ثغرات مؤقتة تحدث في المجال المغناطيسي للأرض: ماذا يعني هذا؟
أفادت الجمعية الفلكية بجدة أن النصف الكرة الأرضية الشمالي تفصله أيام قليلة عن الاعتدال الخريفي لعام 2024، مما يعني حدوث ثغرات مؤقتة في المجال المغناطيسي للأرض.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وقالت الجمعية في منشور لها عبر صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك، إن العلماء يعرفون منذ فترة طويلة، أنه خلال الأسابيع القريبة من الاعتدالين، تتشكل فجوات في الغلاف المغناطيسي للأرض، وعندها يمكن للرياح الشمسية أن تتدفق خلال تلك الثغرات، لتحدث عندها أضواء قطبية ساطعة.
شاهد أيضاً: ماذا تعرف عن النجم قلب العقرب؟
وأوضحت أن الكرة الأرضية محاطة بحقل قوة مغناطيسية عبارة عن فقاعة في الفضاء تسمى الغلاف المغناطيسي، وهو بعرض عشرات آلاف الكيلومترات.
وأشارت فلكية جدة إلى أن هذا الغلاف المغناطيسي يحرف إبرة البوصلة هنا على سطح الأرض، لافتة إلى أنه في غاية الأهمية، حيث يعمل كدرع يحمينا من العواصف الشمسية.
وأردفت إن الفرصة مهيأة خلال الأيام القادمة، لظهور أضواء الشفق القطبي في السماء طوال الليل، مشيرة إلى أنه يمكن أن تكون بلون وردي غير معتاد.
وأكملت الجمعية أننا نعلم أن معظم الشفق القطبي يتوهج بلون أخضر ناتج عن الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس، لافتة إلى أن ذرات الأكسجين تضرب على ارتفاع ما بين 100 إلى 300 كيلومتر فوق سطح الأرض.
وتابعت أن اللون الوردي يظهر عندما تنخفض الجسيمات المشحونة إلى ارتفاع غير معتاد، وتضرب جزيئات النيتروجين على ارتفاع 100 كيلومتر أو أقل، مشيرة إلى أنه خلال هذا الوقت من العام، فإنه حتى تدفق بسيط من الرياح الشمسية يمكنه أن يخترق الدفاعات المغناطيسية لكوكبنا.
وبينت فلكية جدة أن هذا يسمى تأثير "راسيل - ماكفيرون"، نسبة للعلماء الذين شرحوه لأول مرة، موضحة أنه يتم فتح فجوات بواسطة الرياح الشمسية نفسها، وذلك نتيجة لتعارض الحقول المغناطيسية داخل الريح الشمسية، مع المجال المغناطيسي للأرض.
ونوهت إلى أن الشمال والجنوب تلغي جزئياً بعضهم البعض، ويفتح صدع، لافتة إلى أنه من الممكن أن يحدث هذا الإلغاء في أي وقت من السنة، لكنه يحدث بتأثير أكبر قرب الاعتدالين.
وأفادت الجمعية أن دراسة مدتها 75 عاماً، تظهر أن شهر سبتمبر هو واحد من أكثر الشهور النشطة جيومغناطيسياً في السنة، موضحة أن هذا نتيجة مباشرة لحدوث فجوات الاعتدال.
وأشارت إلى أنه لحسن الحظ، فإن هذه الشقوق لا تكشف سطح الأرض للرياح الشمسية، حيث إن الغلاف الجوي يحمينا حتى عندما لا يقوم بذلك مجالنا المغناطيسي.
وأضافت فلكية جدة أن تأثير العواصف الشمسية يكون بشكل رئيسي في أعلى الغلاف الجوي، وكذلك في منطقة الفضاء حول الأرض، حيث تدور الأقمار الصناعية، ولا توجد أي خطورة على الناس أبداً.