جوجل 2016 .. عملاق البرمجيات في عام
مع منتصف عام 2015، أعلنت جوجل عن أحد أهم القرارات الإدارية في تاريخها، فقد انقسمت الشركة إلى شركتين، جوجل التي لا تزال تهتم بمحرك البحث والإعلانات وتطوير البرمجيات مثل أندرويد، وشركة أخرى تضم جوجل تحت نطاقها، وهي "ألفابيت" التي استأثرت ببعض الشركات والمشاريع. وقد أدى هذا الانقسام لطرح سؤالين في غاية الأهمية على مدى عام 2016: هل كان هناك حاجة لإنشار ألفابيت من الأساس؟ وهل ستتمكن جوجل من الحفاظ على قوتها تحت الإدارة الجديدة لساندر بيتشاي؟
لا يمكن الإجابة على السؤالين بنعم أو لا فقط، فالأمر أكثر تعقيداً من هذا، وماحدث خلال عام 2016 خير دليل على هذا التعقيد.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
فلقد مرت الشركة الأم "ألفابيت" بعام صعب وقاسي، فلم يثبت مشروع Nest نجاحه حتى اليوم كما تغيرت إدارته أكثر من مرة، كما لم تجد Boston Dynamics المتخصصة في الروبوتات من يشتريها حتى الآن، في الوقت الذي لم ينجح فيه مشروع Wing في إنتاج طائرة Drone كاملة النجاح. ناهيك عما حدث في مشروع X الخاص بالسيارات ذاتية القيادة الذي تم ضمه لشركة Waymo التابعة لألفابيت لمساعدته على إنتاج سيارته ذاتية القيادة.
ولكن وعلى الرغم من كل هذه الأزمات لا تزال ألفابيت تحاول أن ترتب أوراقها الداخلية، وأن تعيد صياغة أفكارها ومشاريعها، وهو ما يبدو أنها على وشك النجاح فيه.
أما جوجل فقد مرت بعام صخب تحت قيادة "بيتشاي" فقد أطلقت جوجل للمرة الأولى في تاريخها منتجات قامت بتصنيعها بنفسها مثل هاتفي بيكسل وبيكسل إكس إل، والمساعد المنزلي "هووم" وأجهزة الاتصال بشبكة واي فاي، في الوقت الذي ألغت فيه مشروعها لهاتف الملحقات، وهو قرار صائب على المستويين الاستهلاكي والاقتصادي.
كما تمكنت جوجل من قطع شوط كبير في مجال تقنية الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلات، فقد طرحت جوجل مساعدها الشخصي Google Assistant الذي يقدم نقلة كبيرة في عالم المساعدات الشخصية، بالإضافة إلى التحسينات والتحديثات الهائلة التي مرت بها خدمات جوجل وعلى رأسها محركها الأشهر للبحث.
على الجانب الآخر واجهت جوجل صعوبات فيما يتعلق بمنصة الساعات الذكية التي تأجل تطويرها لأكثر من مرة، كما لم تنجح في التسويق لجهاز كمبيوتر Chromebook العامل بنظام تشغيل كروم، بالإضافة إلى فشلها الواضح في المنافسة في مجال المحادثة والتواصل الاجتماعي، ناهيك عن الأزمة التي تواجه كافة وسائل التواصل حالياً، ألا وهي الأخبار الكاذبة.
إجمالاً، لم يكن عام 2016 هو الأفضل خاصة لشركة ألفابيت، ولكن ومع طرح جوجل وألفابيت لرؤيتهما للعام الجديد، والخطوات التي تم اتخاذها مع نهاية العام الحالي، يبدو أن الشركتين يمتلكان رؤية أكثر وضوحاً للمستقبل عن ذي قبل، وهو ما سنتأكد منه مع مرور العام القادم.