حقيقة المتحور "هيهي الصيني" الأشرس من فيروس كورونا
انتشرت العديد من الشائعات حول وجود متحور خطير وجديد لفيروس كورونا كوفيد-19 ينتشر في الصين.
وتداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال شهر نوفمبر الجاري الكثير من المنشورات التي تزعم وجود متحور خطير لفيروس كورونا أشد خطورة وأكثر فتكاً مقارنة بكوفيد-19.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وأشارت المنشورات إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن ظهور متحور فيروس كورونا في أحد المدن الصينية ويطلق عليه اسم "هيهي" ولكن هل هذه الشائعات حقيقية فعلا؟
استمرت المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي الحديث عن هذا المتحور ونقل اسمه الغريب وحصدت آلاف المشاركات، مؤكدة أن هذا الفيروس المتحور سيصل إلى أوروبا في فبراير المقبل وأن من أعراضه السقوط المفاجئ والرعشة ثم الموت.
منظمة الصحة العالمية تنفي وجوده
ولكن الحقيقة أن منظمة الصحة العالمية نفت وجود متحور لفيروس كورونا بهذا الاسم وأنه لا صحة لكل هذه الأنباء والإشاعات على الإطلاق.
وجاء النفي من منظمة الصحة العالمية على لسان متحدث لها لموقع فرانس برس.
فيما أشار المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن المتحورات التي ظهرت لفيروس كورونا منذ ظهور الجائحة حتى الآن هي "ألفا وبيتا وغاما ودلتا" فقط حتى الآن.
لا يمكن تسمية متحور من كورونا بهذا الاسم
واعتاد الفريق التابع لمنظمة الصحة العالمية لتسمية التحورات بالأحرف الأبجدية اليونانية وذلك لتسهيل الأمر على غير المتخصصين.
كما شددت منظمة الصحة العالمية على أنها لا تستخدم أسماء مدن أو بلدان عند تسمية تحور أو فيروس جديد.
وتعمل منظمة الصحة العالمية في حالة رصد متحور جديد بإجراءات صارمة لتقييم خصائص هذا التحور والتحقق منه مختبرياً بالإضافة لاستعراض خصائصه الوبائية ثم ترصده واتباع انتشاره.
ويعتقد العلماء أن انتشار الشائعات عن وجود تحور جديد من فيروس كورونا في الصين جاء بالتزامن مع ارتفاع معدل الإصابات في البلاد وتشفي متحور دلتا كورونا.
وترفض الصين تدابير جديدة في البلاد قبل الأولمبياد الشتوي الذي سيقام في العاصمة بكين خلال شهر فبراير المقبل.
الصحة العالمية: اللقاحات وحدها لن توقف كورونا
يأتي ذلك بعدما ذكر المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية ديفيد نابارو، أمس الاثنين، أن التطعيم وحده لن يوقف انتشار جائحة فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، وأشار إلى أنه من الضروري الاستمرار في ارتداء الكمامات والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي.
خلال تصريحات صحفية قال نابارو إن اللقاحات وحدها لن توقف الوباء بالكامل، يمكن للقاح أن يمنع حدوث الوفاة ويمكن له أن يوقف تطور الأعراض حتى لا تصل الحالة إلى مرحلة الأعراض الخطيرة، ولكن لوقف انتشار الفيروس، يجب أن نستخدم طرقاً أخرى، بما في ذلك الالتزام بوضع الأقنعة والتباعد الاجتماعي.
يُذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أعربت عن قلقها بشأن ارتفاع معدلات انتقال فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، في أوروبا.
أوضح رئيس منظمة الصحة العالمية في أوروبا أن هناك ثلاثة عوامل مثيرة للقلق: معدلات انتقال الفيروس العالية، وتباطؤ التطعيمات، وتخفيف القيود.
في أغسطس الماضي، قال هانز كلوج، مدير قسم أوروبا بالوكالة في مؤتمر صحفي في كوبنهاغن إن 33 دولة من الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية البالغ عددها 53 دولة لديها معدل إصابة أعلى من 10% في الأسبوعين الماضيين للتصريح، يعود هذا الأمر إلى سيطرة متحور دلتا شديد العدوى.
مُضيفاً أن الانتشار السريع للفيروس مُقلق للغاية، لا سيما في ضوء انخفاض معدل التطعيم في الفئات السكانية ذات الأولوية في عدد من البلدان. وفقاً لكلوج، فقد تراجعت نسبة التطعيمات خلال الأسابيع الستة الماضية لتصريحاته، بنسبة 14%، متأثرة بنقص الوصول إلى اللقاحات في بعض البلدان، وعدم قبول اللقاح في دول أخرى.
أضاف كلوج: "إن الركود في تناول اللقاحات في منطقتنا مقلق للغاية، لذلك يجب على البلدان زيادة الإنتاج، وتقاسم الجرعات، وتحسين الوصول إلى اللقاح".
ماذا عن الجرعات المُعززة؟
حول الجرعات المُعززة من اللقاح قال كلوج: "جرعة التعزيز الثالثة من اللقاح المُضاد لكورونا المُستجد، هي طريقة للحفاظ على أكثر الفئات ضعفاً في أمان و "ليس رفاهية"، لذا، علينا أن نكون حذرين بعض الشيء فيما يتعلق بالجرعة المعززة، لأنه لا توجد أدلة كافية حتى الآن بشأن مدى جدواها، لكن الدراسات تُظهر حتى الآن، أن جرعة ثالثة تحافظ على سلامة الأشخاص المعرضين للخطر، ويتم ذلك من قبل المزيد والمزيد من البلدان في منطقتنا".
بدأت بعض الدول الأوروبية بالفعل في إعطاء جرعات مُعززة للفئات الأكثر ضعفاً بعد اقتراحات بأن اللقاح يفقد بعض فعاليته بعد عدّة أشهر.
متحور دلتا أكثر شراسة من كورونا الأصلي
يُذكر أن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض كانت قد قالت سابقاً إن الحرب ضد فيروس كورونا المُستجد، كوفيد -19، قد تغيرت بسبب متغير دلتا شديد العدوى، مقترحة أن اللقاحات يجب أن تكون إلزامية للعاملين في مجال الصحة ويجب العودة إلى الالتزام التام بارتداء الكمامات.
ذكرت وثيقة صادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن متغير دلتا الذي تم اكتشافه لأول مرة في الهند، والذي أصبح سائداً الآن في جميع أنحاء العالم، مُعدي مثل جدري الماء وأكثر عدوى بكثير من نزلات البرد أو الإنفلونزا. يمكن أن ينتقل دلتا حتى في ظل الحصول على التطعيم، وهو أكثر خطورة على الصحة من سلالات فيروس كورونا السابقة.
أكدت الوثيقة أن متحور دلتا يتطلب نهجاً جديداً لمساعدة الجمهور على فهم الخطر، بما في ذلك توضيح أن الأشخاص غير الحاصلين على لقاح كورونا المُستجد، كانوا أكثر عرضة بنسبة 10 مرات للأعراض الشديدة والموت، من أولئك الذين تم تطعيمهم.