حرائق لوس أنجلوس.. ما الذي يجعلها خارجة عن السيطرة؟
خلال الأسبوع الجاري تصاعدت وتيرة حرائق الغابات في منطقة لوس أنجلوس، وأصبح من الصعب السيطرة عليها، حيث يواجه رجال الإطفاء تحديات جسيمة تفاقمت بسبب سرعة الرياح التي زادت من انتشار النيران في مناطق أوسع.
لكن الصدمة الكبرى كانت في اكتشاف أن بعض صنابير المياه الضرورية لمكافحة هذه الحرائق أصبحت جافة تمامًا بسبب النيران.
وفي إحدى محاولات إخماد النيران التي التهمت المنازل، تفاجئ رجال الأطفال إلى أن بعض صنابير الإطفاء القريبة من الحريق جافة تمامًا، وقد صرح أحد رجال الأطفال بأنه واجه نفس المشكلة مع أربعة صنابير أخرى خلال محاولة إخماد حريق إيتون في ألتادينا، وهو ما أجبره هو وزملاؤه للتوجه إلى منطقة أخرى مجاورة لتعبئة شاحنات الإطفاء بالماء، وقد عبّر رجال الإطفاء عن إحباطهم من هذه الأزمة غير المتوقعة.
اقرأ أيضًا: أبرز منازل مشاهير هوليوود التي دمرت في حرائق لوس أنجلوس
جفاف خزانات المياه
وقد أفادت السلطات المحلية أن 3 خزانات مياه في منطقة باسيفيك باليسادس نفدت بالكامل في 12 ساعة فقط، وفي الوقت نفسه، اضطر السكان في ألتادينا لاستخدام مياه البرك وخرطوم الحديقة كحلول مؤقتة لمحاولة إخماد النيران المشتعلة في منازلهم.
وقد سببت تلك التقارير موجة غضب كبير على منصات التواصل الاجتماعية، ومنهم دونالد ترامب، الذي انتقد بشكل لازم حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، واتهمه بحرمان المناطق المتضررة من الموارد المائية الضرورية، كما طالب بفتح خطوط المياه وضمان تدفقها إلى الولاية التي تواجه في الوقت الحالي نقصًا حادًا في المياه بالتزامن مع كارثة الحرائق.
اقرأ أيضًا: حرائق لوس أنجلوس: إجلاء 70 ألف شخص وتعليق تصوير الأفلام
أسباب أزمة جفاف المياه في الولاية
وقد أكد الخبراء في الولايات المتحدة أن هناك عدة عوامل كانت السبب في جفاف صنابير الإطفاء، وأهمها الزيادة المفاجئة في الطلب على المياه خلال الكارثة، وهو ما أعاق عملية إعادة تعبئة الصنابير بسرعة كافية.
وأوضح الخبراء كذلك أن الأنظمة المائية في مناطق مثل باسيفيك باليسادس، وألتادينا تم تصميمها لمكافحة الحرائق المنزلية الفردية، وليست مخصصة لمواجهة حرائق الغابات الضخمة التي تلتهم أحياء سكنية بأكملها.
وقد أشار فريدي إسكوبار، رئيس اتحاد رجال الإطفاء في لوس أنجلوس، إلى أن السبب الجذري لأزمة المياه تمكنت في بنية نظام المياه القديم، وأكد: "نحن نتحدث عن حرائق تحدث بشكل منتظم على مدار العام، بينما نظام المياه لدينا غير مهيأ لمواجهة هذه الحرائق، ما نقوم به الآن ببساطة غير مستدام".
اللجوء إلى حلول مبتكرة
وفي هذا الوضع المعقد، لجأ رجال الإطفاء إلى حلول مبتكرة لتعويض نقص المياه، ومنها استخدام سيارات نقل المياه لتزويد الفرق بالموارد الضرورية لمكافحة الحرائق. وقد صرحت كريستين كرولي، رئيسة إدارة إطفاء لوس أنجلوس بأن رجال الإطفاء يبذلون ما في وسهم لاستخدام كل ما هو متاح بين أيديهم لمحاولة السيطرة على الحرائق.
ومن جهة أخرى، أكد بيرس، مدير مجموعة الموارد المائية في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، أن تحسين إمدادات المياه قد لا يكون كافيًا وحده للتغلب على سرعة انتشار النيران، وشدد على ضرورة إجراء إصلاح شامل للبنية التحتية للمياه.