حقائق وأسرار لا تعرفها عن قصة حب ليلى الأخيلية وتوبة
هل الحب ما يدفع الشعراء لقول الشعر أم أن الشعر هو من ينسج هالة أسطورية حول مشاعرهم؟ يراودنا هذا السؤال حينما نستمع إلى قصائد المحبين في التراث الشعري العربي. ومن بين هؤلاء المحبين ليلى الأخيلية، التي خلفت أجمل المرثيات الغزلية، التي تروي حكاية حبها لـ توبة بن الحمير.
من هي ليلى الأخيلية؟
ليلى بنت عبدالله بن الرحال بن شداد بن كعب الأخيلية من بني عقيل من عامر بن صعصعة من هوازن، تعرف بـ ليلى الأخيلية، نسبة لجدها الذي عٌرف باسم أخيل، فهم من قبيلة بني عامر. وهي شاعرة عربية عرفت بجمالها وقوة شخصيتها وفصاحتها، عاصرت صدر الإسلام والعصر الأموي، عرفت بعشقها المتبادل مع توبة بن الحمير.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصة حب ليلى الأخيلية وتوبة بن الحمير:
ذاعت قصة حب ليلى الأخيلية وتوبة بن الحمير، هذا ما جعل والدها يرفض قصة حبهما، الأمر الذي أدى إلى رفضه لزواجهما. ومن ثم سارع في زواجها من شخص آخر، حيث زوّجها والدها من أبي الأذلع.
وترجع قصة حب ليلى الأخيلية وتوبة بن الحمير، عندما مر بقبيلتها توبة بن الحمير حيث رأها وافتتن بها، كما بادلته المشاعر ذاتها. وحينما تقدم بطلب يدها رفض والدها.
زواج ليلى الأخيلية ولقائها مع توبة بن الحمير:
على الرغم من زواج ليلى الأخيلية مرتين، الأول هو أبي الأذلع، الذي عٌرف بشدة غيرته عليها، أم الثاني فهو الشاعر المخضرم سوار بن أوفى القشيري الملقب بـ ابن الحيا، إلا أنها استمرت في لقاء توبة بن الحمير، الأمر الذي أدى إلى شكوى زوجها الأول أبي الأذلع، إلى السلطان، الذي أهدر دم توبة، فإذا عاد توبة لزيارة ليلى أخذ أفراد قبيلتها يترصدون له في المكان المعتاد.
وحينما علمت ليلى الأخيلية بالأمر، خرجت إليه سافرة، حيث جلست في طريقه فاستغرب خروجها سافرة، لكنه فطن حينما أرادت أن تعلمه بأن هناك كمين قد نصب إليه، فأخذ فرسه وركض هرباً وبهذا أنقذت ليلى حبيبها توبة بن الحمير.
وفاة توبة بن الحمير:
توفي توبة في إحدى الغزوات ويبدو أن وفاته أشعلت قريحتها الشعرية؛ لتجود ليلى الأخيلية بأجمل أبيات المرثيات الغزلية في الشعر العربي. ويقال إنه لم يسبقها أحد من الشاعرات العرب سوى الخنساء، وإن تفوقت عليها ليلى في إجادتها في مجالات الشعر المختلفة، بينما اقتصرت قصائد الخنساء على مجال الرثاء.
أشعار ليلى الأخيلية لتوبة بن الحمير:
ومن أشعار ليلى الأخيلية لـ توبة بن الحمير:
أيـا عَـيْـنُ بَكّي تَوْبَةَ بن حُمَيِّرِ
بـسَـحٍّ كَـفَيْضِ الجَدْوَلِ المُتَفَجّرِ
لِـتَـبْـكِ عَلَيْهِ مِنْ خَفَاجَةٍ نِسْوَةٌ
بـمـاءِ شُـؤُونِ العَبْرَةِ المُتَحَدِّرِ
سَـمِـعْـنَ بِهَيْجا أزهَقَتْ فَذَكَرْنَهُ
ولا يَـبْـعَـثُ الأَحْزانَ مِثْلُ التّذَكُّرِ
كـأنَّ فَـتى الفِتْيانِ تَوْبَةَ لَمْ يَسِرْ
بِـنَـجْـدٍ ولَـمْ يَطْلُعْ مَعَ المُتَغَوِّرِ
ولَـمْ يَـرِدِ الـماءَ السِّدامَ إذا بَدا
سَنا الصُّبْح في بادِي الجَواشي.
صفات ليلى الأخيلية:
عرف عن ليلى الأخيلية الذكاء وسرعة البديهة والجرأة أيضاً، لعل أبرز المواقف التي تشهد بذلك، حوارها مع الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، الذي وجه إليها سؤالاً، قائلاً: "ما رأى توبة فيك حتى عشقك؟" فقالت: "رأى فيّ ما رأه الناس فيك حتى جعلوك خليفة".
النهاية الحزينة لـ ليلى الأخيلية:
ذات يوم مرت في طريق سفر على قبر توبة، فأصرت على السلام عليه، فدنت من القبر وقالت: "السلام عليك يا توبة"، ثم قالت لقومها مندهشة ما عرفت له كذبة قط قبل هذا، فلما سألوها عن ذلك، رثت توبة قائلة:
ولو أن ليلى الأخيلية سلمـت
علـي ودوني تربـة وصـفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا
إليها صدى من جانب القبر صائح
فما باله لم يسلم علي كما قال؟
وكانت بجانب القبر بومة، فحينما رأت الهودج فزعت وطارت في وجه الجمل، الذي أدى إلى اضطرابه ورمى ليلى على رأسها وماتت في لحظتها، على الرغم من أن النهاية حزينة، إلا أن وفاتها جمعتها بمحبوبها توبة بن الحمير، حيث دفنت بجانب قبره.