حقائق أساسية حول الشيشة والصحة!
This browser does not support the video element.
هذه هي الحقائق الأساسية عن الجدل الدائر حول الشيشة والدخان وعلاقتهما بالصحة.
لا شك أنك تحتاج إلى الاسترخاء والراحة بعد مرورك بأسبوع طويل من العمل الشاق. وسيكون من الإجحاف بحق نفسك ألا تجلس في أحد المقاهي وتسترخي في الهواء الطلق عندما يكون الجو جميلاً. بعض الأشخاص يطلبون المشروبات، والبعض الآخر يطلب الشيشة، والقليل منهم يطلب المشروب والشيشة معاً. حيث تعتبر الشيشة تقليداً في منطقة الشرق الأوسط ولها شعبية واسعة بين مختلف الأشخاص سواء كانوا مدخنين أم لا. وكون الشيشة مجرد شيشة فإنك تعتقد أنها غير مضرّة بالصحة كالسجائر، أليس هذا صحيحاً؟ هذا خاطئ.
فقد تم التوصل إلى أن الشيشة لها آثار خطيرة على الصحة مشابهة لآثار السجائر العادية بالإضافة إلى آثار إضافية خاصة بها. فلا يعني كون الشيشة طقساً تقليدياً أنها لا تعرضك لكافة أنواع المشكلات الصحية.
المخاطر الصحية
التبغ المستخدم في الشيشة لا يختلف عن التبغ المستخدم في السجائر ويؤدي تدخينه إلى نفس المخاطر الصحية الناجمة عن تدخين السجائر العادية. وهذا يعني أن تدخين الشيشة قد يؤدي إلى أمراض القلب وانسداد الشرايين ويزيد احتمال التعرض بالنوبات القلبية. فحال التبغ الذي يستخدم بالشيشة حال تبغ السجائر من حيث احتوائه على النيكوتين الذي يؤدي تناوله إلى الإدمان عليه، مما يجعل مدخني الشيشة عرضةً للإدمان عليها تماماً كمدخني السجائر.
وبالطبع فإن أكثر المخاوف التي تنتاب مدخني السجائر هي زيادة إمكانية الإصابة بأنماط مختلفة من السرطانات، وهذه المخاطر لا يستثنى منها مدخني الشيشة. فقد يؤدي تدخين الشيشة إلى الإصابة بسرطان الفم، وسرطان الرئة، وسرطان المعدة، وسرطان المري كما هو الحال بالنسبة لتدخين السجائر تماماً.
كما ينتج الفحم المستخدم بالشيشة كميات كبيرة من أحادي أكسيد الكربون، والمعادن، والمواد الكيميائية المسببة للسرطان. ويخفض مرور الدخان بالماء الموجود في الشيشة من تركيز أحادي أكسيد الكربون الموجود فيه، ولكن يبقى مستوى هذا التركيز أعلى بثلاث أضعاف من المستوى الطبيعي وذلك بعد تدخين الشيشة لمرة واحدة فقط.
ويحمل تدخين السجائر والشيشة تشابهاً واختلافاً في آن واحد من حيث التركيبة وطقس الاستهلاك. ويدّعي مدخني الشيشة أنهم لا يقومون بتدخينها بشكل منتظم كما يفعل مدخني السجائر، حيث من غير المعقول خروج الموظفين في استراحة من العمل لتدخين الشيشة بسرعة، كما إن الشخص قد يدخن الشيشة مرة واحدة أو مرتين أسبوعياً بينما يقوم مدخن السجائر بتدخين عدة سجائر يومياً. كما أن دراسات مستقلة تم إجراؤها في الجامعة الملكية في السعودية قد كشفت أن تركيز المواد الكيميائية في الشيشة أقل بمقدار 30 مرة من تركيزها في السجائر، كما كشفت عن احتواء الشيشة على 142 مادة سامة بينما تحتوي السجائر على 5000 مادة سامة. ومن هنا فيمكن اعتبار أنه لا بأس بتدخين الشيشة. أليس هذا صحيحاً؟
هذا خاطئ أيضاً.
