جنوب إفريقية من أصل ألماني تفوز بسباق الإبحار بقارب حول العالم
فيما يعد إنجازاً تاريخياً، فازت الجنوب إفريقية من أصل ألماني من ناحية الأب، كيرستن نويشيفر بسباق غولدن غلوب للقوارب لتصبح أول سيدة تكمل رحلة إبحار حول العالم.
عبرت نويشيفر، المولودة في جنوب إفريقيا من أب ألماني وأم انجليزية، خط النهاية في غولدن غلوب على ساحل فرنسا الغربي في وقت متأخر من يوم الخميس بعد أكثر من سبعة أشهر قضتها في البحر.
أكملت الرياضية البالغة من العمر 40 عامًا، رحلتها حول العالم على متن قاربها الذي يحمل اسم "مينيهاها"، متغلبة بذلك على منافسيها ال15 دون السماح لها بالتوقف في موانئ أخرى، أو تلقي أي مساعدة أو تجهيزها بأجهزة الملاحة الحديثة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.
فوز في يوم تاريخي
وتصادف فوز نويشيفر في "يوم حرية جنوب إفريقيا" وهو الاسم الذي أطلق على اليوم الذي جرت فيه أول انتخابات بعد انتهاء الفصل العنصري الأول في عام 1994.
قالت كيرستن نويشيفر في مؤتمر صحفي عقد يوم الجمعة : "هذا يوم مانديلا، ومن بين جميع الأشخاص الذين أعرفهم ، إذا كان هناك شخص واحد أتمنى أن أكون قد التقيت به، فهو نيلسون مانديلا"، وأضافت: "أنا أحب جنوب إفريقيا كما هي الآن، وهذا بفضل مانديلا.. كان تضحيته ضخمة."
وفور نزولها على الشاطئ في مدينة "ليه سابل دولون" عانقت نويشيفر والدتها التي بدت فخورة للغاية بإنجاز ابنتها الرياضي، وقالت نويشيفر إن "الحرية بالنسبة لي هي حرية قدرتي على خوض هذا السباق"، وأضافت: "في هذا العصر، يمكنني القيام بهذه الأمور إذا أردت، لكن في جيل والدتي، لم تتمكن النساء من عمل ذلك وربما كانت المعركة في هذا الوقت تحمل الكثير من التحديات بشكل أكبر من اليوم.
سباق محفوف بالمخاطر
تظهر التحديات الشديدة التي حفل بها السباق في حقيقة أن اثنين آخرين من المتسابقين فقط قد يتمكنا من إكمال السباق إلى نهايته إضافة الى البطلة الجنوب إفريقية. ومن المتوقع أن يصل الهندي أبهيلاش تومي في الأيام القادمة فيما لايزال النمساوي مايكل جوغنبرغر قرب جزر الكناري.
يذكر أن المتسابقة البريطانية إيلين ماك آرثر كانت قد أنهت سباقاً مماثلاً يحمل اسم "فيندي غلوب Vendee Globe" في المركز الثاني عام 2001.
ولم يكن الأمر سهلاً بالنسبة إلى نويشيفر، والتي كان عليها أن تخوض السباق وسط العديد من العواصف الشديدة، لكن العبوس الذي لازمها طوال تلك الرحلة الشاقة تحول إلى ابتسامة مبتهجة وهي تعبر خط النهاية.
وقالت نويشيفر، بعد أن وصلت إلى الميناء واستقبلت المحتفلين بفوزها والذين اصطفوا على الشاطئ: "إنه أمر لا يصدق، هذا جمع كبير من الناس بعد كل هذه الأشهر التي قضيتها وحدي في البحر" .. "تغمرني الكثير من المشاعر الفياضة الآن ويشرفني أن هناك الكثير من الناس هنا ولا أعتقد أنني سأعيش لحظة مماثلة مرة أخرى.".
وكانت نويشيفر قد أعادت بالفعل كتابة تاريخ السباقات البحرية لتصبح في 15 فبراير/شباط أول امرأة تجتاز منطقة كيب هورن بالقرب من سواحل شيلي وهي منطقة شديدة الخطورة يلتقي فيها المحيط الهادئ بالمحيط الأطلنطي.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أنقذت بشجاعة منافسها الفنلندي تابيو ليهتينن، الذي غرق قاربه قبالة سواحل جنوب إفريقيا. وتقديراً لبطولتها، تم تقليل وقت انتهاء السباق بمقدار يومين كاملين ليصبح 233 يومًا و 20 ساعة و 43 دقيقة و 47 ثانية.
الأمر المحزن أن نويشيفر قد تضطر إلى بيع قاربها - والذي أصرت على قضاء آخر ليلة فيه قبل وداعه - بسبب ديون عليها. وقالت: "أفكر في بيع القارب لأني مدينة بالمال، لكن سيكون من الصعب توديعه للأبد .. يجب أن يذهب إلى شخص يقدر قيمته ليستمر في استخدامه بشكل جيد."
ع.ح./ع.ج.م