جيميل، خدمة البريد الالكتروني من جوجل
Gmail هي خدمة البريد الإلكتروني الّتي أطلقتها الشّركة العملاقة (Google) في 7 شباط/ فبراير من عام 2007، الّتي تسمح للمُستخدمين بتبادل الرّسائل البريديّة والتّواصل مع بعضهم البعض بأشكال مُختلفة، باعتبارها واحدة من مجموعة المُنتجات والخدمات المتعدّدة الخاصّة بشركة غوغل، حيث يُمكنك استخدامها والاستفادة منها مباشرةً من خلال الموقع الرّسمي لغوغل، أو من خلال تطبيق الخدمة الخاصّ بنظامي تشغيل الهواتف الذّكيّة (Android) و (iOS).
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يُعد تطبيق خدمة (Gmail) من التّطبيقات الأساسيّة الموجودة في كلّ من نظامي (Android) و (iOS)، وإذا لم يكن كذلك على هاتفك المحمول؛ قمْ بتحميله من موقع الخدمة الرّسمي، أو من خلال منصّات الهواتف الذّكيّة المُختلفة، حيث سنستعرض في هذا المقال نشأة خدمة غوغل للبريد الإلكتروني، وظائفها، خصائصها، مزاياها، كيفيّة استخدامها وآليّة عملها ضمن مجموعة من المعلومات الهامّة والمفيدة حول خدمة (Gmail) باعتبارها إحدى أهم خدمات البريد الالكترونيّ في العالم.
لمحة حول تاريخ خدمة غوغل للبريد الإلكتروني
قامت الشّركة الأمريكيّة غوغل في الأوّل من نيسان/أبريل في عام 2004 بإصدار خدمة البريد الإلكتروني الخاصّة بها كنسخة تجريبيّة يُمكن لمُوظّفي الشّركة بالإضافة إلى بعض الشّركات الكبرى استخدامها، حتّى تمّ إطلاقها للعامّة في 7 شباط/فبراير من عام 2007، ليصبح بإمكان الجميع استخدامها والاستفادة منها بعد أن تمّ تعديلها وإضافة بعض الميّزات والخدمات إليها؛ لكن باعتبارها نسخة تجريبيّة أيضاً، إلى أن طوّر القائمون الخدمة من نسخة تجريبيّة إلى نسخة مُثبّتة أساسيّة وذلك في 7 تمّوز/يوليو من عام 2009، إذ سرعان ما استطاعت منافسة خدمات البريد الالكترونيّ المُختلفة بل تفوّقت عليها في بعض الأحيان.
لتتوالى بعدها التّحديثات والتّطويرات المُختلفة الّتي طالت شكل الخدمة ومضمونها، إذ طوّر القائمون الواجهة الأساسيّة لـ (Gmail) مع نهاية عام 2011 لتُتاح للمُستخدمين في بداية عام 2012، الّذي شهد تواصل النّجاح والتّألق، حيث تجاوز عدد مُستخدمي الخدمة في شهر حزيران/يونيو من العام نفسه؛ حاجز الـ 420 مليون مُستخدم، لتتصدّر قائمة خدمات البريد الإلكتروني فتكون الأفضل والأكثر استخداماً بينها.
جيميل تتجاوز حاجز المليار مستخدم في العام 2016
مع مرور الوقت، أخذت خدمة (Gmail) تتطوّر من حيث واجهتها الخاصّة على شبكة الويب، كذلك على مستوى تطبيق الخدمة الخاصّ بالهواتف الذّكيّة، الّذي أصبح مع انتصاف عام 2014 التّطبيق الأكثر تحميلاً من متجر (Google Play Store) الخاصّ بنظام الأندرويد التّابع لشركة غوغل، حيث تخطّى عتبة المليون تحميل على الهواتف الذّكيّة، الّتي تعمل بنظام الأندر ويد.
واليوم لا تزال خدمة غوغل للبريد الإلكتروني مُفضّلة لدى الكثير من المُستخدمين؛ بالرّغم من سيطرة تطبيقات التّواصل الاجتماعي الحديثة على السّوق الالكترونيّ، لكنّ قُدرات خدمة (Gmail) وإمكاناتها ومزاياها أبقتها في مُقدّمة الخدمات التّكنولوجيّة نجاحاً واستخداماً، حيث تجاوز عدد مُستخدميها حاجز المليار مُستخدم مع بداية عام 2016 سوى دليلٍ واضح على ذلك.
