حقيقة إفلاس إيلون ماسك وفشل شركته سبيس إكس
حذر إيلون ماسك، أغنى رجل على الأرض من احتمالية إفلاس شركة سبيس إكس، مما يجعل شركاء التصنيع التايوانيين الذين يزودون سبيس إكس بالقطع اللازمة يتعرضون لضربة اقتصادية كبيرة.
أزمة سبيس إكس بسبب إنتاج محركات رابتور
كان ماسك قد أعلن سابقاً عن خطط شركة سبيس إكس لإرسال نحو مليون شخص إلى المريخ بحلول عام 2050 على أمل إنشاء "مدينة مكتفية ذاتياً" هناك في حال أصبحت الأرض غير قابلة للإنقاذ.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفقاً لمُحللي بنك مورغان ستانلي تُقدّر قيمة سبيس إكس بحوالي 200 مليار دولار، وتشمل صناعات الشركة متعددة النشاطات: البنية التحتية للفضاء ومراقبة الأرض واستكشاف الفضاء السحيق وغيرها من الصناعات.
تبلغ حصة "سبيس إكس"، التي تُعتبر أعمال اتصالات الأقمار الصناعية "ستار لينك" التابعة لها أكبر مساهم في تقدير التقييم الخاص بها، نحو 17% من ثروة ماسك، وتبلغ إجمالي ثروة ماسك قرابة 241 مليار دولار، وفقا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات. وذلك بعد أن تم تقييم "سبيس إكس" بقيمة 100 مليار دولار في عملية بيع ثانوية للأسهم في وقت سابق من هذا الشهر.
أرسل ماسك بريداً إلكترونياً إلى موظفي سبيس إكس خلال عطلة نهاية الأسبوع بعيد الشكر لمناقشة خطورة الموقف. وقال "لسوء الحظ، فإن أزمة إنتاج رابتور أسوأ بكثير مما كانت تبدو قبل بضعة أسابيع. نظراً لأننا بحثنا في المشكلات التي أعقبت خروج الإدارة العليا السابقة، فقد تبين للأسف أنها أكثر خطورة مما تم الإبلاغ عنه".
أضاف ماسك إن الشركة قد تواجه خطر إفلاس حقيقي، إذا لم يتم إصلاح مشاكل محرك رابتور. سيؤدي ذلك إلى ترك الشركات التايوانية Kinpo وشركة Tong Hsing Electronics وشركة TSEC وشركة Parpro وشركة UMT وشركة AcBel Polytech في حالة سيئة.
وكان Starlink، الذي كان في يوم من الأيام مشروع Space X الرائد قد أعطى دفعة في البداية لصناعات الأقمار الصناعية والفضاء في تايوان ذات المدار المنخفض، ومع ذلك فإن أي إفلاس محتمل قد يؤدي إلى انهيار آفاق نمو القطاع.
كما سبق الذكر، يسعى مؤسس إسبيس إكس بشدة إلى بناء وطن ثان للبشرية على المريخ. حيث تُدير شركته الفضائية عمليات على مدار الساعة لتطوير مركبة الإطلاق Starship / Super Heavy التي ستمكن البشرية من بناء قاعدة دائمة على القمر وأول مستعمرة على سطح المريخ.
يُشار إلى أن كل ما يتعلق بمركبة Starship المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ جديد، حيث تم تصميمه وتصنيعه بواسطة مهندسي SpaceX. وربما يكون الأمر الأكثر تعقيداً في الصناعة هو محركات رابتور التي تعمل بوقود الميثان من ستار شيب. يهدف ماسك إلى زيادة قوة دفع المحركات وكفاءتها لتكون قادرة على رفع وزن المركبة المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ إلى مدار أرضي منخفض، بالإضافة إلى 100 طن من البضائع، وسيصبح أقوى وأكبر صاروخ في العالم.
وتتمثل خطة إيلون ماسك في زيادة معدل إنتاج رابتور بما يكفي لإجراء رحلة مركبة فضائية "مرة واحدة على الأقل كل أسبوعين" في عام 2022. وكتب ماسك في رسالته: "إن SpaceX قد تواجه" خطراً حقيقياً للإفلاس، إذا لم يكن إنتاج محرك رابتور كافياً للقيام برحلات فضائية متكررة".
