جورج كلوني وطاقم فيلم The Monuments Men في لقاء خاص وحصري مع ليالينا
جلست ليالينا الشهر الماضي مع نخبة من ممثلين هوليوود في مدينة لوس أنجليس في الولايات المتحدة الأمريكية، وهم جورج كلوني George Clooney ومات ديمون Matt Damon وكيت بلانشت Cate Blanchett وجون غودمان John Goodman وبيل موري Bill Murray وبوب بالابان Bob Balaban الذين يشاركون معاً في فيلم The Monuments Men والذي سيُعرض في صالات السينما العربية في الـ20 من شهر فبراير/شباط المقبل.
تحدث معنا الجميع عن مشاركتهم في هذا الفيلم بشكل عام وعن الحضارة والآثار وتأثيرها على البلدان، إليكم اللقاء التالي:
فيلم Monument Men يناقش موضوع من العيار الثقيل، هل اخترتم الفئات العمرية التي ستشاهده منذ البداية؟
كلوني: نعم، لقد أردنا صناعة فيلم مسلٍّ، إذ احببنا القصة مع إننا لم نكن نعرف شيئاً عنها ولم يتطرّق إي فيلم عن الحرب العالمية الثانية إليها من قبل، وأردنا أن تكون واضحة وأن تُناقش بشكل جدّي وبطريقة ممتعة، هذا كان هدفنا.
سؤالي إلى بيل موري Bill Murray.. كيف عُرض عليك المشاركة في هذا الفيلم؟
موري: كان كلوني يخطط لإنتاج هذا الفيلم منذ عام، وبالفعل لفت إنتباهي ولكنه لم يوجه إلي دعوة للمشاركة فيه في ذلك الوقت، وبعد عام من التفكير فيه، سألوني إن كنت مهتماً بالإنضمام، وهنا لم اتردد أبداً بالموافقة، فقد جذبتني قصة الفيلم وقليلون جداً الذين يعرفون هذه القصة، وصناعتها مع هذا الطاقم من الممثلين كان قيمةً مضافةً، فقد استمتعنا كثيراً أثناء التصوير. عندما شاهدت الفيلم للمرة الأولى تذكرت كم ضحكنا بعد تصوير كل مشهد. لقد اهتم كلوني بالجميع، وأنا لم أشعر بهذا الدعم من قبل، وجميع الممثلين المشاركين بالعمل كانوا رائعين في مشاهدهم، كما زرنا مواقع مدهشة، وأكلنا جيداً (ضاحكاً)، ولا مانع لدي من العودة إلى موقع التصوير ومتابعة العمل غداً.
غرانت: إن لم يشاهد الفيلم عدد كاف من الناس سوف نفعل ذلك، لذا نرجوا أن يذهب الجميع لمشاهدته (ضاحكاً).
كلوني: الجزء الثاني ربما.
موري: أو ربما نعود بالأحداث إلى ما قبل البداية.
كلوني: نعم، ولكن سنضطر إلى الإستعانة بممثلين أصغر عمراً (ضاحكاً).
موري: انتظر! ماذا تعني؟
عملية حماية الآثار استمرت لأكثر من 20 عاماً، ولا زال هناك أكثر من 600 قطعة مفقودة، فخلال تحضيراتكم لهذا الفيلم، هل وجدتم أن هناك أي عمليات أو قرارت ستُتخذ بما يتعلق بالقطع المفقودة؟ وما هو مستقبل هذه القضية؟
كلوني: في البداية، هنالك العديد من العناصر المعقدّة، فالكثير من هذه الآثار تم العثور عليها وهي في منازل الناس أو في المتاحف، وبعضها أُعيدت من المتاحف إلى أصحابها، وهذه بالطبع عملية طويلة وليست سهلة أبداً. هنالك الكثير من الناس في روسيا يعتقدون أنهم فقدوا 25 مليون شخص خلال الحرب العالمية الثانية، والمنتصر يستطيع إثبات أن قطعة أثرية ما تعود ملكيتها إلى عائلته وهذه العملية قد تطول ليتواراها الأجيال حتى ينجحوا بإعادتها. على الرغم من ذلك وبطبيعة الحال، إن أردت أن تُعاد إليك أحد القطع ستكون هذه عملية طويلة ومستمرة. وأخيراً.. تبحث فكرة الفيلم كما تعلمون عن فقدان القطع الأثرية والفنية، وهذا الموضوع مشابهاً جداً لما يحصل حالياً في سورية، يجب على الناس هناك أن يتفهموا كم هو مهم الحفاظ على هذه الآثار التي تدل على ثقافة وحضارة الدولة وسيحين الوقت لإيجاد وسيلة لإسترجاع هذه الآثار في حال تم فقدانها وذلك سيحتاج إلى عمل ومتابعة أجيال.
