تعرّف على سبب تسمية "يوم التروية" بهذا الاسم
بدأ حجاج بيت الله الحرام، صباح اليوم الأحد، بالتوافد إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، قبل التوجه، صباح غد، للوقوف على عرفات الذي يُمثل الركن الأعظم في أداء فريضة الحج. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على يوم التروية، وسبب تسميته بهذا الاسم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو يوم التروية؟
يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، يتوجه فيه حجاج بيت الله الحرام إلى منى، حيث يُحرِم الحاج المتمتع إحراماً جديداً، أمّا الحاج المُفرد والحاجّ القارن فهما على إحرامهما الأوّل.
يُستحب التوجه إلى منى قبل الزوال، فيصلي الحجاج بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، قصراً للصلاة الرباعية دون جمع، والسنة أن يبيت الحاج في منى يوم التروية، ثم يتوجه إلى عرفات بعد فجر التاسع من ذي الحجة.
ورد عن النبي، صلى الله عليه وسلم، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، حيث قال: "فلمّا كان يومُ الترويةِ توجَّهوا إلى مِنى، فأهلُّوا بالحجِّ، وركب رسولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، فصلَّى به الظهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ والفجرَ، ثمّ مكث قليلاً حتى طلعتِ الشمس".
وعند طلوع الشمس يسير الحجاج من منى إلى عرفات، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كانَ يُهِلُّ منَّا المُهِلُّ فلا يُنْكِرُ عليهِ، ويُكَبِّرُ منَّا المُكَبِّرُ، فلا يُنْكِرْ عليهِ".
سبب تسمية يوم التروية بها الاسم
تعود تسمية يوم التروية إلى أن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء ويحملون ما يحتاجون منه استعداداً ليوم عرفة، فيحمل الحجاج معهم الروايا بها الماء وقيل: "إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلَى عَرَفَاتٍ وَمِنى".
وقيل أنه سُمي بيوم التروية بسبب تروي نبي الله إبراهيم عليه السلام في ذبح ابنه إسماعيل، لأن النبي إبراهيم رأى في ليلة الثامن من ذي الحجة أنه يذبح ابنه إسماعيل فتأخر في تنفيذ الأمر.
فقال الإمام العيني في كتابه البناية شرح الهداية: "وإنّما سُمِّي يوم التروية بذلك؛ لأنّ إبراهيم، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، رأى ليلة الثامن كأنَّ قائلاً يقول له: إنّ الله تعالى يأمرك بذبح ابنك، فلمّا أصبح رؤي؛ أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سُمِّي يوم التروية".
فضل يوم التروية
يُستحب لغير الحجاج الصيام في يوم التروية لأنه من الأيام المُباركة العظيمة، فهو من العشر الأوائل من ذي الحجة التي يُفضّل خلالها الإكثار من الأعمال الصالحة، فهذه الأيام قد أقسم الله بها عز وجل في قوله تعالى "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ".
يُعدّ العمل الصالح في هذه الأيام أفضل من غيرها بخاصة يوم التروية لأنه اليوم الذي يسبق الركن الأساسي في الحج وهو الوقوف بعرفة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج عرفة.