جون بول ديجوريا: من رجل بلا "مأوى" إلى واحد من أكبر رجال أعمال أمريكا
تعتبر قصة نجاح جون بول ديجوريا عن إرادة الإنسان القوية في وجه مصاعب الحياة، كما أنها قصة رائعة عن أن من يمتلك الذكاء والبديهة يستطيع صنع المستحيل.
أصبح "ديجوري" واحداً من أهم رجال الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية ودخل قائمة فوربس للأغنياء بعد أن كان رجلاً متسولاً يعيش في الشارع ويطرق الأبواب لبيع زجاجات الشامبو والموسوعات التعليمية حتى يتمكن من تغطية نفقاته.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ولد "جون بول ديجوريا" في 13 من أبريل 1944 في حي إيكو بارك بمدينة لوس أنجلوس، بدأ في التاسعة من عمره ببيع بطاقات عيد الميلاد والصحف إلى جانب أخيه الأكبر سناً لدعم والدته بعد أن انفصل والديه، ودرس في مدرسة أتواتر الإبتدائية ثم تخرج من مدرسة جون مارشال الثانوية عام 1962، ثم تم إرساله مع شقيقه إلى دار رعاية بعد أن فشلت والدته في تأمين المعيشة لهما، كان يبلغ من العمر 22 عاماً عندما قامت زوجته بتركه بعد أن أخذت كل مدخراته، وبعد وقت قصير أصبح ديجوريا من دون مأوى.
قضى "ديجوريا" عامين في البحرية الأمريكية، وتنقل بعد ذلك في مجموعة من الأعمال حيث عمل كمسوق لموسوعة كولير، وبائع لزجاجات الشامبو، كما قام ببيع بوليصات التأمين وعمل كموظف للصيانة، اكتسب خبرة بمنتجات العناية بالشعر عندما كان يعمل في مختبرات ريدكن عام 1971 كأحد بائعي منتجات العناية بالشعر، وبعد عام ونصف من العمل أصبح المسؤول عن المدارس العلمية وسلسلة صالونات الشعر في الشركة، ولكنه طرد من العمل في عام 1975 بعد خلاف مع مديره على استراتيجيات الأعمال التجارية.
وبعد ذلك، انضم إلى شركة فيرموديل للعناية بالشعر حيث حصل على تدريب في مجال الإدارة وأساليب المبيعات ولكنه لم يبقى فيها لوقت طويل، وانتقل بعدها للبيع في معهد علوم الشعر، وحصل على 3 آلاف دولار شهرياً وعمولة بلغت 6%، ولكن تم طرده لأن الشركة لم تتمكن من دفع مستحقاته بعد النجاح الذي حققه.
وفي عام 1980، قرر أن يشارك صديقه بول ميتشل في تأسيس شركة خاصة بهم وحصل على قرض بقيمة 700 دولار من أجل البدأ في أعمال الشركة، وقاموا بتطوير منتجات العناية بالشعر للمصممين المحترفين، وعاني ديجوريا وصديقه ميتشل في خلال العامين الأولين، وكان جون وقتها يعيش في سيارته، ولكن المفاجأة كانت في السنة الثالثة عندما حققت الشركة نجاحاً غير مسبوق وبلغت إيراداتها مليون دولار ووجدت طريقها إلى آلاف الصالونات، وتقدر إيرادتها اليوم بحوالي المليار دولار سنوياً.
وفي عام 1986، طلب مايكل غوستين من ديجوريا أن يمول شركة من شأنها أن تعمل على استكشاف الغاز والنفط بطرق لا تؤذي البيئة، وافق جون وأسس شركة غوستين للطاقة. وبعد وفاة ميتشل بول عام 1989، أسس ديجوريا شركة باترون سبيريتس إلى جانب أكثر من 12 شركة أخرى من بيت بلوز إلى ديجوريا دياموندز، وهو مهتم بمجموعة من الصناعات مثل علوم الحياة والاتصالات واليخوت.
تقدر ثروة ديجوريا حوالي 3.1 مليار دولار، وقد حصل على العديد من التكريمات والجوائز منها جائزة "Lone Sailor" عام 2012 لخدمته البلاد والمجتمع، وكرمته مؤسسة "The Dream" عام 2014 وأهدته جائزة الإنسانية لمساهماته الكبيرة في برامج المؤسسة، وفي العام نفسه حصل على تكريم خاص من مجلس إدارة "Beauty Industry West" وقدمت له جائزة "Legend of Beauty" لكونه أحد المبتكرين في عالم صناعة الجمال.