ثنائية اللغة وأثرها في بنية دماغك

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: الثلاثاء، 02 نوفمبر 2021
مقالات ذات صلة
كيفية استخدام لغة الجسد لترك أثر إيجابي لدى الآخرين
5 وظائف ربما لا تعلم أن دماغك يقوم بها أثناء نومك
التأثير السحري لكوبك الأول من القهوة على دماغك

يعتبر موضوع اللغات وطريقة تأثيرها في أدمغتنا من مواضيع البحث الهامة في علم الإدراك وعلم الأعصاب، هذه الأهمية شجعت مراكز الأبحاث والدراسات لمحاولة فهم أعمق وأفضل آلية عمل لأدمغتنا وآلية تعاملها مع اللغات بشكل عام.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ومع مرور الوقت تم صياغة نتائج الدراسات والأبحاث مما شكل نظريات متكاملة عن اللغات والبنى الدماغية، وما سنتناوله في مقالنا التالي قد يفتح بعداً جديداً تماماً لطريقة فهمنا وتفكيرنا.

تعدد اللغات.. رياضة عقلية

من المعروف على نطاق واسع وجود فوائد إدراكية جمة لثنائية اللغة (إتقان لغتين معاً بشكل تام)، حيث أن التبديل المستمر بين استخدام لغتين يُقارن بالرياضة العقلية نظراً للفوائد التي يحققها في الدماغ، حيث ترى دراسات حديثة بأن إتقان لغتين معاً من الممكن أن يغير بنية الدماغ بشكل جوهري!؛ يحدث ذلك بحيث يعيد إتقان اللغتين توصيل الدماغ ليعمل بشكل مختلف عن أدمغة أولئك المتحدثين بلغة واحدة فقط، لذا فلعل من واجبك البدء بالتخطيط لتعليم طفلك لغة ثانية على الأقل.

التحدث بلغتين ليس مهمة صعبة

وفقاً لما صرحت به عالمة الإدراك جودث ف. كرول (Judith F. Kroll) العاملة في جامعة بينسيلفانيا الحكومية (Pennsylvania State University) لموقع (Quartz) فـإن "ثنائيي اللغة نموذج حقيقي للتحكم الإدراكي" وذلك خلال حديثها عن قدرتهم -أي ثنائيي اللغة- على امتلاك لغتين في رؤوسهم والتبديل بينهما في الوقت الصحيح، وقدمت كرول (Kroll) عملها هذا في لقاء الجمعية الأمريكية لتقدم العلم (American Association for the Advancement of Science) المنعقد في مدينة واشنطن في الثالث عشر من شباطفبراير 2016.

فإذا كان التحدث بلغتين مهمة صعبة لك في بعض الأوقات، فهو ليس كذلك تماماً لثنائيي اللغة، ويعود ذلك إلى أن اللغتين تعملان بشكل مستمر في أدمغة ثنائيي اللغة كما رأت كرول (Kroll) وعلماء منطق آخرون، بكلمات أخرى؛ الدماغ يعالج معلومات من اللغتين معاً بشكل مستمر لدى ثنائيي اللغة.

كيفية عمل دماغ من يتحدثون أكثر من لغة

تُغيّر المعاناة العقلية لاختيار لغة والتبديل بين لغتين شكل الشبكات الدماغية في الواقع، تبعاً لـ كرول (Kroll)، حيث أن الدراسة راقبت أطفالاً بأعمار (أربعة إلى ثمانية أشهر، وسنة واحدة)، 60 منهم كانوا أحاديي اللغة و60 ثنائيي اللغة- ولاحظت الدراسة أنه خلال نموهم وتقدمهم في العمر، فإن الأطفال الذين تم التعامل معهم من محيطهم باللغتين الإسبانية والكتلانية (اللغة الخاصة بإقليم كاتالونيا الانفصالي في إسبانيا وعاصمته برشلونة) بدأوا بالنظر إلى فم المتحدث بدلاً من عينيه عندما يسمعون أحدهم يتكلم، في المقابل فإن الأطفال أحاديي اللغة كانوا ينظرون للفم أكثر من العينين فقط عندما يكون المتحدث ناطقاً بلغتهم الأم.

الأطفال أكثر قدرة على تعلم لغة ثانية من الكبار

أخبرت كرول (Kroll) موقع (Quartz) كذلك بأن هذه الدراسة تقدم مثالاً هاماً عن كيفية تحسين ثنائية اللغة للقدرات الإدراكية للمتحدثين، ووفقاً لها فإن "الأطفال الذين يستمعون إلى لغتين (أثناء نموهم وتقدمهم بالعمر) يصبحون منسجمين أكثر مع هاتين اللغتين بشكل مباشر، كما أن تعرضهم لتعلم اللغتين يجعلهم أقل حيرة وأقل احتمالاً للخطأ بينهما أثناء تطورهم – في الواقع فالمعاكس هو الصحيح."

بطبيعة الحال، فإعادة التوصيل هذه لا تحدث بشكل متشابه تماماً لدى جميع الأدمغة ثنائية اللغة؛ بل تكون مختلفة - وإن كان بشكل طفيف- من شخص لآخر تبعاً للتجربة اللغوية الخاصة بكل شخص، لكن بحث كرول (Kroll) يُظهر أنه مهما بدا من السهل على ثنائيي اللغة أن ينتقلوا من لغة إلى أخرى فهناك الكثير من النشاط الدماغي المستمر يحدث داخل رؤوسهم.

أخيراً.. ربما تمنحك هذه النتائج شعوراً مريحاً إذا كنت ترغب بتعلم لغة ثانية أو بدأت بتعلمها، على أي حال فالدراسة تشجع تعليم الأطفال لغة ثانية لأن ذلك سيمنحهم القدرة على التحدث بطلاقة وبسهولة أكثر من الذين يتعلمونها لاحقاً أي الكبار بالإضافة للفوائد المعروفة لتعدد اللغات في تحسين التواصل وفتح مجالات أكبر للعمل.