشرعي من تحديد هذه السن.

-  سلامة الأضحية من العيوب الفاحشة، وهي العيوب التي من شأنها أن تنقص الشحم أو اللحم إلا ما استثني، ومن ذلك:

- العمياء.

- العوراء البيّن عورها: وهي التي ذهب بصر إحدى عينيها.

- مقطوعة اللسان بالكلية، ما ذهب من لسانها مقدار كثير.

- الجدعاء: وهي مقطوعة الأنف.

-مقطوعة الأذنين أو إحداهما.

-السكاء وهي: فاقدة الأذنين أو إحداهما خلقة.

- العرجاء البيّن عرجها: وهي التي لا تقدر أن تمشي برجلها إلى المنسك -أي المذبح.

- الجذماء: وهي مقطوعة اليد أو الرجل، وكذا فاقدة إحداهما خلقة.

- الجذاء: وهي التي قطعت رءوس ضروعها أو يبست.

- مقطوعة الألية، وما ذهب من أليتها مقدار كثير.

- البتراء: وهي مقطوعة الذنب، وكذا فاقدته خلقة.

- المريضة البيّن مرضها: وهي التي يظهر مرضها لمن يراها.

- العجفاء التي لا تنقي: وهي المهزولة التي ذهب نقيها، وهو المخ الذي في داخل العظام.

وما عدا ذلك من العيوب فلا يؤثر في صحة الأضحية، والأصل الذي دل على اشتراط السلامة من هذه العيوب كلها: ما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الْأَضَاحِيِّ -فَقَالَ-: الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تَنْقَى»، وما رواه علي رضي الله قال: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ"، أي: تأملوا سلامتهما من الآفات

ما حكم الاشتراك في الأضحية؟

ويتساءل البعض عن حكم الاشتراك في الأضحية، وهو ما أجاب عليه مركز الفتاوى الإلكترونية التابع للأزهر المصري، بقول جواز الاشتراك في الأُضْحِية إذا كانت من الإبل أو البقر ويلحق به الجاموس فقط.

وأوضح الأزهر المصري أنه تجزئُ البقرة أو الجملُ عن سبعة أشخاص؛ لما روي عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: «نَحَرْنَا بِالْحُدَيْبِيَةِ، مَعَ النَّبِيِّ ﷺ الْبَدَنَةَ، عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ، عَنْ سَبْعَةٍ».

وبالنسبة للشَّاة من الضَّأن أو المعز فلا اشتراك فيها، وتُجزئ عن الشَّخص الواحد وعن أهل بيته مهما كثروا من باب التَّشريك في الثَّواب؛ لما رُوي عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قالَ: سَأَلْتُ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ: كَيْفَ كَانَتِ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله ﷺ ؟ فَقَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ حَتَّى تَبَاهَى النَّاسُ، فَصَارَتْ كَمَا تَرَى

ما حكم الأضحية للمديون؟

ومن الأسئلة المتعلقة بالأضحية، حكم الأضحية للمديون، وهو ما أجابت عنه دار الإفتاء المصرية بأنه يجوز للمدين أن يضحى في حالتين، الأولى: إذا لم يأت موعد سداد الدين، والثانية: إذا طلب ممن آدانه أن يؤجل السداد إلى أن يضحى ثم يعطي له دينه فيما بعد، ولكن إذا كان ثمن الأضحية يعود بالسلب على سداد الدين فالأولى سداد الدين، لأن الأضحية سنة فالواجب مقدم عليها.

ما حكم الأضحية عن الميت؟

أحد الأسئلة التي كثر البحث عنها هو ما حكم الأضحية عن الميت، وهو اختلفت حوله مذاهب العلماء، إذن أن الحنفية والمالكية والحنابلة ذهبوا إلى جواز التضحية عن الميت، إلا أن المالكية أجازوا ذلك مع الكراهة .

وإنما أجازوه لأن الموت لا يمنع التقرب عن الميت كما في الصدقة والحج، وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أحدهما عن نفسه، والآخر عمن لم يضح من أمته".

كذلك استشهد العلماء في صحة الأضحية عن الميت، قوله صلى الله عليه وسلم:” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” وذبح الأضحية عنه من الصدقة الجارية؛ لما يترتب عليها من نفع المضحي والميت وغيرهما.

فيما ذهب الشافعية إلى أن الذبح عن الميت لا يجوز بغير وصية أو وقف، أما قول الجمهور يجوز الأضحية عن الميت.

ما حكم الأضحية لغير المقتدر؟

وهناك الكثيرون ممن لا يستطيعون الأضحية يتساءلون عن حكم الأضحية لغير المقتدر، وهو ما أجمع جمهور الفقاء أن الأضحية سنة للقادر عليها، ومن يستطيعها شرائها فاضلًا عن حوائجه الأصلية وحاجة من يعول من المأكل والمشرب والملبس، لقوله تعالى "لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها".

وقد أجاز العلماء إمكانية الاستدانة لأجل شراء الأضحية إن كانت هناك مقدرة على السداد، ولكن لا يجب على المسلم الاستدانة لشراء الأضحية لأن الشرع لم يلزم بذلك.

ما حكم ترك الأضحية مع القدرة؟

وينشغل بعض المقتدرين الذين لديهم المقدرة على الأضحية ومع ذلك لم يضحوا بمعرفة حكم ترك الأضحية لمن يستطيع الأضحية وهل هناك إثم عليه، وهو ما اختلف حوله العلماء بين الوجوب والندب.

وذهب جمهور الفقهاء ومنهم الشافعية والحنابلة، وهو أرجح القولين عند مالك، إلى أن الأضحية سنة مؤكدة، وهذا قول أبي بكر وعمر وبلال وأبي مسعودي وسعيد بن المشيب وعلقمة والأسود وإسحاق وابن المنذر، فيما ذهب أبو حنيفة إلى أن الأضحية واجبة على الموسر أو من يقتدر على شرائها.

هل يجوز الجمع في النية بين الأضحية والعقيقة؟

وقد يتزامن عيد الأضحى المبارك مع ميلاد مولود جديد، وهو ما جعل البعض يتساءل عن حكم جمع النية في ذبح الأضحية والعقيقة، وهو ما أجابت عليه دار الإفتاء المصرية بأنه يجوز ذبح خروف واحد بنية الأضحية وبينة العقيقة عن المولد بشرط ألا تكون الأضحية منذورة، وألا تكون العقيقة منذورة.

ما حكم قص الأظافر قبل الأضحية؟

ويُستحب لمن عزم على الأضحية أن يُمسك عن أخذ شيء من شعر بدنه، وقصِّ أظافر يديه وقدميه من ليلة اليوم الأول من شهر ذي الحجة وحتى ذبح أضحيته.

ووردنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم "مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ».اجتهد بعض الفقهاء في الحكمة من هذه السنة المستحبة، فقيل: إنها تكمن في الحرص على بقاء جميع أجزاء بدن الإنسان لتعتق من النار".