جماز السحيمي.. رمز القيادة المالية في السعودية

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024
مقالات ذات صلة
جماز السحيمي
السوق المالية السعودية (تداول)
الجوائز المالية للسوبر الإسباني في السعودية

خلال أكثر من 45 عامًا استطاع أن يبرز كقائد ورائد مالي اتصف بسداد الرؤية والقدرة على تذليل العقبات وتحويلها إلى فرص ومن ثم إلى واقع ملموس، وأصبح من النخب التي تمكنت من تحقيق إنجازات هامة، وتركت بصمة مؤثرة في القطاع المصرفي المالي في الدولة.

إنه جماز بن عبدالله السحيمي الوطني المخلص أيقونة الاقتصاد الوطني السعودي أول رئيس لهيئة سوق المال، وأحد أبرز رجال التنمية في السعودية والخليج، والذي شغل خلال مسيرته مناصب عليا في مؤسسات عامة وخاصة، وتضمنت خبرته في القطاع الحكومي في المملكة العمل في مناصب هامة، منها وزارة المالية.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

في محافظة القويعية غرب الرياض، ولد جماز السحيمي عام 1945، ونشأ في كنف أسرة كريمة، غرس فيه والده القيم النبيلة والأخلاق الحميدة، وحظي برعاية أبوية فائقة، فكان والده مصدر قوته، وأمه ملاذه الآمن.

أتم السحيمي تعليمه العام في المملكة متفوقًا على أقرانه، ثم التحق بجامعة الملك سعود، وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية، ليواصل دراسته في الولايات المتحدة، وحصل على درجة الماجستير في الهندسة الكهربائية من جامعة واشنطن العريقة.

وفي الولايات المتحدة، اكتشف السحيمي شغفه بالعمل في القطاع المالي، فحول مسار مستقبله لهذا القطاع، وحصل على دورة تدريبية لمدة 8 شهور في الأعمال المالية والمصرفية في مانهاتن بنيويورك، ليعود بعدها إلى المملكة، وينقل ما اكتسبه من خبرات لبلاده.

التحق جماز السحيمي بالعمل الحكومي لدى عودته إلى المملكة، وشغل منصب نائب مدير عام صندوق التنمية الصناعية عام 1982، ولمدة عامين، ثم شغل منصب مدير عام رقابة البنوك عام 1984.

في عام 1989 تولى منصب وكيل محافظ مؤسسة النقد للشؤون الفنية، وكان له الفضل في إنشاء المعهد المصرفي التابع للمؤسسة، وخلال شغله هذا المنصب طور نظام المدفوعات السعودية، رافعًا كفاءته من خلال الشبكة السعودية، وقد أسهمت جهوده في تحقيق تطورات نوعية في العمليات البنكية والقطاع المصرفي.

وضع جماز السحيمي لبنة أساسية في بناء اقتصاد سعودي مزدهر ومستدام، ومن خلال جهوده الدؤوبة، تمكن من إرساء بنية تحتية مالية قوية ومؤسسات مالية فعالة، مما مهد الطريق لتحقيق رؤية المملكة 2030، وتحولها الاقتصاد الشامل.

أول رئيس لمجلس إدارة هيئة السوق المالية السعودية

في عام 2004، عين السحيمي أول رئيس لمجلس إدارة هيئة السوق المالية السعودية، وخلال شغله هذا المنصب، أطلق مبادرات وقرارات تاريخية قادت التحولات اللافتة في السوق المالية.

شهدت فترة شغله هذا المنصب إنشاء شركة "تداول" عام 2007 المتخصصة في تداول الأوراق المالية في المملكة. يُحسب له كذلك إقرار لائحة حوكمة الشركات في المملكة، وهو ما مهد الطريق لدخول رأس المال الأجنبي إلى سوق الأسهم السعودية عام 2015.

في عام 2008، شغل جماز السحيمي منصب رئيس مجلس إدارة بنك الخليج الدولي، وقد تصدى بحكمته ورؤيته السديدة وشخصيته القيادية وقراراته المدروسة، للتحديات والأزمات المالية العالمية، وضمن استقرار قوائم الدخل وميزانية البنك.

أطلق السحيمي عملية إعادة هيكلة شاملة لبنك الخليج الدولي، وتبنى سياسة صارمة لإدارة المخاطر، ونجح في وضع استراتيجيات متكاملة ساعدت في فتح فروع جديدة للبنك، وهو ما عزز من التحول الرقمي والمعلوماتي في إدارة عملياته.

خلال مسيرته، كان للسحيمي عضويات في العديد من الجهات والمؤسسات، ومنها عضويته في مجلس إدارة المؤسسة العامة للبترول والمعادن (بترومين)، ومجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار، وبنك الخليج الدولي، والشركة الوطنية للتأمين التعاوني، والمجلس الوطني للتأمين الصحي.

ورغم ما قدمه من مساهمات هامة للقطاع المالي والمصرفي في الدولي، تجنب جماز السحيمي -رحمه الله- الأضواء الإعلامية، مفضلًا العمل بصمت وتركيز لتحقيق نتائج ملموسة، وهو ما جعله مثالًا في التنظيم المالي الصارم والمراقبة الفاعلة.

رحل جماز السحيمي عن عالمنا يوم الثلاثاء 10 ربيع الأول 1439 هـن الموافق 28 نوفمبر 2017 عن عمر ناهز 72 عامًا في الرياض، حيث وُري الثرى، تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا في القطاع المصرفي، وأثرًا عميقًا في التطوير المالي والمصرفي، ليبقى اسمه حاضرًا في أروقة الريادة ومنصات الوطن.

إن الإرث الذي تركه السحيمي يتجاوز حدود المملكة، فقد ساهم في تعزيز الاقتصاد الخليجي بأكمله، وتظل إنجازاته شاهدة على حنكته الاقتصادية ومساهمته الكبيرة في بناء الاقتصاد الوطني.