تفاصيل اتصال بايدن بالملك سلمان
تلقى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي جو بايدن، جرى خلال الاتصال، التأكيد على العلاقة الاستراتيجية التاريخية التي تربط المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية تعزيز الشراكة بين البلدين بما يخدم مصالحهما ويحقق أمن واستقرار المنطقة والعالم.
تفاصيل اتصال بايدن بالملك سلمان
وفقاً لوكالة الأنباء السعودية، أكد الملك سلمان، خلال الاتصال، على أهمية استمرار وتعزيز التعاون الأمني المشترك في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله، مثمناً ما أبداه بايدن من التزام بلاده بدعم المملكة في الدفاع عن أراضيها وحماية مواطنيها وبموقف الولايات المتحدة الأمريكية بوقوفها إلى جانب المملكة وتأمين احتياجاتها الدفاعية لتعزيز الجهود المشتركة للمحافظة على أمنها وأمن المنطقة واستقرارها،
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أشار الملك سلمان إلى دعم المملكة جهود الإدارة الأمريكية الرامية لمنع امتلاك إيران السلاح النووي، وعلى ضرورة العمل المشترك لمواجهة الأنشطة الهدامة لأذرع إيران في المنطقة، ومؤكداً في الوقت نفسه حرص المملكة على نزع كافة أسباب التصعيد في المنطقة ومواصلة الحوار.
أيضاً، أعرب الملك سلمان عن حرص المملكة للوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن، وسعيها لتحقيق الأمن والنماء للشعب اليمني، مشيراً إلى جهود المملكة المستمرة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني وإعادة إعمار اليمن.
وفيما يتعلق بالطاقة وأسواق البترول، أكد خادم الحرمين الشريفين على أهمية الحفاظ على توازن أسواق البترول واستقرارها، منوهاً بدور اتفاق أوبك بلس التاريخي في ذلك، وأهمية المحافظة عليه.
بيان البيت الأبيض حول اتصال بايدن بالملك سلمان
قال البيت الأبيض، خلال بيان رسمي، إن الرئيس الأمريكي تحدث مع الملك سلمان بن عبد العزيز لمناقشة التطورات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الهجمات التي يشنها الحوثيون بدعم من إيران ضد أهداف مدنية في المملكة العربية السعودية.
وأكد بايدن التزام الولايات المتحدة بدعم المملكة في الدفاع عن شعبها وأراضيها ضد هذه الهجمات والدعم الكامل للجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن.
خلال الاتصال، أشار الرئيس الأمريكي إلى التزامه بضمان عدم تمكن إيران من الحصول على سلاح نووي، وأطلع الملك سلمان على المحادثات الجارية لإعادة فرض القيود على برنامج إيران النووي.
بداية العلاقات السعودية الأمريكية
تعود العلاقات بين المملكة وأمريكا إلى شهر نوفمبر عام 1933م حينما وقع البلدان اتفاقية مؤقتة لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما تشمل بنوداً لعلاقات تجارية وملاحة السفن. وتطورت فيما بعد تلك الاتفاقية إلى تعاون شامل.
كانت المملكة قد منحت في العام نفسه الولايات المتحدة أول امتياز للتنقيب عن البترول في أراضي المملكة لشركة / ستاندارد أويل/ في كاليفورنيا / سوكال/ والتي انضمت فيما بعد إلى شركات موبيل وإكسون وتكساسكو لتشكيل شركة الزيت العربية الأمريكية / أرامكو / التي أصبحت فيما بعد تُعرف باسم / أرامكو السعودية / والتي تمتلكها الحكومة السعودية بالكامل.
كذلك، في العام 1938م بعث جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رسالة إلى الرئيس الأمريكي آنذاك فرانكلين روزفلت أوضح فيها الخطورة جراء تدفق المهاجرين اليهود إلى أرض فلسطين العربية. وفي 1940م أعلنت الولايات المتحدة اعتماد ممثلها في القاهرة ممثلاً لها في المملكة.
وقد أوفد الملك عبدالعزيز في شهر أكتوبر من العام نفسه ابنيه الأميرين فيصل وخالد للولايات المتحدة في أول وفد سعودي عالي المستوى يزور الولايات المتحدة وقد استقبلهما الرئيس روزفلت وكبار المسؤولين الأمريكيين خلال وجودهما في واشنطن.
في عام 1944 م تم افتتاح أول مكتب دبلوماسي في واشنطن كمفوضية للمملكة العربية السعودية ثم جرى ترفيعها فيما بعد إلى سفارة. كما تم في نفس العام إنشاء قنصلية أمريكية في الظهران.
جاء بعد ذلك اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت والزيارات المتبادلة بين القيادتين في البلدين الصديقين وكبار المسؤولين فيهما، وكان الملك سعود بن عبدالعزيز أول ملك سعودي يقوم بزيارة للولايات المتحدة وذلك في 12 يناير 1957 م، وهي الزيارة التي اجتمع خلالها بالرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور.
في حين كان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون أول رئيس أمريكي يزور المملكة حيث وصل إلى جدة في 14 يونيو 1974م في زيارة للمملكة اجتمع خلالها مع جلالة الملك فيصل رحمه الله.
كذلك، كان اللقاء التاريخي بين الملك عبد العزيز آل سعود والرئيس الأمريكي روزفلت، يُمثل بداية للعلاقات السعودية الأمريكية، جرى هذا اللقاء على ظهر البارجة الأمريكية كوينسي بالبحر الأحمر في 14 فبراير عام 1945، وهو اللقاء الأول بينهما، والذي يوصف بكونه قد وضع حجر الأساس للعلاقات التقليدية الوثيقة بين البلدين.
كان الاجتماع تحديداً بقناة السويس المصرية، وذلك بعد مؤتمر يالطا عام 1945، والذي كان بحضور روزفلت وتشرشل وستالين، ثم سافر روزفلت بعده إلى مصر لمقابلة الملك عبدالعزيز آل سعود.
خلال اللقاء، توصل الملك عبد العزيز وروزفلت لاتفاق عُرف بـ"اتفاق كوينسي" والذي يقضي بأن توفر أمريكا الحماية غير المشروطة للمملكة بشكل عام مقابل ضمان السعودية لإمدادات الطاقة التي تستحقها الولايات المتحدة.