هذا السؤال موجه لـ كيت بلانشت.. أولاً مبروك على ترشيحك لجائزة الأوسكار.. كيف كان شعورك عندما تم ترشيحك في ذلك اليوم لجائزة الأوسكار لدورك في فيلم Blue Jasmine؟
كان رائعاً، فأنا أحب التحدث مع الصحفيين، وأنا استمتعت جداً في العمل مع زملائي هنا.
إقتصرت جميع مشاهدك على التمثيل مع مات ديمون، هل أردتِ أن تتوسع مشاركتك في الفيلم والتمثيل مع الجميع؟
كيت: هل تستطيع أن تتخيل خيبة الأمل التي شعرت بها؟ (ضاحكة). بالفعل، كانت جميع المشاهد مع مات ولسوء الحظ مضيت وقت قصير جداً في برلين أثناء التصوير، ولكنني بالرغم من ذلك سعيدة جداً بهذه المشاركة حيث تسنى لي فرصة العمل مع جورج الذي كان مُرشداً رائعاً بالطريقة التي يصنع فيها فيلمه والطريقة التي يسرد فيها القصة حول ما يحدث في العالم. أحببت كيف تحدث جورج مع كل شخص فينا عن قصة The Monuments Men.
كلوني.. أنت تخرج فيلماً سينمائياً كل ثلاث سنوات تقريباً، هل تفعل ذلك عمداً؟
كلوني: الإخراج عادة يأخذ وقت طويل لتحضير النص والعمل ومرحلة التصوير وما بعد التصوير، وهذه العملية تستمر لبضع سنوات، وبالنسبة لي يجب أن تحصل عمليتا الكتابة والإخراج على وقتٍ كافٍ للإبداع، وأنا أعمل مع العديد من المخرجين عادة لأتعلم المزيد، فقد عملت مع الأخوين Cohen وAlexander Payne، ومن هما تعلمت العمل مع المخرجين وسرقة الطريقة التي يخرجون فيها أفلامهم (ضاحكاً). الحقيقة هي أن عملك وأملك في العمل ستكون ذاتها مع أي مخرج، قد تنجح أو تفشل في عمل ما ولكن تحاول دائماً تقديم الأفضل، فأنا أحب الإخراج أكثر من التمثيل. وأن تخرج فيلمك وتمثل فيه في الوقت نفسه أمر صعب إلى حد ما. ما أريد قوله أنني استمتع بالإخراج بغض النظر إن كان عملي يتحسن أم لا.
كلوني.. كيف استطعت جمع الممثلين في هذا الفيلم، خاصةً في مشهد عيد الميلاد المجيد؟
كلوني: جمع الممثلين كان ممتعاً، لم نستطع إحضار براد بيت فأضطررنا اختيار مات ديمون بدلاً منه (ضاحكاً).
ديمون: أخبرني كلوني أنني سأعمل مع كيت بلانشت.
كلوني: كان ذلك ممتعاً فعلاً، كنت جالساً مع غرانت نكتب السيناريو، ولم نكن قد فكرنا بـ بوب بالابان بعد، حيث كنا مقتنعين جداً بـ بيل موري، ثم جلسنا نتساءل من الممثل الذي سيكون الضحية في المشاهد مع بيل موري؟ ثم ذهبنا إلى حفلة فيلم Argo والتقينا بـ بوب (ضاحكاً)، فجأة نظر إلي غرانت وقال "بوب سيكون ممتازاً".. بالنسبة للبقية، كنا نكتب ونحن نتخيلهم، ذلك يجعل الكتابة أسهل.
في مشهد عيد الميلاد المجيد، لم نتوقع أننا سنستخدم هذه القطعة الموسيقية، حيث قامت ابنة صديقي التي عمرها 16 عاماً بغنائها وتسجيلها في المدرسة، وكما ترون استخدمناها في الفيلم، كنت رائعة والفتاة بالفعل موهوبة.
كيف كان التصوير في ألمانيا؟
ديمون: أنا أحب العمل في برلين، لقد زرتها من قبل لتصوير الجزء الثاني من سلسلة أفلام Bourne، إذ قضيت فيها وقت طويلاً، إنها إحدى المدن المفضلة لدي في العالم. وعندما تتحدث مع الألمان تجد أنهم مثقفين جداً ويعرفون تاريخ ما حصل في الحرب العالمية أكثر من الأمريكان، وهذا يجبرك على سماع قصصهم وفهمها.
