جابر بن حيان.. أبو الكيمياء وأول من اكتشف القلويات

  • بواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: الجمعة، 23 أكتوبر 2020
مقالات ذات صلة
أنس جابر
الكيمياء في حياتنا: دورها الهام وأثرها على البيئة
نوبل تعلن أسماء الفائزين بالجائزة في الكيمياء

جابر بن حيان، هو أحد أشهر علماء العرب القدامى الذين برعوا في شتى مجالات العلوم، فما بين الكيمياء والفلك وكذلك الطب والهندسة والفلسفة، سطر ابن حيان اسمه بحروف من ذهب، لنكشف الآن عن مشوار حياة وأبرز كتب وإنجازات هذا العالم المسلم الشهير.

نشأة جابر بن حيان

ولد جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي في بدايات القرن الثاني الهجري، حيث تختلف الروايات بين أعوام 101هـ و 117هـ، إلا أنه صار في كل الأحوال من البارعين في مجال الكيمياء، تأثرا بوالده الذي كان صيدليا، ليلقب ابن حيان بمؤسس علم الكيمياء الحديثة بعد مرور السنوات.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

انتقل الأب حيان عبد الله في البداية من اليمن للكوفة، قبل أن ينتقل إلى خراسان بعد أن دعم العباسيين، ليولد نجله البارع، الذي بدا عاشقا لدراسة العلوم منذ الصغر تأثرا بوالده، قبل أن ينتقل الابن لمدينة الأزد اليمنية التي نال فيها لقبه الأزدي.

عرف جابر بن حيان في شبابه بالورع والإيمان، حيث أحبه الجميع كما نال المساعدة من قبل العباسيين اعترافا بوالده الراحل، ليعيش لسنوات في مدينة الكوفة التي انتقل إليها لاحقا، وصار من أبرز علمائها الذين يشار إليهم بالبنان، بعد أن تعلم على يد الإمام جعفر الصادق وكذلك حربي الحميري وفقا لبعض الروايات.

إنجازات جابر بن حيان

عايش ابن حيان في البداية مرحلة كان العلماء فيها يؤمنون ببعض الأفكار العجيبة في عالم الكيمياء، حيث ظل حلم تحويل المواد الرخيصة إلى نفيسة هو الهاجس المسيطر على تفكير الكثيرين، قبل أن يأتي ابن حيان الذي بدأ في دراسة الكيمياء وفقا للمصادر العلمية شأنه شأن أبي بكر الرازي وغيرهم من علماء المسلمين.

توصل جابر بن حيان إلى فهم كامل لعدد من المواد والتفاعلات الكيميائية التي كانت مجهولة من قبل، حيث يعود الفضل لابن حيان في الاكتشاف الأول للمواد الكيميائية الشهيرة المعروفة باسم القلويات، إضافة إلى الصودا الكاوية وأحماض النيتريك والكبريتيك والهيدروكلوريك.

كذلك يعود الفضل لابن حيان في اكتشاف ملح النشادر والبوتاس، كما أنه وراء اكتشاف طريقة الفصل التي تتم بين الفضة والذهب، ذلك بالاعتماد على الأحماض، علما بأنه يعتبر من أوائل العلماء الذين قاموا بتحضير ماء الذهب وماء الفضة.

لا يمكن تجاهل دور العالم المسلم أيضا في اكتشاف عدد من بعض مفاهيم الكيمياء شديدة الأهمية، مثل التقطير والتبلور والتكلس والتسامي والتبخر، كما أنه يعتبر وراء التوصل إلى الصور الفوتوغرافية السلبية، وابتكار الحمض المضيء والورق المضاد للحرائق، وغيرها من الإسهامات الخطيرة في علم الكيمياء.

كتب جابر بن حيان

يزخر تاريخ هذا العالم الكيميائي الشهير، بعدد كبير من الكتب العلمية التي لخصت الكثير من ابتكاراته المذهلة، حيث يملك ابن حيان مئات الكتب، التي تناولت شتى المجالات، في مقدمتها الكيمياء والطب، وإلى جانبها المنطق والأحياء والهندسة وعلم الكون، وكذلك القواعد النحوية والموسيقى، ما يكشف عن مدى اتساع مدارك هذا العالم المسلم.

تتنوع مؤلفات ابن حيان بين كتاب الرحمة الذي تحدث فيه عن تحويل الفضة إلى الذهب، وكتاب السموم الذي تناول فيه كل أنواع السموم وكيفية الوقاية منها، علاوة على كتاب الكيمياء الجابرية الذي احتوى على أبرز إنجازات وابتكارات مؤلفه.

كذلك ألف ابن حيان كتاب المائة واثني عشر، الذي جمع خلاله 112 رسالة عن الكيمياء، وكتاب السبعين الذي ضم كذلك 70 رسالة تخص الكيمياء أيضا، إضافة إلى كتاب الميزان وكتاب الخواص الكبير وكتاب الزئبق.

أقوال المشاهير عن جابر بن حيان

تعددت الإسهامات العلمية التي تركها ابن حيان للعالم بأسره فيما يخص علم الكيمياء، الأمر الذي دفع أشهر العلماء في زمنه ومن بعده إلى مدحه، حيث قال عنه ابن خلدون إنه إمام المدونين الذي يملك علم جابر، في إشارة إلى أن علم الكيمياء يستحق أن يكون باسمه، كما تحدث أبو بكر الرازي عن ابن حيان ممتدحا وواصفا إياه بالعبقري العربي الذي يعتبر الرائد الأول للكيمياء.

كذلك نال ابن حيان كلمات الثناء من علماء وفلاسفة الغرب، إذ وصفه الفيلسوف البريطاني فرانسيس بيكون بأبي الكيمياء الذي علم العالم هذا الفرع من العلوم، فيما قارن الكيمياء الفرنسي مارسيلان بيرتيلو معظما من شأن العالم المسلم، بين أرسطو وابن حيان، مشيرا إلى أن ما يملكه ابن حيان في الكيمياء يوازي ما يملكه أرسطو في المنطق.

وفاة جابر بن حيان

عاش ابن حيان حياة طويلة، حيث يقال إنه تخطى حاجز الـ90 من العمر، قبل أن يرحل عن عالمنا في الكوفة في الفترة ما بين أعوام 195هـ 197هـ، بعد أن أثرى الحياة العلمية بمؤلفاته المدهشة.

في الختام، يعتبر جابر بن حيان أحد أعظم علماء المسلمين الذين برعوا في العلوم المختلفة وفي مقدمتها الكيمياء، ليصبح نيله للقب مؤسس علم الكيمياء الحديثة وأبي الكيمياء، مستحقا دون شك.