إذا لم تتمكن سبيس إكس من إطلاق Starship كل أسبوعين في عام 2022 فقد تتعرض الشركة لسقوط مدوي، وهو ما سيكون ضربة للملياردير الأمريكي. لكن شركات كثيرة ستتضرر معه منها شركة TSEC، مورد الخلايا الشمسية، التي استفادت بشكل كبير من المشروع حيث يحتاج كل قمر صناعي منخفض المدار إلى أكثر من 8600 خلية شمسية ليعمل.
الأمر نفسه ينطبق على AcBel Polytech، التي بدأت في شحن طلبات Space X لوحدات الإمداد بالطاقة وأجهزة استقبال الأقمار الصناعية.
ماسك يُعلن: الإفلاس ليس مستحيلاً
كتب إيلون ماسك عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "إذا أدى الركود العالمي الحاد إلى تجفيف توافر رأس المال أي السيولة بينما كانت شركة سبيس إكس تخسر المليارات على ستارلينك وستارشيب، فإن الإفلاس، رغم أنه لا يزال غير مرجح، ليس مستحيلاً".
ومع هذا الإفلاس الوارد فهذا لا يعني أبدا إفلاس إيلون ماسك، وهو مؤسس تيسلا، شركة السيارات الكهربائية الناجحة والتي تشكل أغلب ثروته، والتي أعلنت مؤخراً عن نقلها رسمياً لمقر الشركة من وادي السيليكون إلى مصنع كبير قيد الإنشاء خارج أوستن تكساس. وأصدرت الشركة هذا الإعلان في وقت متأخر من يوم الأربعاء في ملف مع منظمي الأوراق المالية في الولايات المتحدة.
إيلون ماسك يبيع أسهم من تسلا لسداد الضرائب
يُذكر أن إيلون ماسك كان قد كشف سابقاً عن أنه باع أسهم جديدة لتصل قيمة الأموال الإجمالية التي حصل عليها إلى 6.9 مليار دولار. كان ماسك قد قرر بيع الأسهم من أجل تسديد التزاماته المتعلقة بالاستقطاع الضريبي المفروض على ممارسة خيارات الأسهم.
وذكر إيلون ماسك أن ممارسة حقوق خيار الأسهم تؤدي إلى فرض ضرائب على الدخل ويمكن تغطيتها من خلال بيع فوري لبعض الأسهم التي اشتراها حديثاً.
الجدير بالذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يقرر فيها إيلون ماسك بيع أسهم من شركة تسلا منذ عام 2016. وسدد أغنى رجل في العالم مبلغ قيمته 590 مليون دولار للحكومة الأمريكية تحت بند ضرائب الدخل.
يُذكر أيضاً أن إيلون ماسك كان قد قرر أن يفي بوعده ويبيع أسهم من حصته في الشركة، استجابة إلى نتائج استطلاع الرأي الذي نشره على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، فبناء على نتائج الاستفتاء على حسابه الرسمي، باع إيلون ماسك حوالي 3% من إجمالي أسهمه وهي المرة الأولى التي يبيع فيها أسهم منذ عام 2016.
نتيجة لقرار إيلون ماسك تراجعت قيمة أسهم تسلا في البورصة العالمية لتفقد 12% من قيمتها وهو ما أثار غضب مالكي أسهم الشركة وعرض قيمتها ومكانة الشركة للخطر، ولكن عادت أسهم تسلا للارتفاع مرة جديدة بنسبة 4.3% بعد ساعات من الهبوط الكبير.
وبرغم أن شركة تسلا عانت من انخفاض القيمة السوقية لها بعد قرار ماسك، ولكنه حصل على سيولة نقدية كبيرة خاصة وأنه أوضح أن كل ثروته تتكون في صورة أسهم بشركة تسلا وسبيس إكس وأنه لا يتقاضى أجراً مادياً أو مرتباً عن عمله في الشركتين.