توقعات صادمة بشأن جائحة فيروس كورونا
قالت راينا ماكنتاير، أستاذة الأمن البيولوجي العالمي في جامعة نيو ساوث ويلز بمدينة سيدني الأسترالية، إن جائحة كوفيد-19، التي يُسببها فيروس كورونا المُستجد، لن تتحول أبداً إلى مرض متوطن، وستظل على الدوام فيروساً وبائياً.
أضافت ماكنتاير أنه على الرغم من أن الأمراض المستوطنة يمكن أن تنتشر وبأعداد كبيرة، فإن عدد الحالات فيها لا يتغير بسرعة، كما في حالة فيروس كورونا المُستجد.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي الأمراض المتوطنة؟ وما اختلافها عن الأمراض الوبائية؟
يُقصد بالأمراض المتوطنة، تلك الأمراض التي تنحصر في أماكن جغرافية أو سكانية معينة وتظل الإصابات فيها شبه ثابتة لفترة طويلة، وهي تختلف عن الأمراض الوبائية التي تنتشر في مختلف أنحاء العالم وبسرعة كبيرة.
خلال تصريحات إعلامية ذكرت ماكنتاير أن في حالة تغيرت الأعداد في الأمراض المتوطنة، فهذا يحدث بشكل بطيء وعلى مدار سنوات، أما في حالة الأمراض الوبائية، ترتفع الإصابات خلال أيام أو أسابيع.
أوضحت ماكنتاير إن المرض الذي يُسببه فيروس كورونا، سيستمر في التسبب في موجات وبائية، مدفوعاً بتضاؤل مناعة اللقاحات، والمتحورات الجديدة التي تفلت من حماية اللقاح، والمجموعات غير الملقحة.
خبير يوضح سابقاً أن أوميكرون قد يكون نهاية لوباء كورونا
من ناحية أخرى، كان جيمس كرو، الأستاذ بمركز "فاندربيلت" الأمريكي للقاحات، قد أوضح سابقاً أن ظهور متحور أوميكرون من فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، قد يكون له مردود إيجابي يجنيه العالم. رغم كون متحور أوميكرون شديد الانتشار إلا أن أعراضه المرضية ليست بالخطيرة.
أضاف الخبير أن هذه المواصفات تجعل من المتحور الجديد وسيلة آمنة لتدريب الجهاز المناعي للبشر لمواجهة فيروس كورونا، بما يساعد على تحقيق مناعة مجتمعية سريعة، والتمهيد لانتقال الفيروس من الحالة الوبائية إلى المستوطنة.
لكن من ناحية أخرى، يرفض كرو التنبؤ بموعد محدد لانتهاء الحالة الوبائية للفيروس، مضيفاً: "أوميكرون هو بداية النهاية، لكن من الواضح أن التنبؤ بالمستقبل القريب مع جائحة فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، هو أمر صعب".
صحيح أن المتحور أوميكرون لديه ميزة أنه لا يُسبّب أعراضاً خطيرة تتطلب دخول المستشفى، إلا أنه في المقابل يملك أكثر من 30 طفرة في البروتين الشوكي بسطح الفيروس/ بروتين سبايك، وهو ما أفقد اللقاحات التي تم تصميمها وفق تركيبة هذا البروتين بالسلالة الأصلية، كثيراً من الفاعلية، لكن كرو يؤكد أن اللقاحات المُضادة لفيروس كورونا لم تعد إلى نقطة الصفر.
يقول كرو: "لا تزال اللقاحات تحفز الأجسام المضادة على التفاعلية التي يمكنها التعرّف على أوميكرون، خاصة بعد جرعة ثالثة منشطة من اللقاحات". مُشدداً على أهمية هذه الجرعة المنشطة، لافتاً إلى أنها تساعد بشكل كبير على ضمان ألا يسبب المتحور الجديد عند الإصابة به أي أعراض خطيرة.
كانت جامعة "إمبريال كوليدج" فى لندن، قد أجرت مؤخراً بحثاً أفاد بأن خطر حاجة المرضى المصابين بمتحور أوميكرون من فيروس كورونا للبقاء في المستشفى أقل بنسبة تتراوح بين 40 و45% من المصابين بالمتحور دلتا.