فيمكن للطريقة التي يتم تدخين الشيشة بها أن تكون ضارة أكثر من تدخين السجائر. حيث توصلت دراسة قامت بها منظمة الصحة العالمية أن مقدار استنشاق الدخان خلال تدخين الشيشة يساوي 90,000 مل تقريباً، بينما يتراوح هذا المقدار بين 500 – 600 مل عند تدخين السيجارة.
وقد بيّن بحث آخر أجرته جمعية أمراض الرئة الأميركي أن مدخني الشيشة يستنشقون من الدخان أكثر من مدخني السجائر بمائة ضعف, حيث أن كل جلسة شيشة تستمر لمدة قد تصل لساعة واحدة، بينما لا يمكنك تدخين سيجارة لمدة ساعة كاملة بشكل متواصل.
ومن المعروف أن التدخين السلبي له تقريباً نفس المخاطر الصحية التي يسببها التدخين العادي، كما إن تدخين الشيشة يجعلك مدخناً سلبياً وإيجابياً بالوقت ذاته وهذا من شأنه أن يزيد من المخاطر الصحية المرافقة للتدخين. ولا يقتصر الدخان الذي تستنشقه على الدخان الصادر عن مدخني الشيشة الآخرين القريبين منك كون الشيشة تدخن بشكل جماعي، ولكنك أيضاً عرضة لاستنشاق الدخان المنبعث من الفحم المستخدم في الشيشة.
وفي سياق الحديث عن تدخين الشيشة بشكل جماعي، فقد تبين أن هذا يؤدي إلى انتشار واسع للأمراض المعدية كالتهاب القصبات الهوائية، والسل وداء القوباء، حيث أن مجموعة الأشخاص الذين يجلسون معاً ويتشاركون التدخين في خرطوم شيشة واحد، أكثر عرضةً من الأشخاص الآخرين لانتشار الجراثيم والأمراض بينهم.
وهكذا يمكن اعتبار تدخين الشيشة ضاراً بقدر تدخين السجائر العادية إن لم يكن يفوقه ضرراً. لكن ماذا عن تدخين شيشة الأعشاب؟ فبالتأكيد لا يمكن أن يكون لشيء طبيعي أن يحمل هذه الدرجة من المخاطر. صحيح؟
هذا خاط..... حسناً أنت على صواب هذه المرة إلى حدٍ ما، لكن بعض المخاطر لا تزال قائمة.
حتى أن تدخين الشيشة التي لا يستخدم التبغ فيها ينتج غاز أحادي أكسي الكربون بمستويات ملحوظة بالإضافة إلى إنتاج العديد من المواد السامة الأخرى التي من شأنها زيادة إمكانية الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالتدخين، وأمراض القلب والرئتين.
كما أظهرت بحوث أجرتها جامعة ألبيرتا وجود كميات قليلة من معدن الكروم والنيكل وحتى الزرنيخ بالإضافة إلى احتواء بعض أنواع تبغ الشيشة العشبي على مستويات عالية من القطران. كما أظهر هذا البحث وجود كميات كبيرة من الكرايسين في الفحم المستخدم للشيشة بالإضافة إلى مركبات مسرطنة أخرى كالنفثالين ... ومن الواضح أن كلمات مرعبة كهذه لا يمكن أن تكون جيدة لصحتك.
إن كنت ترغب في تدخين الشيشة فلا بأس بذلك، وكذلك الأمر بالنسبة لمن يرغب بتدخين السجائر. ولكن عليك أن تعلم أن تدخين الشيشة لا يقل خطراً عن تدخين السجائر العادية. وأنه إذا تم تدخينها بشكل دائم فسيكون لها الكثير من المخاطر الصحية التي يسببها التدخين العادي بالإضافة إلى مخاطر أخرى تنفرد بها الشيشة.
هل تستحق الشيشة التعرض لمخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والرئتين؟ الأمر يعود لك.