تيسلا تواجه خسائر فادحة بعد الكشف عن سيارة الأجرة سايبركاب
تواجه شركة تسلا للسيارات الكهربائية خسائر فادحة عقب الإعلان عن سيارة الأجرة ذاتية القيادة سايبر كاب يوم الخميس الماضي، والمعروفة باسم"التاكسي الروبوت"، وذلك خلال حدث أقيم في استوديات شركة وارنر براذرز في مدينة لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد تراجعت أسهم تيسلا بنسبة 8.8% في تداولات يوم الجمعة، لتخسر الشركة ما يزيد عن 60 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد، لتهبط إلى نحو 694 مليار دولار.
ووفقًا للعديد من المحللين، فإن الحفل الذي تم الإعلان فيه عن سيارة الأجرة الكهربائية بالكامل ذاتية القيادة "سايبر كاب" لم يتمكن من تقديم بيانات كافية لطمأنة المستثمرين بشأن إمكانية نجاح مشروع "الروبوتاكسي" الذي يهدف إليه إيلون مساك.
وقد ساهم التراجع في أسهم شركة تيسلا وتراجع الثقة في سياراة الأجرة ذاتية القيادة، فقد ارتفعت أسهم شركة أوبر للنقل التشاركي بنسبة 11%، وشركة ووليفت بنسبة 8%.
ووفقًا للمحللين، فإن الحدث الذي أقيم يوم الخميس الماضي فشل في تسليط الضوء على أي فرص للنمو قريبًا لشركة تيسلا، واهتم الحدث بدلًا من ذلك بإعطاء أولوليات لرؤية ماسك لمستقبل القيادة الذاتية بالكامل، فيما وصف محلل آخر بأنه يشعر بخيبة الأمل من هذا الحدث.
ووفقًا لمللو باركليز، فإن الحدث كان خفيفًا فيما يتعلق بالتفاصيل، وكان من المتوقع الكشف عن منتجات تسلا السابقة، وتم التركيز على تأكيد رؤية ماسك التي يرغب فيها في دعم مساعي نمو الشركة في مجال المركبات ذاتية القيادة.
ووفقًا للجمهور المشارك والمشاهد للحدث، فإنهم لم يحصلوا على أي تحديثات قريبة الأجل حول نظام القيادة الذاتية، أو بيانات تعكس التحسن في النظام، والذي يزيد من إمكانية تشغيله مستقبلًا.
الإعلان عن سيارة سايبر كاب
أعلنت شركة تيسلا عن إطلاقها سيارة أجرة كهربائية جديدة تحمل اسم "سايبركاب"، التي تستوحي تصميمها من شاحنة "سايبر تراك"، مع إضافة حواف أكثر انسيابية لتمييزها. وتأتي "سايبر كابس" كسيارة ذاتية القيادة بالكامل، صُممت خصيصًا لنقل الركاب بدون سائق، بفضل تصميمها المستقبلي ومواصفاتها الفريدة.
وقد لفتت الأنظار خلال الحدث عندما وصل إيلون ماسك بنفسه راكبًا إحدى سيارات "سايبر كابس" ذاتية القيادة، التي جاءت بتصميم خارجي رمادي غير لامع. تميزت هذه السيارة بأبوابها التي تُفتح لأعلى مثل أجنحة الفراشة، وغياب عجلة القيادة والدواسات التقليدية، ما يعكس رؤية تيسلا لمستقبل التنقل الذاتي.
في سياق متصل، كشف ماسك عن مشروع جديد آخر لشركة تيسلا يتمثل في مركبة ذاتية القيادة أكبر حجمًا تُدعى "Robovan"، وهي قادرة على نقل ما يصل إلى 20 راكبًا. وأوضح ماسك أن هذه المركبة تأتي ضمن رؤيته لتحرير الأفراد من أعباء القيادة، مما يتيح لهم استثمار وقتهم في مهام أكثر إنتاجية.
وجذب البث المباشر للحدث على منصة "إكس"، التي يمتلكها ماسك، اهتمام أكثر من 3.3 مليون مشاهد، على الرغم من تأخر بدايته؛ بسبب حالة طارئة وقعت بين الحضور.
أكد ماسك أن سيارة الأجرة "سايبر كابس" ستكون متاحة للبيع بحلول عام 2026 بسعر لا يتجاوز 30 ألف دولار. ورغم إقراره بصعوبة الالتزام بالمواعيد المحددة، فإن تيسلا تعمل جاهدة لتحقيق هذه التوقعات.
وأشار ماسك إلى أن تيسلا تتوقع تطبيق تقنية القيادة الذاتية الكاملة في ولايتي كاليفورنيا وتكساس خلال العام المقبل، موضحًا أن تكلفة تشغيل شاحنات "سايبر ترااكس" تصل إلى نحو 0.20 دولار لكل ميل، بالمقارنة مع دولار واحد لكل ميل لحافلات النقل العام.
وشدد ماسك على أن تيسلا تتجاوز تصنيع السيارات الكهربائية، حيث تركز على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات الذاتية. ويأتي هذا التوجه في وقت تواجه فيه الشركة تحديات في السوق، مع تراجع مبيعات سياراتها الكهربائية بنسبة 2.3%، ما أدى إلى فقدان جزء من حصتها السوقية لصالح منافسين آخرين