خصائص خدمة (Gmail) وميّزاتها المُختلفة
تُتيح شركة غوغل من خلال خدمتها للبريد الالكترونيّ مجموعة من الميّزات والإمكانات المُتعدّدة لتوفير السهولة والسّلاسة للمُستخدمين أثناء قيامهم بالتّراسل والتّواصل مع الآخرين، حيث تُنظّم خدمة (Gmail) رسائلك وملفّاتك بشكلٍ يسهل معه إيجاد ما ترغب بإيجاده بسرعة، وحذف أو إخفاء ما تريده بكلّ سهولة، كما توفّر لك مساحة من التّخزين تصل إلى حوالي 15 غيغا بايت (15 GB) مجّاناً مع إمكانيّة شراء المزيد من المساحة، ما يُعطيك مجالاً واسعاً للتّراسل مع الآخرين كما تشاء.
استغلال خدمات غوغل عبر (Gmail)
وفّر القائمون شبكة من التّواصل بين خدمة (Gmail) من جهة، والخدمات المُختلفة لغوغل من جهة أخرى، حيث يُمكنك من خلال مُربّع البحث الخاصّ بـ (Gmail) أن تبحث عن أيّ ملفّ مُخزّن في خدمة (Google Drive) أو أن تستعرض تاريخ أيّ حدثٍ مُدرج في خدمة (Google Calendar)، فضلاً عن قيامك بالبحث عن أيّ بريدٍ الكترونيّ أو عن اسم أحد أصدقائك .. بكلّ سهولةٍ ويسر.
كما تستطيع من خلال التّرابط بين خدمة (Gmail) وخدمات غوغل الأخرى؛ أن تقوم بنشر ومشاركة الملفّات والوسائط المُتعدّدة بالتّعاون مع خدمة (Google Buzz)، أو حتّى إمكانيّة تبادل الأموال عبر خدمة البريد الالكترونيّ في حال الاتّصال مع خدمة (Google Wallet) مجّاناً أو مقابل أجر مدفوع عند تبادل الأموال باستخدام بطاقات الائتمان الخاصّة، كذلك القدرة على تبادل الرّسائل البريديّة مع الآخرين أصحاب الحسابات على خدمة (Google+)، ما يعني القدرة على التّواصل الاجتماعي بين خدمتين مُختلفتين، وغيرها الكثير من الميّزات النّاتجة عن التّرابط والتّواصل بين خدمات غوغل المتنوّعة.
خدمة التواصل المرئي عبر جيميل
وبالإضافة إلى كلّ هذه المزايا، قامت غوغل بتطوير ميّزة التّواصل الصّوتي والمرئي (Voice & Video Chat) عن طريق خدمتها (Gmail)، ما أعطاها دفعة قويّة نحو الأمام لتصبح خدمة توفّر مزايا مُتعدّدة ومتنوّعة تُرضي مُختلف حاجات ورغبات المُستخدم، إذ أتاح القائمون إمكانيّة إجراء مُكالمات صوتيّة وفيديوهيّة في عدد من الدّول بالإضافة إلى الولايات المُتّحدة الأمريكيّة مجاناً، مع القدرة على إجراء هكذا مُكالمات في الدّول الّتي لا تدعمها الخدمة؛ لكن مُقابل أجر مدفوع.
كما أنه بفضل هذه المجموعة المُتميّزة من المزايا وغيرها، من خلال ما تُوفّره خدمة (Gmail) لمُستخدميها من راحة ورفاهيّة؛ تمكّنت من التفوّق على الخدمات المُنافسة المُختلفة لتتربّع على عرش خدمات التّواصل والتّراسل البريدي حول العالم.
