تعرّف على تفاصيل اتفاق أوبك بلس الصادم خلال اجتماعها
خرجت دول أوبك بلس، خلال اجتماعها أمس الخميس، باتفاق على الاستمرار في الزيادة المُقررة في إنتاج النفط في يناير المُقبل بإضافة 400 ألف برميل يومياً، رغم أنه كان من المتوقع توقف زيادة الإنتاج والاحتفاظ بالمستويات الحالية، مع ظهور متحور أوميكرون من فيروس كورونا المُستجد، خصوصاً أنه سيكون هناك زيادة في المعروض وقد تنخفض الأسعار.
وهو القرار الذي مثل مفاجأة للمتداولين، الذين توقعوا أن تحاول المجموعة دعم الأسعار التي تراجعت بنسبة 20 في المائة تقريباً خلال الأسبوع الماضي. لكن أسعار النفط يمكنها أن ترتفع أكثر خصوصاً وأن هناك أكثر من تقرير مُطمئن بأن متحور كورونا الجديد ليس خطيراً وأنه ينبغي ترك رحلات السفر بين الدول مستمرة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
القرار محل متابعة وسيتم التعديل إذا كان ضرورياً
أضافت أوبك بلس إنها ستُبقي اجتماعها مفتوحاً لمتابعة تطورات الجائحة والقيام فوراً بأي تعديلات ضرورية، وهو ما يعني أنها مستعدة للتدخل في أي وقت. بما أن الاجتماع القادم سيكون في الرابع من يناير القادم، فمن المؤكد أن الأمور المُتعلقة بالجائحة وقرارات الإغلاق وحال السوق ستكون أوضح بحلول ذلك الوقت.
الاتجاه الذي كان سائداً في الاجتماع هو الالتزام بخطة إنتاج النفط الحالية، غير أنه في النهاية قررت المجموعة الإبقاء على الخطط المُعلنة منذ مُدة بزيادة الإنتاج بداية من يناير 2022.
قال ديامانتينو بيدرو أزيفيدو، وزير طاقة أنغولا الذي ترأس الدورة الحالية: "في هذه الأوقات المضطربة، من الضروري أن نظل نحن والدول غير الأعضاء في أوبك حذرين في نهجنا وأن نأخذ زمام المبادرة بحسب متطلبات ظروف السوق".
استقرت أسعار النفط على ارتفاع أكثر من 1% يوم الخميس، بعد جلسة متوقعة شهدت تأرجح المعايير في نطاق 5 دولارات بعد أن فاجأت أوبك بلس الأسواق بالالتزام بخططها لزيادة الإنتاج ببطء.
توقعات سابقة متفائلة لأسعار النفط في نهاية العام الجاري
كان بنك الاستثمار الأمريكي غولدمان ساكس قد تنبأ سابقاً بأن أسعار خام "برنت" القياسي العالمي قد يتجاوز توقعاته لنهاية العام البالغة 90 دولاراً للبرميل.
أضاف البنك أنه يتوقع أن يصل الطلب على النفط قريباً إلى مستويات ما قبل انتشار جائحة فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، عند حوالي 100 مليون برميل يومياً مع تعافي الاستهلاك في آسيا بعد انتشار سلالة دلتا.
من ناحية أخرى، ارتفع سهم شركة النفط في المملكة العربية السعودية "أرامكو"، خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الماضي، على خلفية صعود أسعار الطاقة في الأسواق العالمية، ما رفع قيمة الشركة السعودية السوقية إلى 2 تريليون دولار.
بهذه القيمة السوقية، تحتل شركة النفط السعودية المركز الثالث في تصنيف الشركات العالمية من حيث القيمة السوقية وفقا لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ. يأتي في المركز الأول من التصنيف شركة الإلكترونيات الأمريكية "أبل"، وتبلغ القيمة السوقية لها 2.35 تريليون دولار، أي أن أرامكو يفصلها عن أبل نحو 350 مليار دولار.
أما المركز الثاني فكان من نصيب شركة مايكروسوفت الأمريكية، والتي بلغت قيمتها السوقية نحو 2.18 تريليون دولار.
أوميكرون يُسبب الاضطراب لأسواق المال ويُخفض من سعر النفط
يُذكر أن التوتر قد أصاب أسواق المال العالمية بدءاً من فجر الجمعة الماضية، بسبب المخاوف الكبيرة التي نتجت عن انتشار متحور أوميكرون الذي ضرب جنوب إفريقيا، وانتشرت احتمالية أن المتحور قد يُعطل من التعافي الاقتصادي العالمي، فانتشرت عمليات بيع الأسهم إلى جانب السلع والذهب وأصول الملاذ الآمن وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر (S&P 500) و(Dow Jones) الصناعي بأكبر قدر منذ سبتمبر، حيث كانت الأسواق الأمريكية مستعدة للعودة بعد عطلة عيد الميلاد.
كما انخفض مؤشر الأسهم في أوروبا بأكبر قدر هذا العام، فيما قفز الين الياباني بأكبر قدر منذ مارس 2020 بحثاً عن الأمان، وظهر الين كعملة تُمثل الملاذ الآمن مع تغير طفيف في الدولار.
وفقاً لوكالة بلومبيرغ الأمريكية كان تركيز بيع الأسهم على أسهم السفر العالمية بشكل خاص، وذلك بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وسنغافورة ودول أخرى قيوداً طارئة على المسافرين من جنوب إفريقيا والمنطقة المحيطة.
فيما تراجعت أسهم عدّة شركات عالمية، إلى جانب تراجع أسهم التكنولوجيا أيضاً. يحدث كل هذا بسبب قلق المستثمرين بشأن الاحتمال المتزايد لسلسلة جديدة من عمليات الإغلاق، والتي يمكن أن تحدّ من الانتعاش، وقد تضطر البنوك المركزية إلى مراجعة إستراتيجياتها إذا ساء الأمر.
ضغوط أمريكا لخفض أسعار النفط
شمل الانخفاض الذي شهدته الأسواق العالمية أسعار النفط، فقد سجلت مجموعات طاقة خسائر كبيرة بعدما تراجعت أسعار النفط الخام بنحو 7%.
يُذكر أن البيت الأبيض كان قد أعلن في وقت سابق، عن الإفراج عن 50 مليون برميل من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي. في غضون أشهر، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 21 سنتاً، أو ما يُعادل 0.26%، إلى 79.91 دولاراً للبرميل، بعد أن هبطت في وقت سابق إلى 78.55 دولاراً للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.8% إلى 76.17 دولار للبرميل.
كان النفط قد تعرض خلال الفترة السابقة لضغوط عالمية خاصة بعد تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن على إعطاء أولوية قصوى لعكس التضخم واستهداف الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة على وجه الخصوص. لتحقيق هذا كلف بايدن هيئتين بمناقشة سبل خفض تكاليف الطاقة ووقف التلاعب بالسوق في قطاع الطاقة، وقال إن أحد الإجراءات المُحتملة سيكون حتما الإفراج عن احتياطيات النفط الاستراتيجية.
كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قد انتقد سابقاً سياسة الرئيس الحالي جو بايدن في مجال الطاقة، قائلاً إن الولايات المتحدة أصبحت تحت رحمة أوبك.
قال ترامب خلال بيان أصدره: "قبل عام واحد كنا مستقلين في مجال الطاقة، والآن نحن تحت رحمة أوبك، والبنزين يُباع مقابل 7 دولارات في أجزاء من كاليفورنيا.. بينما يأخذون النفط من احتياطياتنا الاستراتيجية. هل بهذه الطريقة تُدار الدولة؟".