توقعات بسيطرة متحور أوميكرون على العالم
يخشى بعض الخبراء من سيطرة متحور أوميكرون على العالم خلال الفترة القليلة المقبلة وذلك بسبب انتشاره السريع في العديد من الدول.
وبرغم أن الأطباء أكدوا بأن المتحور الجديد يصيب الأشخاص بأعراض خفيفة خاصة مع تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا فإن حالة الذعر في مختلف دول العالم ما زالت مستمرة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وكشفت العديد من الدول عن اتخاذها لإجراءات احترازية خاصة بتقييد السفر من بعض الدول الإفريقية.
فيما أكدت منظمة الصحة العالمية أن تقييدات السفر لن تمنع المتحور الجديد من الانتقال وعبور الحدود وهو ما أثار حالة من الهلع.
وتعود أول إصابة معترف بها من منظمة الصحة العالمية بمتحور أوميكرون في جنوب أفريقيا قبل أن يظهر في العديد من الدول الأفريقية الموجودة في جنوب القارة.
وبرغم عدم توفر معلومات كافية عن متحور أوميكرون فإن العلماء يتوقعون أن المتحور الجديد سيكون قادراً على الانتشار في مختلف دول العالم بصورة أكبر من متحور دلتا.
ومن جانبها ترى ليونغ هو نام الطبيبة المتخصصة في مجال الأمراض المعدية في سنغافورة أن متحور أوميكرون سيطغى على العالم بأسره في فترة ما بين 3 إلى 6 شهور.
وأوضحت الطبيبة السنغافورية أنه يمكن تطوير اللقاحات الموجودة حالياً لمواجهة أوميكرون المتحور.
هل فاعلية لقاحات كورونا تراجعت أمام متحور أوميكرون؟
وأكد مسؤول بمنظمة الصحة العالمية، أمس الأربعاء، أنه لا دليل حقيقياً على تراجع فاعلية اللقاحات المُضادة لفيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، أمام متحور فيروس كورونا الجديد، المعروف باسم "أوميكرون".
أوضح المسؤول في المنظمة أن بعض المؤشرات المبكرة تُشير إلى أن معظم الإصابات بالمتحور أوميكرون خفيفة ولا توجد حالات خطيرة، مضيفاً أن المنظمة تعمل مع خبرائها في جميع أنحاء العالم لتحديد تأثير أوميكرون على انتقال العدوى وشدة المرض.
مُشيراً إلى أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن فترة حضانة "أوميكرون" تختلف عن أي متحورات أخرى لفيروس كورونا، كشف المسؤول كذلك عن أنه قد تم رصد أكثر من 40 تحوراً مرتبطاً بسلالة أوميكرون، محذراً من أن الناس يريدون التخلي عن الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، والتي بدونها سيكون هناك المزيد من التحورات.
حتى الآن، ومن بين عشرات الآلاف من الإصابات اليومية الجديدة بفيروس كورونا، المسبب لوباء كوفيد-19، تم تأكيد نحو 172 حالة فقط من الإصابة بـ "أوميكرون" في جنوب أفريقيا، التي تُسجل تزايداُ في أعداد الإصابات بكورونا، حيث تشير التقارير إلى أن معدل الإصابات اليومية بكوفيد-19 ارتفعت بنسبة 400% خلال أسبوع واحد، بحسب منصة أبحاث جامعة أكسفورد "عالمنا في بيانات".
تم تسجيل حالات قليلة من "أوميكرون" في بضع دول أخرى، حيث أكدت بوتسوانا، الدولة التي كان يعتقد أن أوميكرون ظهر فيها أولاً، أمس الأربعاء أن 16 من أصل 19 حالة مؤكدة كانت من دون أعراض، مضيفة أن الشخصين اللذين أبلغا عن شعورهما بالتوعك ظهرت عليهما أعراض "خفيفة للغاية".
قالت رئيسة الجمعية الطبية في جنوب أفريقيا، أنجليك كويتزي، إن مرضاها المصابين بأوميكرون أبلغوا عن أعراض مختلفة وأقل خطورة من أولئك المصابين بدلتا. شملت الأعراض التعب وآلام العضلات والتهاب الرأس والسعال الجاف، لكن لم يبلغ أي مريض عن الأعراض المنبهة لفقدان حاسة الشم أو التذوق أو صعوبات في التنفس، على حد قولها.