آليّة عمل خدمة (Gmail) ونظام الحماية والأمان
تعتمد خدمة غوغل للبريد الإلكتروني على إنشاء حسابٍ خاصّ بكلّ مُستخدم (Account)، يتضمّن إدراج مجموعة من المعلومات الشّخصيّة كالاسم وتاريخ الميلاد... من أجل إنشاء حسابٍ يعتمد تعريفه على المفتاح (@gmail) الخاصّ بالخدمة، إذ يُتيح القائمون أمام المُستخدمين فرصة استخدام الخدمة والتمتّع بمزاياها والاستفادة منها عبر طرق مُختلفة.
حيث يُمكنك استخدام خدمة (Gmail) مباشرةً من خلال الواجهة الرّئيسيّة لموقع الخدمة، عن طريق إحدى متصفّحات الويب المُختلفة، أو من خلال تطبيق الخدمة المُخصّص لكلّ من نظاميّ تشغيل الهواتف الذّكيّة (Android) و (iOS)، حيث يُمكنك تحميله عبر موقع غوغل الرّسميّ، أو عن طريق منصّات الهواتف الذّكيّة المُختلفة، فضلاً عن إمكانيّة استخدام الخدمة عبر بروتوكولي (IMAP) أو (POP3)، ما يُعطيك قدرة وفرصة أكبر على استخدام خدمة (Gmail) والاستفادة من مزاياها وخصائصها.
نظام الحماية وتشفير الرسائل عبر خدمة (Gmail)
لتأمين الحماية اللّازمة للمُستخدمين أثناء استخدامهم (Gmail)، طوّر المتخصّصون في شركة غوغل نظام الحماية والأمان الخاصّ بالخدمة، حيث تعتمد في عملها على الآليّة (TLS) وهي اختصار لـ (Transport Layer Security)، الّتي تقوم بتشكيل حصنٍ منيع يؤمّن الحماية الضّروريّة لبيانات وملفّات المُستخدمين، فضلاً عن تشفير عمليّة تبادل الرّسائل البريديّة لمنع أيّ محاولة اختراق وتجسّس على خصوصيّات مُستخدميها.
التنبيه وإغلاق الحساب ليوم كامل إذا تهدد أمان معلومات المستخدم
ومن أجل رفع وزيادة مستوى الحماية والخصوصيّة لمُستخدمي الخدمة، يقوم نظام الأمان تلقائيّاً بفحص جميع البيانات والملفّات المُتبادلة بين المُستخدمين، إذ لن يسمح بفتح أيّ ملفّ قبل تحليله ومعالجته في حال وجود فيروسات افتراضيّة، وعند حدوث محاولات لقرصنة واختراق حسابك الشّخصيّ، سيقوم نظام الحماية بإرسال تنويهٍ إليك ينبّهك بذلك، وإذا تضاعفت الأفعال المشبوهة الّتي تشير إلى حدوث هكذا محاولات، سيتم تلقائيّاً إغلاق حسابك الشّخصيّ إلى مدّة أقصاها 24 ساعة بحسب نوع الأفعال الّتي تمّ استشعارها واكتشافها من قِبل نظام الأمان الخاصّ بخدمة (Gmail).
فعلى الرّغم من حدوث بعض المشاكل التّقنيّة والأمنيّة الّتي واجهت الخدمة كخروجها وتوقّفها عن العمل في مراحل متفاوتة، فضلاً عن المحاولات المُتعدّدة والمُتكرّرة لاختراق حسابات المُستخدمين والتجسّس على خصوصيّاتهم، إلّا أنّ القائمون والمُتخصّصون استطاعوا تلافي هذه العيوب والمشاكل وتطوير نظام أمان منيع وحصين قادر على تأمين الحماية اللّازمة لمُستخدمي الخدمة من أجل الاستمتاع والاستفادة منها بكلّ راحةٍ واطمئنان.
أخيراً.. تناول هذا المقال واحدة من أهمّ وأشهر خدمات عملاقة التّكنولوجيا غوغل، ألا وهي خدمة البريد الإلكتروني (Gmail)، الّتي استطاعت عبر تاريخها الطّويل أن تجذب اهتمام المُستخدمين عبر مجموعة مُميّزة من الخصائص والمزايا الّتي تُرضي حاجاتهم ورغباتهم، لتتفوّق على العديد من الخدمات التّكنولوجيّة المُنافسة، كإحدى أهم خدمات التّراسل البريديّ في العالم.