حللت الدراسة بيانات حالات أكد اختبار pcr إصابتهم بالمتحور في إنجلترا في الفترة بين 1 و14 ديسمبر، وقال الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة: "بشكل عام وجدنا أدلة على أن خطر الإقامة في المستشفى بسبب أوميكرون أقل مقارنة بالإصابات بدلتا كمتوسط لجميع الحالات خلال فترة الدراسة".
تُشير الدلائل المُبكرة إلى أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج في المستشفى حالياً أقل من الأعداد التي تحتاج الرعاية بسبب المتغيرات الأخرى لفيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، مع تقديرات تتراوح من 30 إلى 70%. يُذكر أن بريطانيا كانت قد شهدت تسجيل أكثر من 100 ألف حالة إصابة بمتغير أوميكرون في يوم واحد لأول مرة منذ تفشي الوباء.
يُعتقد أن تقليل الخطورة هو مزيج من الخصائص الأساسية لمتغير أوميكرون بالإضافة إلى مستويات عالية من المناعة لدى المواطنين بعد تلقيهم اللقاحات وتعرضهم لإصابات سابقة. يُشير تحليل أوميكرون بواسطة كلية إمبريال كوليدج لندن، إلى أن طفرات أوميكرون جعلت منه فيروس أكثر اعتدالاً من دلتا.
قال الباحثون إن فرص طلب الرعاية الصحية الطارئة بسبب أوميكرون ستكون أقل بنسبة 11% مقارنة بدلتا، إذا لم يكن لديك مناعة سابقة. ومع ذلك، فإن هذا ينطبق الآن على عدد قليل نسبياً من الأشخاص في بريطانيا بسبب ارتفاع مستويات التطعيم والعدوى.
أشار نفس التحليل إلى أن حساب المناعة لدى السكان يعني انخفاض خطر زيارة وحدات الطوارئ في المستشفيات بسبب أوميكرون بنسبة 25 إلى 30%، وهي النسبة التي قد ترتفع إلى 40% فيما يتعلق بالحاجة إلى البقاء في المستشفى لأكثر من يوم.
يأتي ذلك بعدما ذكر المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية ديفيد نابارو، أن التطعيم وحده لن يوقف انتشار جائحة فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، وأشار إلى أنه من الضروري الاستمرار في ارتداء الكمامات والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي.
أعراض متحور أوميكرون المُنتشر حالياً
نقلت تقارير صحفية بريطانية أن سماع العلامات الأولى للإصابة بمتحور أوميكرون، المتحور المُنتشر حالياً، من فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، أصبح أوضح من الشعور بها، أوضحت التقارير أن الكثير ممن تعرضوا للإصابة بهذه السلالة سريعة الانتشار أصبحوا يُعانون من صوت مبحوح وأجش على الرغم من عدم صراخهم.
وفقاً للتقارير، فقد اكتشف المصابون بمتحور أوميكرون من فيروس كورونا المستجد، أن العلامة الأولى لمعرفتهم بالإصابة تتمثل في بحة الصوت قبل الشعور بأي أعراض أخرى. يحدث هذا الأثر الجانبي بسبب الحكة عوضاً عن التهاب الحلق، ثم تتوالى الأعراض الأخرى مثل احتقان الأنف والسعال الجاف والآلام المتفرقة أسفل الظهر.
من بين الأعراض الصحية الأخرى التي تم الإبلاغ عنها من قِبل المصابين بأوميكرون هي فقدان الشهية وضباب الدماغ والاحتقان.
أشارت أنجليك كويتزي، الطبيبة التي نبهت السلطات لأول مرة إلى متحور أوميكرون الجديد بجنوب أفريقيا، إن آلام العضلات والتعب والحلق المتشنج والتعرق الليلي من أعراض أوميكرون الشائعة.
وجد العلماء في المملكة المتحدة التي تعد أوميكرون السلالة السائدة فيها، أن أهم خمسة أعراض لمتحور أوميكرون من فيروس كورونا المُستجدّ هي سيلان الأنف والصداع والتعب سواء كان خفيفاً أو شديداً والعطس ومشاكل الحلق.
وجد الباحثون أيضاً أن 50% فقط من الأشخاص المصابين بأوميكرون قد تأثروا بأعراض فيروس كورونا التقليدية والتي هي الحمى والسعال وفقدان حاسة الشم أو التذوق.