حسن حفار: معلومات عن أشهر المنشدين في حلب
"يا أيها المختار من خير الورى *** خلقاً وخلقاً في الكمال توحدا
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ماذا أقول بمدحه والله طه *** ر من سفاح الجاهلية أحمدا
ذو رأفة بالمؤمنين ورحمة *** سماك ربك في القران محمدا
نادت بك الرسل الكرام فبشرت *** وملائك الرحمن خلفك سجدا"
كان التجار وأصحاب المحلات في سوق المدينة يطلبون من الشيخ حسن حفار أداء أذان العصر عوضاً عن العشاء؛ للاستماع إلى صوته قبل إغلاق محلاتهم.. كان هذا قبل هدم المئذنة خلال الحرب، التي كانت سبباً في مرض والده، كما أن المجموعات المسلحة أحرقت جزء من أرشيف منزلهم الخاص الذي حاول جمعه قبل وفاته، ليؤسس به مدرسة خاصة لجميع الأناشيد الدينية.
موهبة منذ الصغر
ولد الشيخ حسن حفار عام 1943 في حي ساحة بزة، وهو أحد الأحياء الشعبية في مدينة حلب شمال سوريا، وتلقى تعليمه في الكتاب.
وفي سن العاشرة، بدأ يتردد على الشيخ أحمد حفار في زاوية حفار، وهي مكان يجتمع فيها المذكرون والمنشدون في حي باب المقام ليزيد من علمه، متأثراً بالاستماع إلى أصوات المنشدين الكبار أمثال عبد الوهاب صباغ والتفنكجي؛ حيث تمكن من لفت نظر الشيخ أحمد بصوته أثناء إنشاده بإبداع، فشجعه على ذلك، وأفسح له المجال لإلقاء قصيدة في الحضرة التي كانت تقام بعد صلاة العشاء ليلة الأربعاء من كل أسبوع، وكانت قصيدته الأولى بعنوان "من مثلكم لرسول الله ينتسب *** ليت الملوك لها من جدكم نسب"، و أخذ الشيخ حفار يشجعه بقول عبارة: "في يوم من الأيام ستكون إمامي".
شاهد أيضاً: أشهر أدعية وتواشيح شهر رمضان الدينية
نجاحه وشهرته
درس حسن حفار أصول الإنشاد والتجويد ومقامات الموسيقى العربية الكلاسيكية، إضافة إلى إلمامه بالتراث الغنائي الحلبي من قدود وموشحات وقصائد، فتمرس في مجالي الإنشاد والتجويد القرآني، ليصبح حفار مؤذناً في الجامع الأموي الكبير في مدينة حلب.
شغل الشيخ حسن حفار منصب مؤذن الجامع الأموي الكبير في حلب أوائل الثمانينيات، وعمل مع فرقة صبري مدلل سبعة عشر عاماً، وانفصل عنها أوائل التسعينيات، حسب ما قاله محمد قدري دلال ليشكل فرقته الخاصة. وسجل له معهد العالم العربي في باريس أسطوانة باسم "وصلات حلب"، ضمت موشحات من ألحان عمر البطش، وداوود حسني، وسيد درويش.
جمع تراث من سبقوه
جمع الشيخ حسن حفار بدوره تراث من سبقوه، وضمه في أداء متماسك، وتقاسمه مع فرقته ومستمعيه ليخرج عن دائرته التي أحاط نفسه به، راغباً في تثبيت أرشيف خسره مع دمار منزله الكائن أمام القلعة، ولم يبق له منه سوى المحفوظ في ذاكرته.
استمر عمل حسن حفار في حلب إلى ما قبل ظهور جائحة كورونا، وغالباً ما أحيا أذكاره خلال السنوات العشرة الماضية في جامع نفيسة أو الزاوية البادنجكية، بالإضافة إلى حفلة كل يوم جمعة في منزل عائلة كلش.. اكتفى خلال ذلك بإعادة الموشحات والمواويل التي حفظها من معلميه.
شاهد أيضاً: أدعية وطقوس وشعائر رمضان من زمان إلى اليوم
قالوا عنه
وصفه الإعلامي الباحث محمد عصام محو قائلاً: "أما أداؤه فلا تشوبه شائبة.. هو عمل متقن إلى أقصى الحدود، يعكس معرفة مطلقة بأسرار المهنة.. كذلك يدل على تناغم قل نظيره بين الفرقة وشيخها.. لا تستطيع الأذن أن تلتقط أدنى هفوة، من دون أن تتململ من الكمال غير البشري؛ لأنه بكل بساطة كمال مشوه بطبيعة إنسانية، هي غير كاملة في الأساس. في أداء الجوقة بأوروبا شغف بالتطريب والسلطنة، لكن احترام المعلم يفرض عليها توفير الحالة الطربية له، فيتولى التعبير عنها أو يتخلى.. وفي التخلي تعبير مضاعف ينعكس تأثيرات مفتوحة على كل الاحتمالات حسب تأويلات السامع. وهذه الحالات التي يعجز المستمع العربي عن شرحها للغرب، يصبح الكلام عنها أعجز تعبيراً عندما نشير إلى الخاصية الأساسية لهذه الموسيقى الأحادية الصوت (مونوفونيك)؛ فالصوت البشري أحادي الصوت."
وفاته
رحل الشيخ حسن حفار في 23 مارس عام 2020 عن عمر يناهز 77 عاماً، قائلاً لولده إنه معزوم على عرس عند الرسول وإنه تأخر عنه.
والآن نستمع لعذوبة صوت الشيخ حسن حفار.