جورج خباز: ابني المختلف استفز إنسانيتي!
بعدما أحدث نقلة نوعية في المسرح الكوميدي على مر عشر سنوات، يراهن الممثل جورج خباز اليوم على نجاح فيلمه السينمائي "غدي" الذي يسلط الضوء فيه على واقع حقيقي يكمن في عدم تقبل الآخر وخصوصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة. ماذا يقول عن فيلمه الجديد واي رسالة يرغب في توجيهها؟ التفاصيل في هذا الحوار
نبارك لك فيلمك السينمائي "غدي" الذي يعرض في الصالات اللبنانية. هل لك ان تخبرنا في البداية عن اصداء الاقبال عليه؟
الاصداء جيدة والفيلم يشهد اقبالاً ملفتاً خصوصاً بعد حفل الافتتاح الحاشد في ABC ضبية الذي خصص لعرضه سبع صالات استوعبت الاعداد الغفيرة التي حضرت من وجوه اعلامية وفنية وصحافية. أنا فخور جداً بهذا الفيلم لأنه اتعبنا واحتاج إلى بذل الكثير من الجهود والمحبة والصدق والاحترام خلال سنة ونصف سنة من العمل المتواصل. واتمنى ان يلمس المشاهد الصدق في تقديم هذا العمل بطريقة محترفة للغاية.
لقد اعتدنا معالجتك المواضيع الاجتماعية الحساسة في قالب كوميدي. وتطرقت في فيلمك الجديد إلى التخلف في مجتمعنا وعدم تقبل الآخر. هل لك ان تطلعنا على قصة العمل بشكل عام؟
تدور قصة الفيلم حول رجل يدعى نضال يتزوج ويرزق ولدا من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيحاول اقناع المجتمع أن لابنه دورا ويساعده على الانخراط فيه، لكنه اي المجتمع لا يتقبل ابنه بسبب احتياجاته الخاصة على الرغم من أنه كان السبب في زواج الوالد الذي يثبت في الفيلم ان لكل فرد في المجتمع احتياجات خاصة بطريقة أو بأخرى. لن استرسل في سرد المزيد من التفاصيل بل سأدعو الناس إلى مشاهدته في صالات السينما.
سبق وعملت مع جمعية تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة. هل لك أن تخبرنا عن تلك التجربة؟
صحيح لقد سبق وعملت مع جمعية "اكسوفيل" التي تعنى بالاولاد ذوي الاحتياجات الخاصة. فقد تلقيت دعوة من صديقي ربيع فريحة المتخصص في العلاج المسرحي لذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في دور صغير ضمن مسرحية شارك فيها هؤلاء الاولاد. في البداية استفزتني التجربة، لكنني غرقت في عالمهم منذ حوالى الخمس سنوات واكتشفت فرحهم وصدقهم ومحبتهم الصادقة الخالية من المصالح. لكنني وفي الوقت ذاته اكتشفت مدى التقصير بحقهم وتهميشهم من خلال نظرة المجتمع اليهم الامر الذي ينعكس سلباً عليهم وعلى اهلهم خصوصاً ان البعض منهم يخجل بهم. لذلك أحببت الاضاءة على هذا الموضوع لننطلق من خلاله على اختلافات أخرى تشمل الدين والعرق والفكر والطائفي . "اذا ما عم نقدر نتقبل انسان خلقة ربنا كيف ممكن نتقبل انسان من غير طائفة"؟ مجتمعنا للأسف يعاني آفة عدم تقبل بعضنا البعض والنظرة المتخلفة للمختلف. لذلك هؤلاء الاولاد هم نعمة بالنسبة الينا لنقدر الانسانية من خلالهم.
وصف وزير الثقافة غابي ليون العمل بالجيد واضاف بأنه يستحق تمثيل لبنان في المهرجانات العالمية. ما هو ردك؟
اتوجه بجزيل الشكر إلى معاليه الذي تواجد في حفل الافتتاح وأتمنى ان يحظى فيلم "غدي" بفرصة يستحقها في المهرجانات العالمية التي سيشارك فيها.
طرح العديد من الاعمال السينمائية الهابطة ساهم في زعزعة ثقة المشاهد اللبناني بالسينما اللبنانية. كيف ستعيد رأب صدع الثقة هذه من خلال فيلم "غدي"؟
عندما بدأت العمل من خلال المسرح في العام 2004 طلبوا مني تجنب تلك الخطوة لأنه ما من جمهور مسرحي في لبنان، عندها أجبتهم بأن الجمهور موجود متى وجد المسرح الذي يليق بطموحهم. لذلك كما نجحنا مع الناس من خلال المسرح خلال 10 سنوات الامر الذي ولد بيننا ثقة موسمية اعدهم بتحقيق النجاح ذاته من خلال فيلم "غدي" الذي لا يشبه اي فيلم لبناني وسيشكل مفترقاً جديداً في السينما اللبنانية، واتمنى لو نعوض نقص بعض الأفلام التي لم تكن في المستوى المطلوب. كلمة حق تقال ان بعض الأفلام في السينما الحديثة كانت ناجحة مثل افلام نادين لبكي وفيليب عرقتنجي وفيلم "رصاصة طايشة" وغيرها الكثير.
ما هي الانتقادات التي وجهتها إلى ادائك في العمل؟
لم اتمكن من ملاحظة اي خطأ فيه لأنه بمثابة مولودي الأول، لذلك أنا سعيد وفخور جداً بهذا الفيلم وانتظر رد فعل الناس.
ما هي مشاريعك الجديدة؟
سأطلق مسرحيتي الجديدة خلال الشهر المقبل التي تحمل عنوان "ناطرينو" وهي عبارة عن مسرحية كوميدية واجتماعية وستشكل نقلة نوعية ليس فقط على صعيد المسرح الخبازي إنما على صعيد المسرح اللبناني.
اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية لتصلك اخر المقابلات الحصرية على بريدك