جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!
يحل فريق بوروسيا دورتموند ضيفا على باريس سان جيرمان الفرنسي في مباراة الإياب في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. ونجح الفريق الألماني في حسم مباراة الذهاب في ألمانيا لصالحه بهدف دون رد.
ورغم أن الفوز في مباراة الذهاب منح بوروسيا دورتموند أفضلية نسبية، إذ يحتاج للتعادل أو الفوز بأي نتيجة لحجز بطاقة التأهل الأولى لنهائي "ويمبلي"، إلا أن موقعة "حديقة الأمراء" تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، ويصعب التكهن بهوية الفائز بها.
حلم ويمبلي!
ويضع باريس سان جيرمان الفوز بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا نصب أعينه منذ مدة طويلة، حيث ضخ الفريق الباريسي أمولا ضخمة للتعاقد مع أحسن المواهب الكروية على أمل صعود منصة التتويج القارية والظفر بالكأس "ذات الأذنين".
وتعاقد باريس سان جيرمان بداية الموسم مع المدرب لويس إنريكي، الذي غير من جلد فريق العاصمة الفرنسية، إذ أصبح الآن يعتمد على تشكيلة تعج بالشباب المتعطش لتحقيق الألقاب، فضلا عن عناصر أخرى ذات خبرة كبيرة.
وظهرت لمسة المدرب الإسباني بشكل كبير على باريس سان جيرمان هذا الموسم، حيث يقدم الفريق كرة قدم هجومية تجمع بين اللعب الجميل، والفعالية والغزارة التهديفية أمام المرمى.
ويسعى باريس سان جيرمان لأن يكون أول فريق في تاريخ البطولة يصل إلى المباراة النهائية بعد الخسارة في مباراتي الذهاب بدور الثمانية وكذلك الدور قبل النهائي، علما بأن فريق العاصمة الباريسية قلب تأخره في مباراة دور الثمانية أمام برشلونة الإسباني.
ويُعاب على باريس سان جيرمان أخطاء مدافعيه وأحيانا رعونة حارسه الإيطالي دوناروما، فقد فشل الفريق الفرنسي في الحفاظ على نظافة شباكه في سبع مباريات متتالية في كافة المسابقات.
كما عانى باريس سان جيرمان في مباراة الذهاب أمام بوروسيا دورتموند من "نحس" كبير أمام مرمى دورتموند، حيث أهدر ديمبيلي ومبابي في أكثر من مرة فرصا سانحة للتسجيل، وهو ما كلف الفريق غاليا.
ويدرك لويس إنريكي أن طريق فريقه نحو النهائي، الذي سيحتضنه ملعب ويمبلي لن يكون مفروشا بالورود. وقال في تصريحات تناقلتها وسائل إعلام فرنسية: "أثق بأن فريقي سيقاتل، وهدفنا هو التأهل إلى النهائي".
أما رئيس نادي باريس سان جيرمان ناصر الخليفي، فقد علق على مباراة فريقه أمام بوروسيا دورتموند قائلا: "ستكون الأجواء مهمة جدا، إننا متحمسون للعب أمام جماهيرنا، فهي بمثابة اللاعب رقم 12". وأضاف في تصريحات خص بها صحيفة "ليكيب" الفرنسية: "ربما تكون المباراة الأكثر أهمية منذ أن توليت رئاسة النادي".
جدار ألماني
في المقابل، يُتوقع أن يرجع بوروسيا دورتموند للوراء ويدافع بقوة على نتيجة الذهاب. وتعول جماهير الفريق القادم من ولاية شمال الراين ويستفاليا على قوة دفاعه بقيادة هوملز وشلوتبيرك، بالإضافة إلى براعة الحارس السويسري كوبل.
ويأمل بوروسيا دورتموند في تكرار سيناريو 2013، عندما وصل الفريق إلى النهائي تحت قيادة مدربه السابق يورغن كلوب. بيد أنه انهزم في النهائي بهدف دون رد أمام خصمه التاريخي بايرن ميونيخ.
كما يُعول دورتموند على مسابقة دوري أبطال أوروبا لإنقاذ موسمه، لاسيما وأنه يحتل المركز الخامس في الدوري الألماني لكرة القدم "بوندسليغا"، وخرج في وقت سابق من كأس ألمانيا.
ويُدرك مدرب الفريق إدين ترزيتش الضغوط المُلقاة على عاتقه للعودة بنتيجة إيجابية تنسي الجماهير والإدارة معا خيبة الموسم الحالي. وقال المدرب الشاب إن مهمة فريقه لم تُحسم بعد. في إشارة لما ينتظر الفريق في ملعب حديقة الأمراء.
وعلى مدى سنوات، أثبت بوروسيا دورتموند أنه من الفرق، التي يصعب مواجهتها، إذ يتمتع الفريق بقدرة كبيرة على اللعب بطرق تكتيكية مختلفة تتناسب مع طبيعة كل مباراة. كما يتمتع بالجودة على المستوى الفردي.
ولا شك أن الأنظار ستتجه بشكل أكبر لنجم الفريق سانشو، الذي استعاد توهجه من جديد بعد تجربة "كارثية" مع مانشستر يونايتد. وسيحاول إدين ترزيتش الاستفادة أيضا من سرعة وقوة مهاجمه نيكلاس فولكروغ، خاصة في الضربات الرأسية.
ويرى سيباستيان كيل المدير الرياضي لدورتموند أنه "ستكون هناك مراحل لا يمكن فيها إيقاف هجوم باريس سان جيرمان. ومراحل ولحظات نحتاج فيها إلى الحظ". وأضاف في تصريحات لمجلة "كيكر" الألمانية: "الفريق الأكثر جوعا والمستعد لتحمل الصعاب في اللحظات المناسبة سيفوز".