كلوني: في الحقيقة أنا حزين على الممثلين الألمان الذين شاركوا في العمل، لأنهم وبعد 75 عاماً لعبوا دور النازيين، فعندما طلبناهم لجلسة قراءة السيناريو كانوا ينظرون إلي بإشمئزاز بعد كل سطر يقرأونه (ضاحكاً)، فاعتذرت منهم نوعاً ما، وأحدهم غيّر شخصيته التي سيلعبها إذ قال لي ربما أنها شخصيته تكره النازيين وقد ينقلب عليهم خلال الأحداث، فأخبرته "لا، إنها شخصية نازي سيء جداً.. أرجوك، كن سيئاً" (ضاحكاً).
بلانشت: كان لابد من تصوير الفيلم في برلين، إنه أنسب المواقع لفيلم كهذا، إذ استطعنا التركيز على ثقافة وحضارة الألمان، فهذا البلد تضرر كثيراً في الحرب العالمية الثانية. وعدد الفنانين الذين يعيشون هنا لا يصدق، واقتصاد ألمانيا قوي جداً بالنسبة لباقي دول العالم، وهذا يعود لفهمهم لمعنى الحضارة. كان العمل في ألمانيا رائعاً بالفعل.
جورج معروفٌ بمقالبه الجريئة في مواقع التصوير، هل كان أحدكم ضحية لهذه المقالب؟
كلوني: في الحقيقة لقد كنت مشغولاً جداً، لم يكن لدي وقت لمقالب كهذه (ضاحكاً).
جون غودمان.. هل كان عملك في هذا الفيلم أفضل من عملك في Argo؟
غودمان: تقريباً (ضاحكاً).
كلوني: في الحقيقة جون مسلياً جداً، وهو يحب ما يفعله، وجميع من في موقع التصوير متعطشين لسماع تعليقاته.
غودمان: للأسف هذا لا ينعكس حالياً على هذا اللقاء (ضاحكاً).
كلوني.. عندما يتعلق الأمر بالدوافع والإلهام، هل تشعر أنها اختلفت الآن عن ما كانت عليه في بدايتك كممثل؟
عندما تبدأ كممثل يكون هدفك الحصول على عمل، و كنت ممتناً ومتحمساً عندما مثلت في المرة الأولى. هذه الأشياء تتغير في كل مرحلة من مراحل الحياة، فأنا وغرانت كنا شركاء منذ وقت طويل، نحاول البحث عن قصص فريدة من نوعها لتحظى على اهتمام الاستوديو، وفيلم The Monument Men حظى على طاقم عمل جعل صناعته أسهل، فمن الصعب إنتاج أفلام كهذه، حتى فيلم Argo شكّل تحدياً كبيراً لنا وتطلّب إنتاجه وقتاً طويلاً. نحن نحاول صناعة أفلام فيها روح من التحدّي، أحياناً تكون ناجحة وأحياناً لا. فإلهامنا بشكل عام صناعة أفلام من الصعب إنتاجها.
مات ديمون.. أنت وكلوني أصدقاء منذ وقت طويل، كيف كان العمل معه كمخرج؟
كلوني: ليس لدينا وقت للإجابة على هذا السؤال (ضاحكاً).
ديمون: (ضاحكاً) العمل مع جورج كان مشابهاً تماماً للعمل مع المخرج ستيفن سوديبرغ، أعتقد لأنهما شاركا معاً في الكثير من الأعمال، ولديهما شركة خاصة منذ وقت طويل. جورج مبدع كمخرج، وأقل إزعاجاً كصديق (ضاحكاً), لقد عملت مع الكثير من المخرجين المبدعين، وجورج يستحق أن يكون برفقتهم.
هل رجال الآثار موجودين في الجيش الأمريكي في المواقع الساخنة لحماية الآثار والفن؟
كلوني: نعم هؤلاء الرجال موجودين بالفعل، ودعمهم أصبح أضخم في الوقت الحالي. في الحقيقة، هنالك مشهد في الفيلم نقول فيه "إن أبعدت الحضارة تستطيع قتل الناس والعائلات، ولكن إن دمّرت الحضارة، هنا تكون المجزرة الحقيقية". تحدثنا أنا وغرانت عن القرى في السودان ودارفور، فهناك لم يكتفوا بقتل العائلات والأطفال، بل دمرّوا الحضارة التي صنعها الأجداد لتصبح قراهم منسية. وبدأنا فهم الخطأ الفاضح الذي قام به الجيش الأمريكي في العراق، إذ لم يحمي الآثار والقطع الفنية النادرة هناك خلال حرب العراق، إذ صرفوا النظر عن حماية المتاحف وكل ما سُرق ضاع للأبد، وهذا يؤثر سلباً على المجتمع، وأنا متأكد أن الجيش تعلّم درساً بعدما حصل. عندما يسمع أحدهم أن هنالك فيلماً عن الحفاظ على الآثار، ذلك لا يبدوا مسلياً، ولكن عليك أحياناً تذكير الناس كم هو مهماً.