حكايات شديدة الغموض في حياة طارق بن زياد فاتح الأندلس
هو أسد الصحراء وفاتح الأندلس.. القائد العظيم الذي مات مُعدماً لا يملك شيئاً من حطام الدنيا، وقيل أنه كان يتسول أمام المسجد في نهاية أيامه.. وارتبطت حكايته وحياته بالكثير من الغموض.. فمن هو طارق بن زياد؟
اختلاف الروايات حول أصوله
وُلد طارق بن زياد سنة 675م / 55هـ في ولاية وهران غرب الجزائر، وتوفي سنة 720م / 101هـ، حيث عاش حوالي 45 سنة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
واختلفت الروايات حول أصول طارق بن زياد، فبعض الروايات تنسبه إلى البربر الأفارقة، وروايات أخرى تنسبه إلى الفرس من همدان، وأخرى تعيد أصوله إلى العرب من حضرموت.
قاد الجيش الإسلامي المتجه إلى الأندلس
كان طارق بن زياد مولى لموسى بن نصير، وكان موسى يثق به ثقة كبيرة، حيث قربه منه، ثم جعله والياً على مدينة طنجة المغربية، لتأتي بعدها أهم مرحلة في حياته عندما ولاه قيادة الجيش الإسلامي المتجه نحو الأندلس.
وقد فسر المؤرخون ذلك بأن غالبية أفراد هذا الجيش كانوا من البربر، وبالتالي كان طارق بن زياد أقدر على قيادتهم والتأثير عليهم.
مسجد طارق بن زياد
ومن الآثار التي بقت حتى الآن مسجد طارق بن زياد الموجود في منطقة الشرافات بالقرب من مدينة شفشاون المغربية، وهو يعد أول مسجد بن في بلاد المغرب الأقصى، كما أنه نقطة انطلاق جيش المسلمين نحو فتح الأندلس، حيث كانت هذه المنطقة معسكراً لطارق بن زياد وجيشه.
إحراق السفن
وتذكر بعض الروايات التاريخية أن طارق بن زياد أحرق السفن بعد عبور جيشه نحو الأندلس، وذلك لدفع جنوده إلى الاستماتة في القتال وعدم التراجع لاستحالة العودة.
وخطب وقتها في الجيش قائلاً: "أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر".
خلافه مع موسى بن نصير
تعتبر علاقة موسى بن نصير بطارق بن زياد من العلاقات الغريبة، فبعد أن كان ابن نصير يهتم بطارق بن زياد ويوليه المسؤوليات ويساعده على الترقي، بدا وكأنه حقد عليه عندما استطاع أن يغزو بلاد الأندلس بجيش صغير.
ووصل الأمر لأن سجن طارق بن زياد وكاد يقتله، لولا شفاعة مغيث الرومي مولى الوليد بن عبدالملك.
الدخول في مرحلة النسيان
توجه موسى بن نصير وطارق بن زياد نحو عاصمة الخلافة الإسلامية بالشام، وصادفت عودتهما وفاة الخليفة الوليد الذي خلفه أخوه سليمان، الذي أراد أن ينسب فتح الأندلس لنفسه.
سارع الخليفة الجديد إلى عزل موسى بن نصير وقتل ابنه عبدالعزيز الذي شارك في فتح الأندلس، بينما دخل طارق بن زياد مرحلة نسيان كبير، ولم يعد يظهر له أثر، وتضاربت الأخبار بين قتله ونفيه، وبين القول إنه تحول إلى رجل فقير وتائه في دروب الشام.
دولة جبل طارق
تقع دولة جبل طارق، في أقصى الجنوب الإسباني، لكنها تابعة للسيادة البريطانية، وهي من أولى المناطق التي فتحها طارق بن زياد، وبقيت تحمل اسمه حتى اليوم، ويقطنُ فيها ما يُقارب 30 ألف نسمة، كما أن صورته تظهر على عملتها الرسمية.
وعلى الرغم من كل النسيان الذي طاله، ونهايته الغامضة المأساوية، فقد استطاع طارق بن زياد أن يحفر اسمه في التاريخ.