حذر العلماء في جنوب أفريقيا من أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يدخلون إلى المستشفى بسبب الإصابة بـ "أوميكرون" هم من غير المحصنين.
رئيس موديرنا يرى أن اللقاحات الحالية قد لا تكون فعّالة
من جانبه، قال رئيس شركة صناعة الأدوية "موديرنا"، إنه يستبعد أن تكون اللقاحات المضادة لفيروس كورونا فعالة ضد المتحور أوميكرون.استبعد رئيس شركة صناعة الأدوية "مودرنا"، ستيفان بانسل، أن تكون اللقاحات المضادة لفيروس كورونا فعالة ضد متحور "أوميكرون" الجديد، كما كان الأمر بالنسبة للسلالة "دلتا".
خلال مقابلة صحفية، قال ستيفان بانسل، رئيس موديرنا: "على ما أعتقد، لن تكون (الفاعلية) أمام أوميكرون بنفس المستوى الذي كان لدينا مع سلالة دلتا". وأضاف موضحاً: "أعتقد أنه سيكون هناك قصور جوهري.. لا أعرف مقدار ذلك لأننا بحاجة إلى انتظار البيانات، لكن جميع العلماء الذين تحدثت إليهم، ذهبوا إلى أن اللقاح الحالي لن يكون مناسباً".
من جهتهم أعلن مطورو لقاح آخرين أنهم يعملون على تطوير لقاحات فعالة ضد المتحور الجديد.
متحور كورونا الجديد
رغم أن نصف الكرة الجنوبي يعيش الآن فصل الصيف إلا أن الأوضاع لا تبشر بالخير. فحالات الإصابة بفيروس كورونا المُستجد بدأت في جنوب إفريقيا بالارتفاع، حيث ارتفعت الحالات المؤكدة على مدار 24 ساعة إلى 1000 حالة، خصوصاً في منطقة غوتنغ المجاورة لجوهانسبورغ وبريتوريا.
ليس من الضروري أن يكون لهذا الارتفاع الحاد في عدد الإصابات علاقة بالمتحور الجديد الذي تم تسجيله لأول مرة في الـ 11 من الشهر الماضي في بوتسوانا. فيما تم تأكيد المتحور الجديد "B. 1.1.529" أيضاً في جنوب إفريقيا مع مسافر في هونغ كونغ كان سابقاً في جنوب إفريقيا. ووفقا للباحثين فإن هذا المتحور الجديد يحتوي على "عدد كبير جدا من الطفرات"، تضاهي 32 طفرة في بروتين سبايك.
بسبب الطفرات العديدة في بروتين سبايك يصعب محاربة الفيروس المتحور من قبل الخلايا المناعية. فهو ينفلت من الاستجابة المناعية في عملية تسمى بالهروب المناعي، مع احتمال الإصابة بأمراض أخرى. وقال رافي غوبتا، أستاذ علم الأحياء الدقيقة السريرية في جامعة كامبريدج، إن "الطفرات العديدة تُشكل قلقاً كبيراً لنا".
وكان عالم الأحياء الدقيقة رافي غوبتا قد أثبت بالفعل في التحليلات المختبرية الأولى أن اثنين من الطفرات الموجودة الآن أيضاً في "B. 1.1 529" تزيد من العدوى وتقلل من التعرف على الأجسام المضادة.
بسبب المتحور الجديد لفيروس كورونا "B. 1.1.529" بدأ المسؤولون في ألمانيا بتقييد الحركة الجوية مع جنوب إفريقيا بشكل كبير. وأعلنت وزارة الصحة الألمانية أنه سيتم اعتبار البلاد منطقة لمتحور الفيروس اعتباراً من ليلة السبت 27 نوفمبر. ونتيجة لذلك، يُسمح لشركات الطيران فقط بنقل المواطنين الألمان إلى ألمانيا. بالإضافة إلى ذلك، سيتعين على جميع الذين قدموا من جنوب إفريقيا أن يظلوا في الحجر الصحي لمدة 14 يوماً، حتى لو تم تطعيمهم بالكامل.
بسبب المتحور الجديد تريد مفوضية الاتحاد الأوروبي الحدّ من السفر من جنوب إفريقيا إلى الاتحاد الأوروبي إلى حد أدنى. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إن السلطات ستقترح على دول الاتحاد الأوروبي تشغيل حالة الطوارئ من أجل تعليق الحركة الجوية.